" علينا كمسرحيين، أن نقدم للجمهور كل الأنواع المسرحية، ومسرحية القرص الأصفر قدّمت جدلية العلاقة بين الرجل والمرأة، والحاكم والمحكوم، وكانت النهاية بميلاد جيل جديد، سيرفع مشعل الدولة والمسرح والإنسانية معا.." هي كلمات الربيع قشي أو مسرح التاج هناك في برج بوعريرج، كلمات تختزل النضال المسرحي بأتم معنى الكلمة من البدايات إلى اليوم إلى لحظة كتابة الأسطر .. ربما مشكلة الربيع قشي لحد الساعة ، وهو المخرج الذي جاء من عالم الهواة بين قوسين و تلك إشكالية أخرى لا أحبها ما دام الرجل محترف و فقا لمفهومي للاحتراف..- ،ربما هي أنه محترف أكثر من المرتزقة في المسرح، يفتش عن الكمال و يؤمن بالتجريب ولا يهادن في قول الحقيقة أي أنه فهايمي بالمختصر المفيد يؤمن بالعدالة الاجتماعية في مسرحه و في حياته وفي علاقاته مع القائمين على المسرح في الجزائر. الربيع الذي لم يحيى زمن الربيع بعد ، رغم تألق مسرح التاج في البرج محليا ووطنيا، و على الرغم من قدرته على التغيير و التجدد و التجديد دوما على الرغم من انسحاب الصديق المميز سفيان عطية، إلا أن بقية أعضاء التاج توجوا بالاعجاب و التصفيق و الاعتراف أينما كانوا شرقا و غربا ...الربيع الذي قدم مسرحيات للمسارح المحترفة، قدم دروسا في العروض المسرحية المحترفة سواء في العلمة أو معسكر بتقديمه عروضا سابقة لزمن المسرح في الجزائر اليوم... مسرح يريد البعض إرجاعه و إخضاعه للمسرح الشعبي فقط بحثا عن الجمهور وبأي طريقة، غير أن ما قدمه من حداثة و تجريب و تجريد أيضا بإمكانه أيضا جلب الجمهور بعيدا عن المباشرة في تقديم عرض مباشر ضاحك و فقط من أجل الضحك و فقط . شخصيا شاهدت التاج في مسرح الأطفال و مسرح الكبار و شاهدت التاج بنفس المستوى على مدار أكثر من عشر سنوات عمر معرفتي بالفرقة و عمر علاقتي بالربيع الذي حاورته كثيرا في كواليس المسرح، وقفت على جدليته ، أراءه ، تفكيره ، تجريبه و أيضا رفضه الظلم وفهامته "الزايدة" التي يرفضها القائمون على الشأن المسرحي وحتى لا أظلم البعض وجب أن أقول يرفضها البعض من القائمين المقيمين على شأن لا يشبه في شيء الثقافة و المسرح .الربيع لا يزال وهو يشيب يفتش عن الفرصة الكاملة في بلد يمنح أنصاف الفرص ولا يسمح بخلق و صنع الفرص . الفهايمي كريم يأمن كثير بالعدالة الاجتماعية، يحب وطنه، بجهد و بإخلاص.. يتمنى لبلاده تتنمى بسرعة وتزدهر فيها الحياة الأغلبية لكن فيه ضعف: عصبي يتقلق، تتغلب عليه النرفزة، يزعف ويخسرها ...قبل أن ينتهي عرض الفهايمي وقبل السوط و الجمر و الحر و القر وجب أن نقف عند تعيين وزير الثقافة عز الدين ميهوبي لمدير ثقافة مميز في برج بوعريرج بعنوان " ميلود بلحنيش" وهو رجل يحب المسرح و لربما سيحب مسرح وفهايمي قشي وهو الذي بدأ من الصفر باحثا باقتدار عن الألف ميل .