تسود أجواء التضامن معظم أحياء وهر ان هذه الأيام بفضل جهود الفاعلين في الميدان الذين أخذوا على عاتقهم زمام المبادرة التضامنية التي تجسّدت فعليا بإفتتاح أزيد من 30 مطعما خيريا بمختلف أنحاء الولاية إرتأينا أن نشارك عابري السبيل إفطارهم بأحدها قصد نقل الأجواء التضامنية الكبيرة التي يتميز بها الجزائريون في مختلف أنحاء الوطن. وقصد إتمام المهمة توجهنا لأحد هذه المطاعم الواقعة بالسانيا دقائق قبل الآذان أين لاحظنا طابورا كبيرا لشباب وكهول ومتشرين، وحتى نساء إصطحبن أبناءهن للموقع حيث عرفنا بعدها أنه المكان المطلوب. وقبل لحظات قليلة عن موعد الآذان شرع المتطوعون في تنظيم محكم للطابور الطويل الذي يضم أزيد من 250 شخص وكم كانت دهشتنا كبيرة لدرجة التنظيم المحكم من طرف مالكي المطعم الفخم الذي تحوّل للعمل الخيري طيلة شهر رمضان بتوفيره معدل 250 وجبة ساخنة يوميا لعابري السبيل والمتشردين والمعوزين . وقد يتبادر للذهن أن المعنيين بوجبة الإفطار من المتسوّلين والمتشرين فقط إلا أن الواقع يعكس ذلك تماما شباب يافع في مقتبل العمر وعمال شركات ومسافرون وإرتأينا محاورة أحدهم دون الإفصاح له عن هويتنا قال أنه طالب جامعي قدم من عنابة لإتمام التسجيلات الجامعية الخاصة به رفقة زملائه أين تقطعت به السبل ولم يجد سوى مطاعم الرحمة، كما لاذ وحيد وفي خضم الحديث مع الشاب العنابي لمحنا كهل إسترف السمع ودخل معنا في الحوار حيث أفصح لنا أنه عامل في مؤسسة مرموقة فضل أن يفطر بهذا المطعم الخيري نتيجة لمحدودية أجرته الزهيدة التي لا تسمح له بتوفير إفطار مقنع. لحظات قليلة بعد رفع الآذان حل سكون رهيب بالموقع ليكشف بعدها أن الوجبة المقدمة لا تختلف كثيرا عن ما يتناوله المرء في بيته ، تمر، حليب، مشروبات غازية، لحم بقر ، حريرة، جلبان لدرجة أننا تصوّرنا أنفسنا مع العائلة ليتبيّن بعد ذلك أن الخير فينا وفي أمثالنا.