حمل تتويج شباب رأس العيون بلقب بطولة الجهوي الثاني لرابطة باتنة للمجموعة الثانية أكثر من دلالة، وتأكيدا على قوة وطموح هذا الفريق، في نفض الغبار والتخلص من رواسب الماضي، بعد أن هيمن على المنافسة وسيطر على مجريات الأحداث في غياب مزاحمة حقيقية رغم محاولة شباب عين ياقوت، غريمه وأكبر منافسه في تضييق الخناق عليه. وما زاد من قيمة هذا المكسب الثمين، هو ضمان الصعود إلى الجهوي الأول قبل 4 محطات من خط الوصول، إضافة إلى حصد الفريق لكل الألقاب منها أحسن قاطرة أمامية وأفضل خط دفاع، وأكثر من ذلك تجرعه مرارة الهزيمة في مناسبة واحدة فقط أمام شبيبة بسكرة، مع تسجيله 24 انتصارا و5 تعادلات. توقيع أبناء رأس العيون لشهادة الارتقاء بشكل مبكر وبعد 44 سنة من الانتظار لم يكن سهلا أو هيبة، بقدر ما تتطلب الكثير من التضحية والتفاني والعمل الجاد وتضافر جهود كل الفعاليات في الفريق، ما جعل مدينة رأس العيون الهادئة تعيش على وقع الحدث لأزيد من أسبوع وعلى طريقتها الخاصة وفق ما وقفنا عليه لدى زيارتنا إليها. روبورتاج : محمد مداني الاحتفاظ بالركائز وتدعيمات نوعية للموسم القادم كشف مسؤولو الفريق أن الإدارة ستراهن على عامل الاستقرار من خلال تجديد الثقة في ركائز الموسم المنقضي والحفاظ على نسبة 80 بالمائة من التعداد الذي حقق الصعود، مع القيام بتدعيمات نوعية وعلى مستوى مختلف المراكز، وهذا من أجل إعطاء الإضافة المرجوة للفريق. وحسب التقديرات الأولية، فإن الفريق بحاجة إلى 8 لاعبين جدد من الطراز العالي في وقت تشير كل الدلائل إلى بقاء المدرب بربريس على رأس العارضة الفنية، نظرا للعمل الجيد الذي قام به ودرايته الواسعة بخبايا وشؤون الفريق، ولو أن طموحات شباب رأس العيون لن تتعدى الموسم القادم ضمان البقاء ومحاولة كسب الخبرة والاحتكاك. التعداد المتوج باللقب الحراس: رقوش همال المدافعون: يحياوي بودرياس خلاف مصباح بركة لقرع. وسط الميدان: لعناني حناشي بونشادة بن منصور توكة بوسنينة المهاجمون: دامس العابد العايب همال سمير بن زاوي لمودع كامل المركب الرياضي جوهرة والبحث عن مصادر تمويل يعد المركب الرياضي برأس العيون جوهرة حقيقية، وثاني أحسن مرفق رياضي بولاية باتنة بعد مركب أول نوفمبر، وهو ما قد يساعد الفريق على استقطاب النوادي الكبيرة ومعها المزيد من الجماهير، نظرا لتوفره على كافة التجهيزات اللازمة إلى جانب نوعية بساطه الاصطناعي. على صعيد آخر شرعت الإدارة في البحث عن مصادر تمويل، إدراكا منها بأن الجهوي الأول يتطلب نفقات ومصاريف مضاعفة، حيث دخل الرئيس بن سبع في سباق ضد الساعة لضمان المال الكافي، حتى وإن كان المجلس الشعبي البلدي يعد الممول الوحيد. جمهور من ذهب والاستقرار سر النجاح مما لا شك فيه أن شباب رأس العيون الذي تأسس عام 1968 يملك قاعدة شعبية كبيرة من الجماهير الرياضية، فهو فريق يملك أنصارا من ذهب ساهموا بقسط كبير في الصعود التاريخي. وحسب إدارة النادي، فإن المباريات التي يحتضنها المركب الرياضي تجري بشبابيك مغلقة، فيما لا يبخل الأنصار بالتنقل مع الفريق في جميع سفرياته، وهو ما أعطاه شحنة إضافية ودعم معنوي معتبر، الأمر الذي يكرس ثقافة المناصرة في هذه المدينة التي تقع غرب ولاية باتنة. كما أن المساندة المطلقة التي يتلقاها الفريق كانت حافزا للمكتب المسير برئاسة رشيد بن سبع لحمل شعار التحدي وتحقيق الصعود الذي انفلت من بين أيدي الفريق في الموسمين الأخيرين. من جهة أخرى تجمع أسرة الشباب على أن عامل الاستقرار على مستوى الجهازين الإداري والفني شكل سر النجاح، بغض النظر عن التركيبة البشرية التي لم تعرف تغييرات كبيرة على مدار الموسمين الأخيرين. وإذا كان الرئيس بن سبع قد كسب الرهان من خلال تغلبه على جميع الصعاب وتوفير كل الإمكانيات، فإن المدرب الشاب بربريس بلال نجح في ترويض آلة فريقه وضبط حركاته على الانتصارات والنتائج الجيدة ووضعه على السكة الصحيحة، وهذا منذ الجولات الأولى. رشيد بن سبع(رئيس الفريق) الصعود كلفنا 700 مليون أكد رئيس شباب رأس العيون رشيد بن سبع أن صعود فريقه كلف الخزينة قرابة 700 مليون سنتيم، كلها مساعدات من السلطات العمومية، باعتبار أن البلدية تعد الممول الوحيد، موضحا، أن إدارة الفريق نجحت في التخلص من الديون بفضل النجاعة في التسيير والإعانات التي بلغت 800 مليون. وقال للنصر أن الإدارة وضعت الصعود كمطلب أساسي منذ البداية من خلال التحضيرات المبكرة والتدعيم النوعي، مشيدا بالمجهودات المبذولة من قبل اللاعبين وحرص الطاقم الفني على العمل دون هوادة بغية بلوغ الأهداف المسطرة، مثمنا في ذات السياق المسيرة المضفرة لفريقه الذي سيطر على مجريات المنافسة منذ انطلاق البطولة. وحسب نفس المتحدث، فإن الطاقم المسير بدأ من الآن التفكير في الموسم القادم الذي يريده أن يكون محطة للتأكيد والاحتكاك، مبديا استعداده للبقاء على رأس الفريق الذي حقق معه ثاني صعود في ظرف أربع سنوات، دون غلق الأبواب في وجه كل من يرغب في حمل المشعل، على حد تعبيره. من جهة أخرى لم يتوان بن سبع في التأكيد على أن الأنصار كان لهم الدور الأكبر في تجسيد الأهداف المسطرة، مبرزا حرص المكتب المسير على الحفاظ على المكاسب المحققة، حتى وإن أصر على المطالبة بضرورة الوقوف إلى جانب فريقه الذي تنتظره تحديات كبيرة على حد تعبيره :" نحن نسعى لجعل رأس العيون مستقبلا محطة للفرق الكبيرة، وعلينا توحيد الجهود والصفوف وتوفير كل وسائل النجاح، ما يستدعي تجنيد كل أسرة النادي، خاصة وأن الصعود لم يكن هدية، بل تضحيات جسام". وفي سياق متصل دعا الرئيس بن سبع السلطات المحلية و الولائية إلى تخصيص منحة خاصة بالصعود، من باب التشجيع والتحفيز، مشيرا في معرض حديثه إلى أنه لن يدخر جهدا في طرق كل الأبواب قصد إيجاد قنوات تمويل. كما التزم بالقيام بانتدابات نوعية، تكون في مستوى طموحات الفريق، حتى وإن كانت الأهداف الآنية هي اللعب من أجل ضمان البقاء في بطولة الموسم القادم، موضحا أن التحضيرات ستنطلق منتصف شهر جويلية :" أعد سكان رأس العيون بمواصلة المسيرة بنفس الحماس والإرادة، للحفاظ على الإنجاز المحقق، ومحاولة تثمينه على المدى المتوسط، لكن على الأطراف الأخرى لعب دورها". اللاعبون يتحدثون عن الصعود العابد نبيل(مهاجم): أنا جد مسرور بأول صعود في مشواري " هو في الواقع صعود تاريخي وأنا جد سعيد بهذا المكسب الثمين الذي لم يكن بمثابة هيبة أو صدقة. أعتقد بأننا برهنا على أننا فريق طموح ومحترم ونستحق الصعود الذي يعد الأول من نوعه في مشواري الكروي، حيث تطلب الكثير من المثابرة والتضحية. وبكل تأكيد، سنسعى لتثمين هذا المكسب وتعزيزه بإنجازات أخرى". توكة رياض(وسط ميدان) الصعود نتيجة تظافر جهود الجميع " أرى بأننا نستحق التتويج باللقب، نظرا لهيمنتنا على البطولة وكذا النتائج الجيدة التي حققناها. والواقع أن الصعود، كان همنا الوحيد وهدفنا المسطر منذ البداية، إلى درجة أننا تحلينا بكير من الإرادة، وتمكنا من تخطي الكثير من العقبات. وها نحن اليوم نجني ثمار جهود جميع الأطراف". جمال دامس(مهاجم) صعود مميز وشرف للمنطقة " شخصيا اعتبر بأن صعودنا هو شرف للمنطقة ويشكل في مضمونه رسالة للمعنيين بالأمر للالتفاف أكثر حول الفريق، والتفكير من الآن في الموسم القادم الذي سيكون أصعب. وقبل ذلك، علينا التلذذ بفرحة الارتقاء، لأن هذا الانجاز له دلالات خاصة، بغض النظر عن تأثيره الإيجابي على المحيط العام للفريق". بلال بربريس (مدرب الفريق) الصعود ثمرة عمل جماعي يرى المدرب بلال بربريس أحد صانعي الصعود، أن الارتقاء إلى الجهوي الأول، كان ثمرة عمل جماعي، مبديا تشكراته لكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز الذي يعد الثاني من نوعه بالنسبة إليه بعد المشوار الاستثنائي الذي حققه مع جمعية تالخمت. وقال بربريس أنه لم يشك لحظة في اعتلاء منصة التتويج، نظرا لثقته الكبيرة في قدرات لاعبيه، والأجواء التفاؤلية السائدة، مضيفا أن سيطرة فريقه لم تقتصر على الظفر باللقب، بل تعدت إلى امتلاكه أحسن قاطرة هجومية ب60 هدفا، وأفضل خط دفاع بتلقيه 12 هدفا، فيما تصدر اللاعب رياض العايب لائحة الهدافين ب14 هدفا. وحسب نفس المتحدث، فإن قضاء موسمين متتاليين على رأس العارضة الفنية لشباب رأس العيون مكنه من قطف الثمار، بفضل تضافر جهود جميع الأطراف الفاعلة وتضحيات مضنية، مبرزا دور المكتب المسير والأنصار في بلوغ الهدف، رغم بعض العقبات، ليخلص إلى القول بأنه سعيد جدا بهذا الانجاز، متمنيا للفريق مزيدا من النجاحات.