تشهد العديد من ثانويات ولاية مستغانم خلال الفترة الأخيرة ، عزوفا مبكرا للتلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا ، فقبل أيام عن موعد هذا الاختبار المصيري ، انقطع المتمدرسون عن المؤسسات التربوية و أصبح الأساتذة يقدمون الدروس في قاعات شبه خالية ، فيما يفضل التلاميذ حضور المواد الأساسية و الغياب عن بقية الحصص ، من أجل تلقي دروس خصوصية مقابل دفع مبالغ مالية كبيرة. فقد تبين أن لجوء التلاميذ للدروس الخصوصية يختلف من تلميذ إلى آخر و تتعلق أساسا بالحالة المادية و الاجتماعية لكل واحد منهم. فالذين ينتمون إلى عائلات غنية تجدهم يجلبون الأساتذة إلى بيوتهم لتقديم الدروس لهم ، في حين أن الأسر متوسطةالدخل تفضل أن تدفع بأبنائها إلى بيوت الأساتذة في منازلهم لتلقي الدروس .أما من ناحية التكلفة فإنها ليست موحدة بل تختلف من منطقة إلى أخرى ، ففي عاصمة الولاية الدروس الخصوصية تتراوح بين ال 4000 دج و 5000 دج شهريا للتلميذ المقبل على الباك ، في حين تنخفض القيمة إذا ما توجهنا إلى البلديات الأخرى ، مثل حاسي ماماش حيث وجدنا أستاذا يقدم الدروس لتلاميذ الباكالويا بمنزله مقابل 2000 دج للواحد في الشهر . و هو مبلغ مقبول سمح لغالبية التلاميذ بهذه المنطقة بالتسجيل في الدروس الخصوصية عكس ببلدية مستغانم . أغلب الأولياء بمستغانم أكدوا أن الدروس الخصوصية أصبحت أمرا لا مفر منه و تم تخصيص لها ميزانية خاصة في كل موسم دراسي ما جعلها تثقل كاهلهم .و ما لاحظناه خلال حديثنا إلى عدد كبير من التلاميذ، أنهم و من دون استثناء، يتلقون دروسا خصوصية في المواد الأساسية بالنسبة إلى كل شعبة، كما أن توقيتها متداخل مع أوقات التمدرس العادية خلال أيام الأسبوع، و الأكثر من ذلك أنها تقدم في أماكن غير مناسبة مثل المستودعات أو الشقق السكنية، فيما يقارب عدد التلاميذ ال 200 في كل حصة لدى بعض الأساتذة الذين يشتهرون في هذا المجال، و هي شروط يبدو أنها غير مساعدة تماما على الاستيعاب ، و ذلك بمقابل مالي لا يقل عن 2000 دج شهريا، في الوقت الذي يضيعون فيه الدروس المجانية في مؤسساتهم التي توفر لهم أحسن الظروف للتلقي و التعلم. وقد أكد أساتذة من بعض الثانويات ، أن عزوف التلاميذ عن مقاعد الدراسة بات كبيرا جدا خاصة في المواد الثانوية، حيث أنهم يقدمون دروسا لخمسة أو ستة تلاميذ في القسم، و ذلك لعدة عوامل، يقولون إن منها توجه التلاميذ إلى الدروس الخصوصية خلال الفترة المسائية، و تفضيلهم لأساتذة معينين، و كذا التسهيل الكبير من الإدارات في منح ورقة الدخول للمتغيبين . أما عن دروس الدعم فقد خصصت مديرية التربية موعدا للتلاميذ الطور المتوسط و الثانوي و ذلك كل يوم ثلاثاء مساء غير أن الإقبال يكون ضعيفا من طرف التلاميذ الذين يفضلون الدروس الخصوصية .