كنت سأكتب المرة الأولى عن حكاية الفهايمي مع العدالة الاجتماعية والسوط الذي أراده لذاته، كنت سأكتب عن الراحل الكبير جلول الفهايمي الساكن في روح الجزائري الحقيقي في زمن الزيف، كنت ووجدت نفسي مرغما أكتب عن جريمة في حق الإنسانية و في حق المسرح و في حق شباب جزائري يسكن وهران، نعم جريمة لأننا سنتحدث عن بعض المؤسسات الثقافية "غير المثقفة" بين قوسين ... مسرحية "الوحل" العرض الأكثر تتويجا و الأكثر تهميشا ...في كل مهرجان جائزة سينوغرافيا ، أداء جماعي ، إخراج ، أداء رجالي ، نص ، وأحسن عرض متكامل أخر جائزة مجوبي الذهبي، وبما أن ملائكة الخشبة ليس لديهم العرف في المسارح و في المديريات و في الوزارة بقي هذا العرض يشارك في المهرجانات فقط ،و يتوج رغما عن أنوفهم ، ولكن يقتلوننا بعدم البرمجة ، وحتى وهران التي نشرفها في كل الولايات و نتنقل منها بأموالنا الخاصة لم تقدم ولو رمزيا أي شكر لشباب ملائكة الخشبة الذين قدموا لها الكثير . لو كونَّا جماعة أشرار لكنا الآن نجوم و أحظروا لنا رجال الشرطة ووسائل الإعلام وصرفت علينا أموال... الله يسهل"...لن أعلق، لكن تخيلوا معي الفقرة كاملة ولو أنني نقلتها من صفحة الشباب للأمانة بالأخطاء التي وجدت فيها و بها وحولتها إلى نص اسمه " ملائكة الخشبة يغرقون في الوحل بقرار إداري " ، الكاتب هو محمد شماني والجمهور للأسف غائب أو مغيب . المسافة بين شباب اليوم الضائع في فقرته بسبب شيوخ المسرح و لا أقصدهم سنا ،ولكن بلاهة و تفاهة ،و لا أقصدهم كلهم لكن جلهم المسافة بينهم و بين ما قدمه عبد القادر علولة زمن الأجواد و الثلاثية الخالدة ليست كبيرة أبدا ، لأنهم شباب مؤمن بالفن الرابع و بقدسية الخشبة التي تفرق وحدها بين المدير الصادق و المدير الذي يدير ويدير و يدير بالدارجة ..المسافة بينهم هي مسافة كلمات تقال على الخشبة وعرق يسيل و ألم و تحدي و نصوص و قصة صابر الشاب الجزائري الوهراني الصابر و التي تعبت و أنا أرويها ... صابر هو أنا الصابر على همومي و أنت القارئ الصابر على خزعبلاتي و أنتم الملوعون بجنوني أحيانا ،و أنتم المترصّدون لأخطائي في الكتابة و هذياني أحيانا و أنا الإنسان ، لكن هل هو إنسان من يحرم جيلا من التألق بسبب الغيرة فقط ، هل يكون الإنسان إنسانا و هو يحرم ملائكة الخشبة من ملائكيتهم ، هل تريدونهم شياطين ؟ للأمانة أعرف حكاية صابر هذه منذ ثلاثة أعوام في مستغانم ،و أعرف تعبه و ألمه و آهاته التي لا تختلف عن ألامي، لكن للتاريخ أقول أن شباب و ملائكة الخشبة رابطوا و صبروا أكثر من اللزوم، فمن يأخذ بهم و من يكون فهايمي أكثر من المنطق ليعرف المنطق و يطبقه ويعطي للجيل حقه بعيدا عن قصة المجلس الأعلى للشباب .