كشف توفيق علي شاوش رئيس جمعية حضارة العين، عن تنظيم الدورة الرابعة للبينالية المتوسطية للفن المعاصر بوهران، في متحف الفن الحديث و المعاصر "مامو"، الذي سيحتضن فعالياتها خلال الفترة الممتدة من 2 إلى 5 جويلية 2017، حول موضوع " النزوح و الهجرة في الفن المعاصر"، و من المنتظر أن يشارك في هذه التظاهرة الفنية الدولية، التي عادت إلى الواجهة من جديد، بعد أن غابت السنة الماضية، عدد كبير من الفنانين التشكيليين الجزائريين و الأجانب، لا سيما من البلدان المطلة على حوض البحر البيض المتوسط. و يرى علي شاوش محافظ البينالية، أن محور التظاهرة هذه أملته المتغيرات و الظروف المحيطة بنا، كما فرضه الواقع الذي نعيش فيه، باعتبار أنه يشهد أكبر ظاهرة للهجرة على مر العصور و الأزمنة، التي أسفرت عن تسجيل خمسين مليون لاجئ عبر العالم، حسب آخر الإحصائيات لمفوضيات الأممالمتحدة للاجئين، بين الفارين من الاستعمار و الحروب و الدمار و الإرهاب و الكوارث الطبيعية، أو لأسباب اقتصادية و سياسية و غيرها من الأسباب، التي جعلت الهجرة تأخذ منعرجا خطيرا، و تصعيدا رهيبا فاق كل التوقعات، فالفنون التشكيلية و البصرية يضيف المتحدث، ساهمت منذ سنين عديدة في التعبير عن آلام و مرارة المنفى، و الهجرة الجماعية، كما كان الفن المعاصر بدوره دوما حاضرا في الترحال و الحركة بكل أشكالها، من منطلق أن الفن مرآة الشعوب و ذاكرتها، فريشة الفنانين لم تصمد أمام هذه الظروف السيئة و الصعبة و الخطيرة، بل باتت مهمتها الأساسية اليوم مخاطبة ضمائر أصحاب القرار، لرفع المعاناة عن هذا الإنسان، الذي يبقى محور إبداع، و مصدر إلهام كل رسام و فنان. يهدف هذا الحدث الثقافي الدولي بالأساس، إلى جعل وهران قبلة للفن كما كانت عليه منذ القدم، و فضاء مفتوحا لأهله على اختلاف مشاربهم، و موعدا للتصالح مع الفن المعاصر بكل أشكاله وألوانه، و مناسبة مهمة لاستعراض التجارب و الخبرات و التطورات الحاصلة في عالم الفن، و يعود تاريخ تنظيم أول بينالية متوسطية بوهران إلى نوفمبر 2010، و كانت الثانية في مارس 2012 حول الإبداع المعاصر لدى الشباب، ثم البينالية الثالثة في 2014، التي كرس محورها حول الآخر.