عرفت ولاية وهران أول أمس حركة غير عادية ميزها التوافد الكبير للعائلات بمختلف الأحياء والشوارع إستعدادا بحلول عيد الفطر المبارك. ففي أجواء إحتفالية خاصة، إستقبل سكان ولاية وهران على غرار الولايات الأخرى خاصة والأمة الإسلامية عامة العيد بعد شهر كامل من العبادة، فعلى خلاف سائر أيام رمضان شهدت الشوارع إقبالا منقطع النظير للمواطنين منذ الفترة الصباحية قاصدين بذلك المساجد القريبة من مقر سكناهم لأداء صلاة العيد. وبعدها مباشرة شرع المصلون في تبادل التهاني، أما الأطفال فقد كانت لهم بصمة خاصة في هذا اليوم بالذات عسكتها الحلة الجميلة التي تزين بها كل برعم، حيث كان كل واحد منهم يسعد للفت إنتباه أسرته وجيرانه وحتى المارة بالبدلة التي إختارها هو تزامنا مع عيد الفطر المبارك. ورغم أن درجة الحرارة كانت مرتفعة جدا فإن هذا لم يمنع العائلات من التنقل لزيارة الأحباب والأقارب في هذه المناسبة الدينية لربط صلة الرحم التي دعا إليها ديننا الحنيف وألزم المسلمين بتجسيد كل المعايير الخاصة بها. وبما أن هذه المبادئ والقيم أخذت تتلاشى تدريجيا وسط الزخم اللامتناهي من المشاكل فإن نسبة قليلة منها تتكرر لحسن حظ الجميع مع حلول كل مناسبة دينية وهو ما أكدته كل الزيارات التي قام بها المواطنون أمس والتي إنصبت في مجملها في قالب واحد تترجمها المعاملات الإنسانية التي باشرت فيها الأسر الجزائرية. وأنت تتجول بشوارع وأحياء الولاية تلمس جليا هذه المعاني التي وجدت لنفسها مكانا من جديد يكاد يمر عليها شاب أو طفل أو حتى شيخ إلا ويبادلك عبارات التهاني تعبيرا عن أهمية المناسبة وإنعكاساتها على المجتمع الجزائري. من جهة أخرى شهدت ولاية وهران خلال يومي العيد ندرة كبيرة في مادة الخبز خاصة في اليوم الأول نتيجة عدم تطبيق نظام المناوبة، ما أنجز عنه، غلق معظم المخابز لأبوابها، الأمر الذي خلق إستياء وتذمرا كبيرين وسط المواطنين الذين لجأ بعضهم إلى إعداد الخبز في المنزل، فيما اعتمد البقية على الخبز البائت لتغطية حاجيات الأسرة ، ليقوم آخرين بإعداد طبق الكسكسي الذي بطبيعة الحال لا يحتاج إلى خبز لتناوله. ولدى تقرّبنا من بعض المخابز الموزعة على مستوى الولاية لاحظنا أنها أعدّت كميات كبيرة من مادة الخبز، إلا أنها لم تبعها للمواطنين وإنما لتجار آخرين، والمعروضين لدى عامة الناس بتجار »السلال« أو ذلك حتى يعاودوا بيعها بضعف الثمن مستغلين ندرتها في السوق. وقد أوضح في ذات الشأن صاحب إحدى المخابر أن سبب غلقه لمحله خارج عن إرادته وذلك لأن معظم عماله يقطنون خارج ولاية وهران، لا سيما بالشرق الجزائري ما يجعلهم يعزفون عن العمل خلال قترات العيد بغية قضاء هذه المناسبة ضمن أجواء عائلية محض وهو ما يعود بالسلب على المواطن الذي يبقى دائما ضحية مثل هذه التصرفات التي لا تمت بصلة لأخلاقيات المهنة. ومن جهتهم تخوف المواطنون من تمتد ظاهرة ندرة مادة الخبز خلال هذا الأسبوع، لتعود الأمور على حالها إبتداء من يوم الأحد المقبل. وما يجدر التذكير به أنه وخلال السنة المنصرمة أو بالأحرى عيد الفطر المنصرم لم تسجل ولاية وهران ندرة في مادة الخبز وذلك نتيجة تطبيق نظام مناوبة صارم، غطى إحتياجات كل سكان الولاية، بحيث تم ضمان عمل 300 مخبزة خلال يومي العيد من بين 600 مخبزة متواجدة بتراب عاصمة الغرب الجزائري . ويجدر التنبيه أيضا أن الندرة لم تمس مادة الخبز فقط، وإنما وككل سنة شلت الأسواق عن آخرها وكأنها أمكنة مهجورة ، فمن لم يتبق له من مخلفات شهر رمضان شيئا، أو لم يشتر حاجياته تحسبا لعيد الفطر المبارك ، وحتما طيلة هذا الأسبوع. فلا وجود للخضر والفواكه... فيما لم يعرف قطاع النقل إضطرابا كما حصل العام الماضي.