شيع أمس، بمقبرة عين البيضاء بمدينة وهران جثمان الفقيد المرحوم هواري عوينات، الذي وافته المنية ليلة الجمعة على الساعة العاشرة ليلا عن عمر ناهز 70 سنة بعد مرض عضال. وقد شهد موكب تشييع جنازة الفقيد حضورا كبيرا لأصدقاء وزملاء الفقيد وعائلته الكبيرة، وذلك إلى جانب حضور السيد عز الدين ميهوبي وزير الثقافة، والي ولاية وهران وعدد من الفنانين الذين تقدمهم الشاب بلال. وقد ووري جثمان الفنان هواري عوينات بمقبرة عين البيضاء إلى جانب قبر الفنان الراحل بلاوي الهواري الذي دفن بنفس المقبرة من 10 أيام خلت. وقد شهد منزل الفقيد منذ ليلة أول أمس، الجمعة توافد المواطنين والفنانين من مختلف أحياء المدينة لمواساة عائلة الفقيد وذلك في الوقت الذي عرفت فيه مواقع التواصل الاجتماعي الإعلان عن نبأ الوفاة، ما دفع بالمواطنين للتنقل إلى غاية المنزل العائلي والتأكد من صحة المعلومة خاصة بعد رواج إشاعات لأكثر من مرة بوفاة الفنان هواري عوينات وهي الإشاعات التي كانت قد حركت عائلة الفقيد لأكثر من مرة للمطالبة بالكف عن نشر الإشاعات. وقد عانى الفقيد هواري عوينات من مرض عضال ألزمه الفراش لأكثر من 6 أشهر، حيث نقل إلى المستشفى الجهوي للشرطة بوهران لتلقي العلاج وبقي بالمستشفى لمدة أسبوعين. وقد اكتشف إصابته بسرطان على مستوى الرئتين ليعود بعدها إلى المنزل العائلي حيث كان يتلقى العلاج بالبيت إلى غاية وفاته ليلة الجمعة الماضي. ولد هواري عوينات، في الفاتح أفريل من سنة 1947 بوهران، واشتهر في سنوات التسعينات بأغاني ذات طابع فلكلوري راقص والتي كانت أشهرها "الزين والعين الزرقاء" و«لالة سعدية"، حيث استطاع هواري عوينات فرض نفسه على الساحة الفنية الوطنية من خلال العديد من الأغاني الخفيفة في الطابع المغربي التي كان يصاحبها برقصات في نفس الطابع الفني مع لبس الطاقية المرقطة والعبأة المخططة بالأسود والأبيض والتي كان يظهر بها طيلة مشواره الفني و ذلك إلى غاية سنة 2008، حيث توقف نهائيا عن الغناء وانتقل للعيش بفرنسا حتى عودته سنة 2015 حيث استفاد من بطاقة الفنان والتقاعد. نجل الفقيد هواري عوينات ل"المساء": والدي لقي تضامنا غير مسبوق ونحن شاكرين للجميع أكد نجل الفقيد هواري عوينات المدعو عبد القادر بأن والده المرحوم قد لقي العناية والتكافل من الجميع وهو تضامن غير مشهود حسب وصفه. شاكرا كل الأشخاص والمسؤولين الذين ساعدوا والده خلال مرضه. وأضاف نجل المرحوم بأن ما لقيه والده من معاملة جعلته يبكي في كل مرة ويشكر الله على وجود أشخاص يحبونه. وكشف نجل المرحوم بأنه خلال أيامه الأخيرة تلقى والده رعاية خاصة من طرف مصالح المستشفى الجهوي للشرطة الذي خصص له طاقما طبيا كاملا كان يزوره بصفة شبه يومية لتفقد حالته الصحية وإجراء الفحوصات والتحاليل، وهو ما اعتبره أمرا مميزا من قبل المدير العام للأمن الوطني. أصداء الشاب بلال:فقدت أبا وناصحا كشف الفنان الشاب بلال بأن الفقيد هواري عوينات كان بمثابة والده وهو مدين له بالكثير خاصة أنه رافقه إلى فرنسا وتعلم منه الكثير، وهو من بين الفنانين الذين تعلم على أيديهم فن الغناء، وأحبه خلال صغره من خلال غنائه ورقصاته المميزة.. وهو الطابع الفني الذي كان مطلوبا خلال فترة الثمانينات بغرب البلاد والكل كان يستمع لأغاني الفقيد. مضيفا بأنه كان بصدد القيام بزيارة للمرحوم أمس الأحد رفقة الفنان الشاب مامي غير أن القدر كان سبقا. الشيخ مكي نونة:وهران تفقد أبرز أبنائها قال الفنان الشعبي، وكاتب الكلمات مكي نونة بأن وهران قد فقدت أحد أبنائها البارزين والذي استطاع أن يقدم فنا خاصا به أحبه الجمهور وأحب طريقة حركته خلال أداء الأغاني وهو من الجيل الذي تمكن من الوصول إلى قلب الجمهور بكل بساطة. هواري صابر:فقدنا رمزا للفن الأصيل أكد الفنان هواري صابر بأن الفن الجزائري فقد رمزا من رموز الأصالة الفنية بالجزائر، فهو من الفنانين الذين قدموا فنا راقيا للجزائريين حيث أحبه الجميع من عائلات وشباب وهو اليوم رمز من رموز الفن المتقن". قويدر بركان:فنه بسيط ولكنه هادف كشف الموسيقار قويدر بركان بأن الفنان هواري عوينات الذي عمل معه أكثر من مرة كان بمثابة الأخ، وفنه بسيط، لكنه هادف.. وقد استطاع هواري عوينات بخفة روحه كسب قلوب الجزائريين لأكثر من 20 سنة من العطاء الفني واليوم يجب أن نقدم نحن ما يستحقه المرحوم بإعادة الاعتبار لكل الفنانين المهمشين.