حمل تتويج شبيبة فرندة بلقب بطولة ولاية تيارت وصعودها إلى القسم الجهوي الثاني لرابطة سعيدة لكرة القدم الكثير من الدلالات، في مقدمتها إصرار هذا الفريق على الخروج من دائرة الظل، والتحليق في سماء الجهوي الثاني، بعد أن تألق وسيطر على مجموعته، رغم قلة الإمكانيات ونقص خبرة جل اللاعبين.وما زاد من قيمة هذا الإنجاز، جاء بعد لعب الفريق مقابلة السد أمام الجار شباب عين مريم، متحديا مزاحمة بعض الفرق، التي لم تتمكن من إزاحة الشبيبة من قمة الهرم، منها شباب عين الحديد وشباب عبد الرحمان وشباب النعيمة وشباب عين مريم. تحقيق أبناء فرندة الإرتقاء وبميزانية لم تتجاوز 220 مليون سنتيم لم يكن سهلا، حيث استوجب الكثير من التضحيات، وتظافر الجهود، بالإضافة إلى دعم الأنصار وأعيان المدينة والسلطات المحلية، وهو ما رصدناه عند زيارتنا إلى هذه المدينة الهادئة، التي يتنفس شبابها كرة القدم. أبرز ما تتميز به شبيبة فرندة الفريق الثاني بعد فريق شباب فوز فرندة ، امتلاكه لقاعدة شعبية ، فهو فريق مهيكل من جميع الجوانب، وبأنصار من ذهب يتميزون بثقافة المناصرة، رغم غياب مصادر التمويل والتكفل الحقيقي باحتياجات الفريق، فإن المكتب المسير برئاسة حميد بن عسلة، لم يفقد الأمل في الأخذ بيد الفريق نحو الواجهة، وحمل شعار التحدي لتحقيق الصعود، الذي فلت من بين أيدي شبيبة فرندة بعد الانخراط في رابطة تيارت بعد أن تجمد نشاط الفريق في السابق. هذا ويبقى الاستقرار على مستوى الطاقم الإداري سر النجاح، في وجود الرئيس حميد بن عسلة على رأس النادي منذ عهدتين، مواجها بمفرده كل الصعاب. الإحتفالات بالصعود 7 أيام دون انقطاع ويجمع مسيرو وأنصار الفريق وكل من تحدثنا إليهم، على أن الصعود التاريخي الذي حققه الفريق كسر جدار الصمت، وأخرج مدينة فرندة من الركود، وجعلها تعيش مظاهر الاحتفالات على مدار 7 أيام بلياليها ودون انقطاع، وفق وصية أحد الأولياء الصالحين الذي ترجى أقربائه وأعيان المدينة قبل وفاته، بتوسيع أفراح المدينة إلى أسبوع، في حالة حدوث حدث مميز مهما كانت طبيعته. وفي خضم أجواء الأفراح، بدأ المسيرون التفكير من الآن في الموسم الجديد، حيث أكدوا بأن الإدارة ستحتفظ بنسبة 25 بالمائة من التعداد الذي حقق الصعود، ما يعني تجديد الثقة في الركائز، إضافة إلى القيام بتدعيمات نوعية، لإعطاء الإضافة المطلوبة للفريق. وحسب ما استقيناه من معلومات، فإن الانتدابات ستشمل حوالي 8 لاعبين جدد، مع ترقية بعض الشبان، ولو أن الهدف المسطر يبقى ضمان البقاء في الجهوي الثاني، وكسب الخبرة والاحتكاك. جنود الخفاء وراء الصعود و المال الهاجس الأكبر وإذا كان الصعود التاريخي للجهوي الثاني ما زال يصنع الحدث وسط الشارع الرياضي المحلي، فإنه لم يكن سهل المنال أو هدية، بل تطلب تضحيات كبيرة من مجموع المسيرين الذين يلقبون بجنود الخفاء، والذين عملوا في صمت ضمن أسرة واحدة ومتماسكة، ناهيك عن وقوف الأنصار. كما أن المجلس الشعبي البلدي كان الممول الوحيد للفريق رغم محدودية إمكانيات البلدية. القائمون على الفريق يجمعون على أن إشكالية التمويل باتت تشكل الهاجس الأكبر للإدارة، بالنظر للمتاعب المالية الكبيرة التي واجهها الفريق هذا الموسم، والنفقات المتزايدة التي يتطلبها الجهوي الثاني. وضع جعل الرئيس بن عسلة حميد يفكر مبكرا في إيجاد مخرج له، من خلال توجيه نداء للسلطات الولائية ورجال أعمال المنطقة لمساعدة الفريق، في ظل التحديات التي تنتظره الموسم المقبل، ومخاوفه من انعكاسات نقص الخبرة وغياب الأموال الكافية.