شاركت جمعية "فخار بيدر"، من ولاية تلمسان مؤخرا، في الصالون الدولي للصناعات التقليدية واعتبرت ممثلة الجمعية السيدة فوزية قلقول أن الصالون فرصة ذهبية ليس بالنسبة للحرفي فقط للتعريف بنفسه وبحرفته، وإنما بربط علاقات عمل وتبادل الخبرات مع حرفيين يبدعون في نفس الحرفة. وأكدت الحرفية أن الجمعية فتية فتأسيسها يعود الى شهر مارس 2014، وجاء بسبب غيرة ثلة من الحرفيين في الفخار على هذا الموروث الحرفي التقليدي لحمايته من الاندثار. وشاركت جمعية "فخار بيدر" بالعديد من القطع الفنية الجميلة حقا، وكانت بعض الأباجورات والقلل المصنوعة بشكل فني، أول ما جذب انتباهنا نحو جناح الجمعية، فقد اعتمد في صنعها على الكثير من الذوق الفني المبدع، يخيل للزائر أنها قطع قماش منحوتة بطريقة "المسلول" التقليدي المعتمد في حياكة بعض أغطية السرير. وقالت الحرفية إن غيرتها على حرفتها جعلتها تشارك في العديد من المعارض والصالونات الخاصة بالصناعات التقليدية "وهذا فقط لإخرج هذه الحرفة إلى النور حتى لا تبقى مدفونة، وكذلك لتوعية الناس بأن الأواني الفخارية صحية 100 بالمائة، ومن الممكن استخدامها في الحياة اليومية، فهي لا تعني الديكور فقط" تقول فوزية وتتابع قائلة إن المادة الأولية، وهي الطين، متوفرة وأن منطقة "بيدر" بتلمسان تنتج أجود أنواع الطين ولكن تطرح بالمقابل إشكال الحصول على الطين من جبال بيدر، خاصة في موسم الأمطار حيث يتعذر حتى على أصحاب الجرارات جلب الطين من تلك الأماكن. من جهة أخرى، تؤكد الحرفية أن كل منتوجات الفخار المصنوعة صحية تماما، خاصة وأن الجمعية قد تحصلت مؤخرا على شهادة النوعية من خبراء إسبان في مجال الطين الصحي، ما يعطيهم دفعا للمضي قدما في هذه الصناعة التقليدية ورفع هدف تسويق المصنوعات الحرفية في كل ربوع الوطن ضمن الأهداف المستقبلية للجمعية. تقول فوزية عن مشاركتها في الصالون، إنها كحرفية في الفخار، سمحت لها مشاركتها بملاحظة عدة "موديلات" يمكنها فيما بعد تحويلها إلى قطع فنية باستعمال الطين، ولا تقتصر تلك الموديلات على مصنوعات فخارية، وإنما مصنوعات أخرى عرضت في أجنحة السيراميك والخزف والنحاس وغيرها، مضيفة أنها استلهمت الكثير من الأشكال التي يمكن صناعتها بالفخار، وبالتالي تشكيل موديلات كثيرة يمكن أن تشارك بها في تظاهرات أخرى. وتدعو جميع الماكثات بالبيت أو حتى الطالبات والعاملات إلى التقدم من جمعيات محلية تهتم بالحرف اليدوية بغية تعلم فنون صنعة يدوية ما، كما تشير إلى أنها فازت في ديسمبر 2013 بالجائزة الأولى في مسابقة وطنية أقيمت بتيبازة حول الفخار، وتؤكد أن ذلك كان بمثابة حافز لها شجعها على تحسين حرفتها والعمل على توريثها للشباب حتى لا تندثر هذه الصناعة التقليدية.