اختتمت فعاليات البينالية المتوسطية الرابعة للفن المعاصر "مامو" بوهران، التي احتضنتها أروقة متحف الفن الحديث و المعاصر على مدار شهر كامل، بحفل رمزي كرم من خلاله كل الفنانين المشاركين، و قد استقطبت هذه التظاهرة الثقافية، الزوار و كانت قبلة للفنانين على اختلاف تخصصاتهم، الذين جاءوا من مختلف مناطق الوطن، و من الدول المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط، و أخرى بعيدة على غرار بريطانيا و الولاياتالمتحدةالأمريكية و سويسرا و تايلاندا و كندا، ممن سجلوا حضورهم الشخصي أو من خلال أعمالهم الفنية المشاركة في المعرض الكبير. شهدت البينالية الرابعة المنظمة من قبل جمعية حضارة العين للفنون التشكيلية في جويلية الفارط، مشاركة حوالي 60 فنانا من المهتمين بالفن المعاصر، حيث تعددت الرؤى و اختلفت الأعمال المشاركة، التي قاربت ال 300 عملا فنيا، و كلها عبرت عن أفكارهم و استعرضت تصوراتهم، حول إشكالية الهجرة و المنفى، المطروحة في هذه الدورة، التي تم معالجتها من زوايا مختلفة، من خلال لوحات فنية و رسومات و صور فوتوغرافية و أشرطة مصورة، التي أبرزت أبعاد هذه الظاهرة التي فرضتها، المتغيرات و الظروف المحيطة بنا، و الواقع الذي نعيشه اليوم، الذي بات يشهد أكبر ظاهرة للهجرة على مر العصور و الأزمنة، و في كلمة لمحافظ البينالية توفيق على شاوش جاء فيها، أن الظاهرة أسفرت عن تسجيل خمسين مليون لاجئ عبر العالم، حسب آخر الإحصائيات لمفوضيات الأممالمتحدة للاجئين، بين الفارين من الاستعمار و الحروب و الدمار و الإرهاب و الكوارث الطبيعية، أو لأسباب اقتصادية و سياسية و غيرها من الأسباب، التي جعلت الهجرة تأخذ منعرجا خطيرا، و تصعيدا رهيبا فاق كل التوقعات، فالفنون التشكيلية و البصرية يضيف المتحدث، ساهمت منذ سنين عديدة في التعبير عن آلام و مرارة المنفى، و الهجرة الجماعية، كما كان الفن المعاصر بدوره دوما حاضرا في الترحال و الحركة بكل أشكالها، من منطلق أن الفن مرآة الشعوب و ذاكرتها، فريشة الفنانين لم تصمد أمام هذه الظروف السيئة و الصعبة و الخطيرة، بل باتت مهمتها الأساسية اليوم مخاطبة ضمائر أصحاب القرار، لرفع المعاناة عن هذا الإنسان، الذي يبقى محور إبداع، و مصدر إلهام كل رسام و فنان. كما تميزت التظاهرة بتنظيم عدة نشاطات ثقافية على الهامش، منها مائدة مستديرة حول الفن و المنفى، و عروض في الشعر المسرحي و أخرى موسيقية، من خلال الحفل الذي نشطته فرقة "راينا راي" تحت قيادة المايسترو لطفي عطار، و كان على القائمين على مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، الذي تزامن و هذه البينالية، أن ينظموا زيارة للمشاركين و كل ضيوف المهرجان إلى هذا المعرض الكبير، لاكتشاف الأعمال المعروضة من جهة، و أيضا للتعريف بهذه التحفة المعمارية المتمثلة في متحف الفن الحديث و المعاصر من جهة أخرى، باعتبار أنه كان على مقربة من الفضاءات المحتضنة لهذا الحدث السينمائي.