إن المجتمع الجزائري ليس مثاليا و غير مكون من الملائكة المرسلين أو الأنبياء المبعوثين من لدن خبير حكيم بل هو مجتمع بشري فيه الصالح و الطالح و الحسن و السيئ و ككل مجتمعات العالم يصاب بأمراض اجتماعية و يعتري جسده جراثيم من قبيل العنصرية و التمييز و الكراهية و وعدم قبول الآخر بسبب لونه أو عرقه أو لغته أو المنطقة التي ينحر منها لكن بخلاف مجتمعات أخرى فإن المجتمع الجزائري يتمتع بمناعة قوية سرعان ما تقضي على الأمراض و المكروبات التي تتسلل إلى جسده مصيبة بعض أطرافه . فلا يمكن إنكار أنه إلى يومنا هذا هناك عائلات ترفض مصاهرة عائلات مختلفة عنها في العرق أو اللهجة أو الطبقة كالشرفة و الأعيان في بعض المناطق الداخلية كما أن البعض يرفض الجلوس بجانب إفريقي أو صيني خوفا من الأمراض و الأوبئة و يرى في اللاجئين تهديدا لسلامة البلد و متقبل الأجيال اللاحقة . كما لا يمكن إنكار أن بعض الأجانب تعرضوا للسرقة و الاعتداء و السب و الشتم بألفاظ عنصرية معروفة لكن هل هذه الممارسات و السلوكيات أفعال انفرادية و انعزالية أم ثقافة مجتمع مبني على كراهية الآخر ؟ . إن خير دليل على أنها ممارسات فردية شاذة لا يمكن بأي حال من الأحوال القياس عليها هو عدد الأجانب الذي يزداد يوما بعد يوم وسط سكان الجزائر المضيافة بطبع شعبها و عراقته و كرمه .