تشهد العديد من المساحات الخضراء بولاية وهران وضعية مزرية انعكست سلبا على المنظر العام لمدينة وهران التي من المنتظر أن تعرف خلال 2021 تظاهرة رياضية هامة باحتضانها للألعاب المتوسطية الأمر الذي بات يفرض على مسؤولي عاصمة الغرب الجزائري إعطاء أولوية لأهم المشاريع المرتبطة بالجانب الجمالي و إلى اهتمامات الولاية بالبيئة و المحيط التي تتجلى في المساحات و الفضاءات الخضراء و التي تعد رئة جميع المدن. وقد عرفت ولاية وهران خلال السنوات الأخيرة تخصيص أغلفة مالية جد هامة سواء من أجل إعادة الاعتبار للمساحات الخضراء التي كانت مهملة أو انشاء محيطات خضراء جديدة في المجمعات السكنية خاصة منها تلك التي أنجزت حديثا، كما جاء الاهتمام أيضا بمحاور الدوران و أرصفة الطرقات و الحدائق و الساحات و غيرها من الأماكن التي إعتبرها القائمون على هذا المجال المتنفس الوحيد للمواطن لكن مع هذه المجهودات فالسياسة المتبعة لم تعط جدوى بسبب الإهمال و لا المبالاة لاسيما فيما يتعلق بمتابعة المشاريع وغياب يد مختصة في عالم نمو وتطور و حماية النباتات التي تتطلب مختصين في هذا المجال و عناية خاصة لتتحول هذه المساحات الخضراء إلى مشاهد ينفر منها الأطفال و الكبار على حد سواء.
مشاريع لتهيئة 19 مساحة خضراء والنتيجة تبقى نسبية العديد من المساحات الخضراء باتت اليوم ديكورا يشوه المنظر العام للمدينة بدل تزيينها بعدما طالها الإهمال واللامبالاة و مساحات أخرى أصبحت مكانا لرمي النفايات والقاذورات وحتى مخلفات مواد البناء والأمثلة عديدة منها تلك المتواجدة بحي الصباح التي باتت تقتصر اليوم على بعض النباتات الضارة والأعشاب الطفيلية ومكانا مفضل لرمي الأوساخ والقاذورات هذا إلى جانب المحيطات المحايدة لمسار الترام والتي غزتها الأشواك والأعشاب الضارة أيضا لتتحول إلى منظر تنفر منه العين و يزعج المواطنين و خاصة المسافرين عبر هذه الوسيلة، ناهيك عن تلك المساحات الخضراء المتواجدة بوسط المدينة التي تحولت أيضا إلى مرتع للمتشردين الحديقة المتوسطية فضاء مهمل ونفس الوضعية تشهدها الحديقة المتوسطية التي فتحت أبوابها لزائريها حديثا والتي طالها أيضا الإهمال في ظل غياب المتابعة هذا دون أن ننسى المساحات الخضراء المحاذية لضريح» سيدي الحسني» والتي تحولت أيضا إلى فضاء للتجارة وتوقف السيارات وهذا في ظل غياب مراقبة الصارمة للمسؤولين حيث أصبحت المساحات التي من المفترض أن تكون مكانا للتنزه و استنشاق الهواء النقي وسط الخضرة و ألوان الطبيعة تستغل لأغراض خاصة بالسكان أو التجار المقيمين بالقرب منها لتكون حظائر لسياراتهم أو مكانا مهملا لرمي الأوساخ. نقلنا كل هذه المعطيات و الاستفسارات الى المسؤولين عن هذا الجزء النابض من الولاية و كانت الإجابات في مجملها واحدة من قبل القائمين على المساحات الخضراء بمدينة وهران حيث أشار مصدر مسؤول أنه تم وضع برنامجا خاصا لتهيئة جميع المساحات الخضراء بمدينة وهران سواء بتمويل من بلدية وهران أو من الولاية وهذا سعيا منها للتحضير الجيد للعرس الأولمبي لسنة 2021 مؤكدا أن الأرقام قد أكدت أنه خلال سنوات الفارطة تم انجاز و تهيئة 450 هكتار من الأراضي التي استغلت كمساحات خضراء والعملية متواصلة لاسيما بعد تم هدم محطات الحافلات لكل من يغموراسن و الصديقية و التي تم تحويلها إلى فضاءات خضراء و متنفس حقيقي لساكني هذه المناطق، هذه المحيطات كانت ولسنوات عديدة مصدر قلق ومسرح لجرائم عديدة بسبب الاعتداءات والسرقات و الانحرافات التي كانت تحدث بعين المكان كما صرح ذات المتحدث إلى التحضير لمشروع تهيئة 19 مساحة خضراء في مواقع تشهد إهمالا حقيقيا ووضعية جد مزرية مشيرا أن الإستراتجية الجديدة تكمن في خلق في كل حي مساحة خضراء. ومن جانب آخر فقد أشار مصدر من مؤسسة وهران الخضراء أن هذه الأخيرة تعمل وفق برنامج مسطر لكن المسؤولية تقع على عاتق البلديات لاسيما في مجال المتابعة والصيانة للإشارة فإن العديد من البلديات الجهة الغربية منها بئر الجير قد أخذت على عاتقها خلق فضاءات ومساحات خضراء جديدة ببعض المجمعات السكنية كعدل الأمر الذي إستحسنه العديد من المواطنين مطالبين تعميمها على كامل المجمعات السكنية حتى تكون متنفس للصغار والكبار