تحوّلت مختلف بلديات وأحياء ولاية تيبازة في الفترة الأخيرة إلى مصب للنفايات والقاذورات، في مشهد لم تعرفه الولاية الساحلية المعروفة بنظافتها وجمالها منذ الأزل، فلم يعد "الكوالي" شاطئ مدخل الولاية يعبر عن عذرية منطقة لم تطأها بعد أيادي الخراب لتتراكم به أكوام من النفايات، أما الغابة المجاورة التي تتخللها أشجار الصنوبر فتحوّلت إلى مصب للقاذورات بعدما كانت متنفسا للعائلات نظرا لغياب الحس المدني لدى المواطن تارة وتقاعس السلطات المحلية تارة أخرى. من جنوبها إلى شمالها ومن غربها إلى شرقها لم تعد عروس البحر تيبازة منذ أكثر من سنة والتي تغنى بها السياح والفنانون تلك التي مجدت في كتب التاريخ منذ قدوم الفينيقيين والرومان بعدما أبهروا بموقعها الساحلي الخلاب، غير أن الزائر لبلديات الولاية هذه الأيام وحتى لمقر الولاية الأم وطرقاتها الساحلية والداخلية يلمح من الوهلة الأولى حالة التسيّب والإهمال التي تعيشها المنطقة، فلا يأتي بصرك، إلا على أكوام من الأوساخ والقاذورات بكل مكان ولم تسلم من هذه المشكلة حتى الشواطئ التي وبالرغم من انتهاء موسم الاصطياف إلا أن ظاهرها لا يسر شأن باطنها، ولم تعمد السلطات على تنظيفها كما جرت العادة، كلما انتهى فصل الصيف شأن "الكوالي" المطل على الطريق. أما بخصوص الطريق السريع على جانبه الأيمن من جهة فوكة والدواودة فحدث ولا حرج، حيث تقابلك أكوام من النفايات ومخلفات السكان القاطنين بالجوار تعطي انطباعا على أن المنطقة تقع في وجهة داخلية وليست لولاية ساحلية تستقبل الزوار من كل حدب وقطب، ما يستدعي مخططا مستعجلا لإنهاء مشاهد البؤس والتقزّز التي تتكرّر حتى في الطريق الوطني رقم 11، فهذه قارورات بلاستيكية للمياه المعدنية وأخرى للكحول مرمية بكل الحواف انطلاقا من بواسماعيل والبلديات التي تأتي قبلها، وهي الطريق التي تحوّلت إلى سوق مفتوحة على الهواء الطلق زادت مخلفاتها من انتشار واضح للقمامة. أما فيما يتعلق بأحياء بلدياتها فحدث ولا حرج، فلا حسيب ولا رقيب بعد تدهور فظيع لمحيطها الذي حوّله إهمال مسؤوليها إلى مفارغ على الهواء الطلق، وخير دليل على ذلك أحياء تيبازة مداخلها ومخارجها، شرشال، حجوط وبالتحديد عيسات إيدير، القليعة، في حين لم تنج سوى حجرة النص من هذه المعضلة، فالمتجوّل عبر أحيائها يلمح الأمر جيدا ما يتطلب السير على منهج مسؤولي أنظف بلدية بالولاية.