قصد الاطمئنان على صحة الفنان الشعبي هواري عوينات الذي لا يزال طريح الفراش بمستشفى الأمن الوطني الذي نقل إليه منذ يوم الثلاثاء الماضي، زاره وزير الثقافة عز الدين ميهوبي أول أمس، وأكد تضامنه الكامل مع الفنان، ووعد بالتكفّل به صحيا وتقديم كل الدعم اللازم له، مؤكدا أن ما يوفره مستشفى الأمن الوطني في المستوى، داعيا إلى التضامن مع الفنان الذي قدم الكثير للشعب الجزائري. حضر الزيارة المدير العام للديوان الوطني لحقوق التأليف والحقوق المجاورة السيد سامي بن شيخ، الذي عبر بدوره عن تضامنه مع الفنان، وتقديم المساعدات له والتكفّل به من الناحية الاجتماعية، حيث كان الفنان هواري عوينات قد استفاد من مبادرة وزارة الثقافة الخاصة بالتأمين الصحي والتقاعد منذ السنة الماضية، مما مكّنه من استعادة حقوقه لعدة سنوات. وكان من بين زوار هواري عوينات خلال زيارة الوزير؛ الفنانون حزيم وهواري وعبد القادر فتيتة الذين عبّوا عن تضامنهم الكامل مع الفنان هواري عوينات، خاصة بعد الإشاعات التي راجت في ولاية وهران خلال الأيام الماضية، حول وفاة الفنان، وهي الإشاعات التي انتشرت في كامل الولايات وفي وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي حرّك عائلة الفنان وطالبت بضرورة تحري المعلومات وعدم الانسياق وراء هذه الإشاعات، خاصة خلال هذا الظرف الصعب الذي تمر به. شهد مستشفى الأمن الوطني بوهران منذ وصول الفنان هواري عوينات إليه، حركة دؤوبة من طرف الفنانين وسكان ولاية وهران الذين زاروا الفنان للاطمئنان على صحته، فيما تنقل البعض الآخر من ولايات مجاورة للوقوف إلى جانب هواري عوينات، وكذا عدد من المعجبين، من بينهم معجب من ذوي الاحتياجات الخاصة، قدم خصيصا من باتنة لعيادة الفنان عوينات. وعبّر الفنان هواري عوينات عن سعادته للتضامن الذي لقيه من الفنانين والمسؤولين وسكان وهران ومعجبيه بكلّ ربوع الوطن، فيما أكدت عائلته على تحسن حالته الصحية حاليا، بفضل الرعاية الطبية التي يلقاها بمستشفى الأمن الوطني، بعد أن أمر المدير الولائي للأمن في وهران مراقب الشرطة نواصري صالح، بالتكفّل بالفنان هواري عوينات بمباركة من المديرية العامة للأمن الوطني. للإشارة، زارت «المساء» الفنان هواري عوينات على فراش المرض ببيته في حي ميموزة بوهران قبل دخوله المستشفى، وأبدى لها أسفه وحزنه نتيجة تجاهل القائمين على الثقافة والسلطات المحلية لحالته الصحية المتدهورة، وازداد تأثر الفنان خلال مناسبة الاحتفال بالعيد الوطني للفنان، حيث لم يلتفت إليه ولم يذكره أحد، وهو الذي خدم الفن لسنوات طويلة، رغم ذلك وجد نفسه الآن وحيدا لا يشاركه محنته إلا عائلته. الفنان المتألق هواري عوينات بقي حاضرا في ذاكرة جمهوره وبفنه الأصيل ولباسه التقليدي ورقصته المميزة، وغنائه الذي أسعد الجزائريين وبعث فيهم الفرحة والتفاؤل طيلة مسيرته الفنية، يبدو هذا الفنان متأثرا يبكي على سوء أحواله الصحية، ومتذمرا من الوسط الفني، حيث لم يكلف الفنانون أنفسهم عناء السؤال عنه أو زيارته في بيته. عوينات ل«المساء»: لا أتألم من المرض بل من الجفاء أكّد الفنان خلال حديثه ل«المساء»، بأنّه لا يتألم من المرض بقدر ما يؤلمه هذا الجفاء، خاصة من زملائه الفنانين والفنانات، ماعدا القليل منهم، وبمناسبة عيد الفنان عبّر عوينات عن حزنه عن حال الفنان الجزائري الذي يسقط حين يمرض، ليعيش وضعية اجتماعية صعبة بعدما ينفض الجميع من حوله، وهنا وجه تحية إلى وسائل الإعلام الجزائرية التي لم تنسه وسلطت الأضواء على وضعيته. للإشارة، فإن الفنان هواري عوينات يعاني من سرطان في الرئة منذ السنة الفارطة، وقد قال في سياق حديثه «لا يهمني تكريمي بعد موتي، فما يهمني الآن الاهتمام والرعاية من قبل القائمين على شؤون الثقافة ببلادنا وأنا على فراش المرض، وأكيد أن ذلك سيعطيني دفعا معنويا قويا، لكن الحمد لله أنا راض بابتلاء الله سبحانه وتعالى، وأدعوه بشفائي، وأظل أحب بلدي الجزائر رغم أنني قضيت سنوات في فرنسا، لكنني لم أستطع البقاء فيها وقررت العودة إلى بلدي». يعد الفنان هواري عوينات البالغ من العمر 70 سنة، من بين الفنانين الذين أبدعوا خلال سنوات الثمانينات والتسعينات، وبداية عام ألفين إلى غاية سنة 2003، بعد أن اضطر الفنان هواري عوينات إلى مغادرة أرض الوطن نحو فرنسا، ليعود إلى أرض الوطن سنة 2015، حيث أدى مناسك العمرة سنة 2016، وبقي في وهران بالبيت العائلي إلى غاية تعرضه لوعكة صحية ألزمته الفراش.