- القارورات المصنوعة عن طريق الرسكلة مشكوك في قواعد سلامتها خطر جدي يتربص بالمستهلكين مع حلول الحر نتيجة اقتنائهم مشروبات و مياه معروضة و منقولة تحت أشعة الشمس في ظل تهاون مصالح المراقبة رغم وجود ترسانة قانونية تمنع هذه التجاوزات الأمر جعل المختصين و الجمعيات الناشطة في مجال حماية المستهلك تتحرك للتنبيه بخطورة الوضع لاسيما و أن الأبحاث العلمية أكدت حسبما صرح به لنا أمس الدكتور عياط محمد مختص في التغذية على خطورة السوائل المعبئة في قارورات بلاستيكية في حال بقيت تحت درجة حرارة عالية نتيجة هجرة بعض الجزيئات الكيماوية من البلاستيك إلى هذه السوائل و يكون الانتقال أخطر كلما كان التعرض للحرارة بدرجة أعلى و لمدة أطول و هو ما يحدث فعلا أثناء نقل مختلف هذه المشروبات و تتواصل هذه التجاوزات خلال مرحلة بيعها على مستوى المحلات التجارية حيث تكدس هذه المشروبات من مياه معدنية و سوائل غازية و عصائر و حتى الحليب و مشتقاته خارج المحلات تحت أشعة الشمس و رغم ذلك تلقى إقبالا بسبب نقص وعي المستهلكين و هو ما جعل جمعية حماية المستهلك و محيطه تباشر أيضا حملة تحسيسية تحت شعار «قف ،لا تسقني سما» لمحاربة هذه الظاهرة كما قامت بمراسلة مديرية التجارة لإحتواء هذه التجاوزات التي ترتكب علنا حيث ينقل الموزعون سواء الأحرار أو العاملين لصالح منتجي هذه المشروبات بما فيها المياه المعدنية التي يستهلكها خاصة المرضى و الرضع في ظروف غير ملائمة تماما تحت أشعة الشمس دون تغطيتها أو نقلها في مركبات مجهزة . حملة «لا تسقني سما»للتنبيه بخطورة الظاهرة شرعت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك في هذه الحملة من خلال التحسيس بخطورة الظاهرة لاسيما و أنها أصبحت شائعة و لم تتحرك مصلحة لمحاربتها كون الموزعين ينقلون هذه السلع عبر حواجز مصالح الأمن و يمرون دون أن تفرض عليهم عقوبات كما أن التجار يعرضون المشروبات أمام مداخل محلاتهم في العراء كونهم يفضلون شراء السلع بكميات كبيرة لعدم تكرار العملية في كل مرة و ذلك حتى خلال فصل الصيف الذي ترتفع فيه درجة الحرارة كما تكدس هذه السلع خارج أجهزة التبريد و إن تعلق الأمر بالحليب و مشتقاته و قد لقيت الحملة التحسيسية التي شرعت في إجرائها المنظمة استحسانا كبيرا عبر صفحات التواصل الإجتماعي خاصة و أن المنظمة أعلنت عن مسابقة لأحسن صورة تعبر عن هذه الظاهرة كما أن العديد من المستهلكين لم يكونوا على علم بتأكيد خطورتها و هو ما جزم به الدكتور عياط محمد مختص في التغذية كما سبق الذكر مؤكدا على حتمية انتقال جزيئات مسرطنة من البلاستيك للسوائل المعبئة تحت درجة الحرارة مشككا كذلك في مطابقة البلاستيك المستعمل في صناعة هذه القارورات مع شيوع عمليات الرسكلة و ضعف حلقات المراقبة و عدم تخصص أعوان التفتيش و عدم توفر المراقبة الذاتية بالوحدات الإنتاجية كما أشار الدكتور عياط للخطأ المرتكب من طرف المستهلكين بإستهلاكهم لماركة معينة من المياه المعدنية دون تغييرها و هو ما يتسبب في تراكم مكوناتها و تشبع الجسم بها فيما ان تنويع الماركات و تغيير نوع المياه المقتناة يكون إختيارا أحسن في هذه الحالة حسبما أكد عليه الدكتور عياط الذي دعا لضرورة تنبه المستهلكين لخطورة المياه و المشروبات المعروضة تحت أشعة الشمس نتيجة تفاعل الحرارة مع المواد الكيميائية المصنوعة منها العبوة البلاستيكية ما ينتج عنه تحرير مادة «الديوكسين» شديدة الخطورة. رغم تأكيد المختصين على وجود خطورة جراء التعرض المستمر للمشروبات و المياه لدرجة الحرارة المرتفعة غير أن أغلب أصحاب المحلات يجهلون تلك المخاطر الصحية، بل حتى إن عرفوها فإنهم يتغاضون عنها مقابل ما يجنوه من أرباح مالية، وخصوصا خلال هذا الفصل الحار و الذي يزيد فيه الإقبال على السوائل بمختلف أنواعها حيث أن الظاهرة متواجدة بأغلب المحلات حسبما تاكد لنا من خلال الجولة التي قمنا بها عبر العديد منها.حيث أن أغلب التجار أكدوا لنا بأنهم يتركون هذه المشروبات لوقت قصير فقط قبل إدخالها للمحل مبررين ما لاحظناه من تكدس لهذه السلع في الخارج غير أن الظاهرة تكررت عبر العديد من الأحياء التي زرناها و هو ما يدل على عدم الإكثار منهم للنصوص القانونية التي تحمي المستهلكين .في هذا الإطار أكد مدير التجارة أن عرض عبوات مياه الشرب تحت أشعة الشمس «محظور» تماما، بغض النظر عن وجود موجة حارة أم لا مؤكدا على تسجيل مخالفات في هذا الإطار بمعدل 20 مخالفة شهريا يتم من خلالها تحرير محاضر متابعة قضائية غير أن التجار سرعان ما يعاودون تكرار نفس المخالفات كما كشف المدير الولائي للتجارة عن تنظيم حواجز أمنية مشتركة بين مصالح الدرك و أعوان التفتيش التابعين لمديرية التجارة بهدف إصدار عقوبات على الموزعين المخالفين للنصوص المنظمة لشروط نقل المشروبات و المياه و التي يجب ان تكون مغطاة و هو ما يتم التحضير له بالتنسيق مع مصالح الامن المذكورة