تشهد مقبرة سيدي البشير بشرق مدينة وهران أوضاعا مزرية على جميع المستويات وبصفة خاصة فيما يتعلق بغياب النظافة والحراسة وصيانة القبور حيث أصبح كل من يزور ذويه من المتوفين المدفونين في هذا المكان يتفاجئء بهول الكارثة التي تدنس حرمة الأموات حيث تحولت المقبرة إلى أشبه بمفرغة عمومية للنفايات و الأوساخ المنتشرة أمام المدخل الرئيسي والتي تنبعث منها روائح كريهة ناجمة عن تعفن الأكياس المرمية منذ عدة شهور بعين المكان وهو ما أثار حفيظة كل من قصد المقبرة لزيارة قبر أحد أقاربه أو معارفه حيث لم يخف البعض ممن وجدناهم بعين المكان استياءهم الشديد من الوضع المقزز على حد تعبير بعضهم وحجم الإهمال الذي تعرفه هذه المقبرة بصفة خاصة وذلك خلافا على بقية المقابر المتواجدة عبر تراب الولاية والتي تشهد حملات تنظيف دورية للمتطوعين من الشباب على غرار مقبرة عين البيضاء الخالية من هذه المظاهر التي تشوه المنظر العام وتتعدى على حرمة القبور وأكد احد الشيوخ الذي يتردد إلى المقبرة يوميا لقراءة آيات من القران الكريم أمام قبر ابنه المتوفي أنه أصبح يستحي من نفسه من تلاوة بعض الآيات في هذا المكان المحاط بالنفايات والروائح الكريهة ونبه إلى حالة اللامبالاة وغياب أي شكل من أشكال التدخل من قبل الجهات المسؤولة وهو ما يتضح جليا في انتشار الأعشاب الطفيلية الضارة والنباتات الشوكية وسط القبور لتتحول إلى حاجز يعترض الزوار وبصفة خاصة المتقدمين في السن الذين يجدون صعوبة في اختراق مسالك الصعبة بين القبور بسبب غياب ممرات مهيأة لتسهيل الحركة وهو ما يجعل زوار قبور ذويهم يتدخلون لإزالة الشوائب والأشواك مما قد تخفيه هذه النباتات من زواحف وحشرات وعبر الزوار عن عميق دهشتهم من غياب النظافة خاصة و ان أكوام القمامات المرمية على محيطها منذ فترة طويلة حرمت الأحياء من صلة الرحم وأصبحت الزيارات شبه غائبة عن المكان في الأيام العادية باستثناء أيام الدفن والمناسبات والأعياد وفي يوم الجمعة حيث تدب الحركة في فترة الصباحية على وجه الخصوص .