عبرت غالبية النساء اللائي التقينا بهن في قاعات الانتظار أو يتلقين العلاج و المتابعة على مستوى مصالح أمراض النساء و التوليد بكل من المستشفى الجامعي الدكتور بن زرجب و حي اللوز و مؤسسة التوليد مطلع الفجر و كذا نوارة فضيلة وسط المدينة عن شدة قساوة الوضع بهذه المصالح رغم أنها المكان الوحيد الذي يضمن خروج الجنين إلى العالم و فق الشروط الصحية لسلامة الأم و المولود إلا أن ظروف الاستقبال و التوجيه و المتابعة الصحية و الوقائع الأخيرة التي أصبحت موضوع الساعة جعلت من مصالح الولادة شبح مخيف و طريق "اللي يروح ما يوليش" على حد تعبير العديد من الحوامل و عائلاتهن الذين زادت مخاوفهم على خلفية وفاة أم و جنينيها بمصلحة التوليد بوهران قبل أيام و الضجة الإعلامية التي صنعتها حادثة وفاة الأم و جنينها أيضا بالجلفة حيث يوجه الجميع أصابع الاتهام مباشرة إلى الطاقم الطبي و المشرفين على مصالح التوليد و التهمة في كل مرة هي الإهمال و اللامبالاة. حوامل يصفن "تعسير" الولادة بالإهمال و الاستهثار حالات عدة لحوامل عانين الأمرين قبل أن يضعن مواليدهن و قلن أنهن وصلن الى الموت لولا القدر، و هذه إحدى الحالات قالت انها كانت تتابع منذ الأشهر الأولى للحمل بمستشفى التوليد بحي اللوز و كانت حالتها مستقرة و تم برمجتها لولادة قيصرية و قبيل الموعد انتكست حالتها فتوجهت إلى المشفى ففوجئت بهم يوجهونها الى مصلحة التوليد ببلاطو و هناك لم تجد الأيادي التي تسعفها و قيل لها حسب تصريحاتها أن موعد الولادة لم يحن بعد رغم أنها كانت في حالة المخاض و تتألم بشدة ذلك ما جعلها تصر على البقاء بالمصلحة و بعد الصراخ و الشجار تم فحصها لتوجه مباشرة الى غرفة العمليات و وضعت ملودها في تلك الساعة، و خلال توجهنا الى مستشفى التوليد نوار فضيلة وسط المدينة التقينا بإحدى السيدات و كانت في حالة صحية سيئة و عندما تقربنا منها قالت أن الجنين توفي في بطنها و هي في الشهر الثامن و تم توجيهها أيضا إلى مستشفى بن زرجب و طلب منها إجراء تحاليل بقيمة 10 آلاف دينار و كانت تجري من مصلحة إلى أخرى علها تجد سبيلا لإجراء التحاليل مجانا نظرا لعدم امتلاكها للمبلغ لكن بعد أن رفضت جميع المصالح استقبالها بدون التحاليل استسلمت للوضع و فضلت العودة إلى منزلها و الاستعداد للموت بعد أن فقدت كل قواها في المقاومة. أما في مصلحة التوليد مطلع الفجر فرغم نظافة المكان و تنظيمه إلا أن استقبال أي حالة صعب للغاية و ليس متاحا لأي كان حسب بعض الحوامل اللائي قلن أنهن رفضن جملة و تفصيلا خاصة بالنسبة للولادة القيصرية و توجهن مضطرين إلى مستشفى بن زرجب مدركين الخبرة التي يتوفر عليها الطاقم الطبي هناك لكنهن متخوفات من الإهمال و سوء المعاملة و صعوبة إمكانية استقبال الحالة بحجة عدم وجود أماكن كافية و ان تمكنت الحامل من إيجاد سرير في إحدى الغرف تبقى مخاوفها قائمة من حمل أي مرض بسبب الأوساخ و الدماء المنتشرة بأغلب القاعات بالإضافة إلى انتشار القطط. و في قاعة الانتظار أيضا بإحدى مصالح التوليد صادفنا سيدة حامل في الشهر التاسع ملقاة على الأرض من شدة الوجع تصرخ بأعلى صوتها و قيل أنها قادمة من مستغانم بعد أن صعب توليدها هناك نتيجة إصابتها بعدة أراض تتطلب إمكانيات خاصة و دقة كبيرة و بدل إعطائها الأولوية كونها حالة استعجاليه بقيت في قاعة الانتظار إلى ان يحين دورها، و نشير إلى أن جميع المصالح المذكورة في حدود منتصف النهار لا تجد فيها غير المريضات ينتظرن انتهاء بعض الأطباء من تناول الغذاء و الاستراحة في الوقت الذي من المفترض أن لا تخلوا قاعة الكشف من وجود مساعدين و مختصيين للتكفل بالحالات خاصة المستعجلة منها، و يجدر الذكر أيضا انه لم يكن على لسان الحوامل الذين التقيناهم بمختلف المصالح الا الحديث عن وقائع حالتي وفاة الحامل التي وجهت من عيادة خاصة إلى مصلحة الولادة ببن زرجب و قضت مع جنينها بعد قرابة 9 ساعات من العملية، و كذا قضية الحامل التي توفيت و جنينها. تحجج بالضغط و نقص الموارد البشرية و اتضح من خلال استطلاعنا أن مشكلة الحوامل مع مصالح التوليد هي رفض استقبالهن بغض النظر عن حالتهن الصحية ان كانت حرجة أو مستعصية أو عادية و هناك رؤساء مصالح ببعض المستشفيات من يقتصر استقبالهن للحالات التي تتابع بالمؤسسة منذ الأشهر الأولى للحمل في حين توجه كل الحالات الاستعجالية و المستعصية القادمة من وهران و مختلف ولايات الجهة الغربية الى مستشفى بن زرجب بحجة انعدام الأطباء المختصين و قلة الإمكانيات ما خلق ضغطا كبيرا و فوضى انعدمت جراءها النظافة كليا ما جعل كل من الأطباء و القابلات و المشرفين على مختلف المصالح في حالة استنفار يومي بسبب توافد عدد كبير من الحالات الاستعجالية و تسجل المصلحة في هذا الصدد أكثر من 30 ولادة قيصرية في اليوم إضافة إلى الولادات العادية هذا ما ذكرته إحدى العاملات بذات المصلحة مبررة الوضع الذي آل إليه المكان بسبب الضغط الكبير الذي يقابله نقص في عدد الموارد البشرية خاصة في موسم الصيف حيث يخرج عدد كبير من الأطباء و المساعدين و القابلات في عطلة و يجد العدد الباقي صعوبة في احتواء الوضع بالرغم من الجهود المبذولة.