فاطمة قلقول تناشد السلطات لمساعدتها في العلاج فاطمة قلقول حرفية مختصة في صناعة الفخار ، تقيم بقرية « بيدر « بدائرة مرسى بن مهيدي بتلمسان، هي امرأة صامدة وعصامية، عُرفت بأعمالها الحرفية الرائجة على الصعيدين المحلي و الوطني، فكثيرا ما تشارك بمنتوجاتها التقليدية في المعارض والصالونات الوطنية وكذا المناسبات الرسمية. ورثت فاطمة صناعة الفخار عن والدتها وجدتها، فاتخذت منها حرفة أزلية في محاولة منها للحفاظ على أصالتها وتاريخها العريق بقرية « بيدر « التي أصبحت قبلة للجزائريات اللائي يقصدنها من مختلف ولايات الوطن لشراء الأواني المتنوعة من بنات « بيدر» كما يُطلق عليهن، واللائي لم يتبقى منهن سوى 10 حرفيات فقط حسبما أكدته فاطمة التي التقيناها بدار الثقافة عبد القادر علولة بتلمسان على هامش معرض الخط العربي، حيث قالت إن عدد الفتيات تقلص بعد أن كبرت النساء و اعتزلن العجن والتفنن الفخاري ، وهذا ما هدد بقاء الحرفة التي باتت مهددة بالزوال في القرية، ما دفعها لمحاولة عرض أوانيها الفخارية بالسفارات الأجنبية ببلادنا ، على أمل التعريف بالموروث الجزائري . 1000 قطعة فخار في حفرة القرية وعن تاريخ حرفة الفخار بقرية « بيدر « أوضحت فاطمة أن الرواية تقول بأن العارف عبد المومن بوقبرين الذي جاء من الأندلس و حلّ ببيدر ساكنا بها، ثمن هذه الحرفة آنذاك ورأى فيها مصدر عيش لأهاليها ، إذ لا تزال الشجرة الشريفة شاهدة على ذلك، لكن شهرة فخارها لا تزال ضيقة ولم تتعدى البحار بسبب غياب الدعم من قبل المسؤولين المحليين ، فيما يخص الترويج للحرفة فقد أكدت أن الصناعة تراجعت بسبب قلة اليد العالمة، وفيما يخص طريقة تحضير الأواني الفخارية كشفت أن بنات « بيدر « لا يزلن يعتمدن على الطريقة التقليدية التي ورثنها عن الجدات ، و ذلك باستعمال الحفرة الكبيرة الشهيرة بالمنطقة ، حيث يضعن فيها حوالي 1000 قطعة فخار بما فيها القدور الكبيرة ، وهي الطريقة الوحيدة التي تنفرد بها القرية و بعض مناطق القبائل الكبرى بولاية تيزي وزو ، عكس ريف تيبازة التي لا تزال العجائز تعتمدن على «كوشة الطين»، التي تحوي قطعة واحدة من الفخار ، وهي معاناة كبيرة بالنسبة لهن كونها تستغرق وقتا طائلا للحصول على وحدات كبيرة في الأسبوع و الشهر الواحد . مدرسة قديمة لعرض المنتوجات و عن كيفية تسويق المنتوجات الفخارية كشفت فاطمة أن المجلس الشعبي البلدي ل « أربوز « منحهم مدرسة قديمة لتصبح ورشة لممارسة حرفتهم التقليدية وعرض أعمالهن أمام الزوار خلال المناسبات الرسمية. من جهة أخرى طرحت فاطمة إشكالية تضييق الخناق على حرفيات قرية « بيدر « من قبل مصالح الغابات التي حرمتهن من جلب الحطب من الأدغال لإشعال الأفران المخصصة للفخار ، وعليه فهي تطالب المحافظة السامية لقطاع الغابات بالسماح لهن بإزاحة بقايا الأشجار اليابسة المتساقطة بغابة «بلدية أربوز» بدلا من تركها للمتهورين الذين يتسببون دوما في اندلاع الحريق. يأتي هذا في الوقت الذي لم تخف فيه فاطمة معاناتها من تأثيرات ممارسة الحرفة سلبا على صحتها، حيث أنها وبفعل الدخان الناجم عن حرق و طهي الأواني الفخارية أصيبت بمرض في الجهاز التنفسي، ورغم أنها حاولت مرارا التوجه إلى الخارج من أجل العلاج ، إلا أنها تواجه مشكلا في الحصول على تأشيرة السفر ، ما جعلها تناشد السلطات المختصة لمساعدتها بهذا الخصوص ، حتى تتحسن حالتها الصحية وتتمكن من حماية حرفتها التقليدية و الاستمرار فيها دون الخوف من التأثيرات الصحية الخطيرة التي ربما تودي بحياتها ، خصوصا أن فاطمة هي الوحيدة التي تعتني بوالدتها العجوز البالغة من العمر 80 سنة، والتي أنهكها هي الأخرى التعب جراء هذه الحرفة