يقع جامع عمرو بن العاص بالفسطاط بحي مصر القديمة،فبعد فتح الاسكندرية أرادها عمرو عاصمة لمصر فأمره عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن ينزل المسلمين منزلاً لا يحول بينه وبينهم نهر ولا بحر ، فاختار مكان فسطاطه ونزل هناك فسميت البقعة باسم الفسطاط، ثم بنى عمرو رضي الله عنه مسجداً لإقامة شعائر صلاة الجمعة فبني هذا المسجد الذي سمي باسمه حتى الآن ، وكان يعرف أيضاً بمسجد الفتح ... والمسجد العتيق ... وتاج الجوامع ، وكان أول إنشائه مركزا للحكم ونواة للدعوة للدين الإسلامي بمصر . كانت مساحة الجامع وقت إنشائه 50 ذراعاً في 30 ذراعاً وله ستة أبواب، وظل كذلك حتى عام 53ه / 672م حيث توالت التوسعات فزاد من مساحته وصلت نحو أربعة وعشرين ألف ذراع معماري، وهو الآن120 فى 110أمتار ( أي حوالي 13200 متر ) . ويشير بعض الدارسين والمهتمين بمسجد عمرو بن العاص إلى أنه كانت فيه محكمة لفض المنازعات الدينية والمدنية ، وكانت تعقد جلساتها في الجانب الغربي منه، كما أن مسجد عمرو في الفسطاط كان به بيت المال ، فقد وصف الرحالة ابن رسته بأنه كان موجوداً أمام المنبر على شكل قبة عليها أبواب من حديد. ويرى بعض هؤلاء الدارسين أن بيت المال هذا ، ليس هو بيت المال الرئيسي الخاص بالدولة ، بل إنما هو بيت مال اليتامى.ولا يفوتنا أن نشير إلى الدور العلمي الرائد الذي قام به جامع عمرو بن العاص طيلة قرون وقرون . ويكفيه فخراً أن الإمام الشافعي ألقى فيه دروسه و الليث بن سعد و أبو طاهر السلفي ، وخطب فيه العز بن عبد السلام .