أضحى المشهد العام في أكثر من منطقة بولاية مستغانم محل تساؤل واستغراب من السكان بعد أن ملأت الأوساخ والفضلات المنزلية وغيرها والأعشاب الطفيلية والجرذان والحشرات والكلاب الضالة وكذلك الحفر والأتربة والأوحال و الأحياء والطرقات بما فيها الواقعة بقلب عاصمة الولاية ووسط الأماكن السياحية موازاة مع الارتفاع التدريجي لدرجات الحرارة ومع تطور نسق الاستهلاك الذي من الطبيعي أن يُفرز المزيد من النفايات. فصورة للنفايات متناثرة في بعض الأماكن أصبحت ديكورا مألوفا لدى الجزائريين و منهم سكان مستغانم الذين يتسبب بعضهم في هذه الورطة نتيجة انعدام الوعي و روح المسؤولية على الرغم من أن محيط الولاية يضم العديد من الجمعيات المتخصصة في الحفاظ على البيئة. و إذا كان الأمر بالنسبة للجميع يوصف بالعادي لاسيما بالأسواق الشعبية كسوق عين الصفراء أين تتراكم الفضلات بشكل يثير الاشمئزاز ، فان الأغرب هو أن نجد النفايات تحاصر بعض شواطئ مستغانم المحروسة إلى درجة أن المصطافين كانوا يستجمون أمام أكياس من القاذورات. حاسي ماماش عينة للتلوّث البيئي و تزداد الأمور سوءا كلما توجهنا إلى البلديات ، حيث تكون المشاهد صادمة للزوار على غرار ما يعاني منه سكان دائرة خير الدين من مخلفات المفرغة العشوائية "الجباح" المتواجدة على بعد 1 كلم من المنطقة و التي أضحت تشكل تهديدا صريحا للسكان و البيئة ، و كذا بحاسي ماماش الساحلية التي تعرف بكثرة الأوساخ و القاذورات المتناثرة في بعض أماكنها لاسيما عند سوق المدينة و بحي 30 و 40 سكن في مشهد يسد الأنفاس ، و قد أكد لنا بعض سكان هذه البلدية أن عمال النظافة لا ينظفون إلا الشارع الرئيسي في حين أنهم لا يفعلون ذلك في بقية الطرقات الثانوية ، و أكد هؤلاء السكان أنهم يتطوعون لتنظيف طرقاتهم منهم تجار السوق. ظاهرة أخرى تم ملاحظتها بمستغانم و تتمثل في معاناة أغلب العمارات من مشكل انعدام النظافة بها، حيث تشهد الأجزاء المشتركة تراكم الأوساخ والقاذورات بها، بالإضافة إلى انبعاث الروائح الكريهة منها، وهذا نتيجة انعدام عاملات النظافة اللواتي يأخدن أجورهن من السكان . غير أن هذا النوع من الخدمة بدأ في التلاشي شيئا فشيئا، حتى بات غائبا تماما عن بعض أحياء حاسي ماماش ، مقارنة ببعض الأحياء السكنية الجديدة، على غرار أحياء "عدل" و«الألبيا" ، التي تتوفر على هذه الخدمةبحكم التكاليف التي يدفعها السكان إلى جانب باقي النفقات الأخرى المتعلقة بالكهرباء والغاز والماء والمصاعد وغيرها. غير أن باقي عمارات مستغانم الأخرى، أصبحت غارقة في القاذورات والأوساخ، لاسيما وأن بعض المواطنين من السكان صاروا لا يهتمون بنظافة عمارتهم، وعلى حد تعبيرهم، يكفيهم الاهتمام بنظافة منازلهم فقط . و قد صرّح والي مستغانم خلال زيارته الأخيرة لشاطئ وريعة و إشرافه على عملية تنظيف هذا الفضاء الساحلي أن الولاية جندت قدراتها البشرية و المادية من اجل تنظيف المحيط رفقة الجمعيات الخيرية و البيئية ، غير أن سرعان ما تعود الأمور إلى ما كانت عليه من قاذورات و نفايات تملأ الشواطئ. مضيفا أن بعض المواطنين هم الذين يتسببون في هذا المشكل من خلال تركهم لبقايا الطعام ثم يأتي آخرون و يلقون اللوم على السلطات المحلية ، داعيا السكان إلى التحلي بروح المسؤولية.