تسجل مصلحة الولادة بالمستشفى الجامعي بن زرجب في مدينة وهران، بين 30 إلى 40 حالة توليد قيصرية يوميا، حسب مسؤولة المصلحة، خيرة خياطي التي ذكرت أنه يتم تحويل أغلب هذه الحالات من مختلف المستشفيات الموجودة في الولاية إلى مصلحة التوليد بالمستشفى سالف الذكر، من أجل القيام بعمليات التوليد القيصرية التي تلجأ إليها وتفضلها الكثير من النسوة المقبلات على الولادة بسبب السهولة الكبيرة التي يلقينها أثناء الولادة. وحسب الكثير من الحوامل، فإن الأسباب التي تجعل الفريق الطبي يفضل نقلهن وتحويلهن إلى مستشفى بن زرجب الجامعي؛ قلة الإمكانيات على مستوى مختلف المراكز الصحية التي يلجأن إليها، بالتالي يجد مختلف أعضاء الفرق الطبية على مستوى مختلف المستشفيات الأخرى الفرصة سانحة لهم من أجل تحويل المريضات إلى المستشفى الجامعي من أجل وضع حملهن في أحسن الظروف، غير أن الوضع الصعب والضغط الكبير الذي يتعرض له الأطباء والجراحون على مستوى مصلحة التوليد بالمستشفى جعلهم يطالبون المسؤولين والمشرفين على تسيير شؤون المستشفى النظر إلى الأمر بجدية، والعمل على توفير وسائل العمل لزملائهم في مختلف العيادات الطبية العمومية التي يعملون بها، لفك الضغط عليهم وتمكينهم من أداء علمهم في أحسن الظروف، وتقديم أحسن الخدمات، بالتالي العمل على ضمان الولادة الطبيعية للسيدات بدل اللجوء إلى الولادة القيصرية. وحسب مسؤولة مصلحة الولادة بمستشفى بن زرجب، فإن قائمة الانتظار الخاصة بالحوامل اللواتي ينتظرن دورهن لوضع حملهن عن طريق العمليات القيصرية يصل أحيانا إلى 70 امرأة؛ 80 بالمائة منهن مبرمجات للعمليات القيصرية، إضافة إلى قيام الفرق الطبية بما لا يقل عن خمس إلى ثماني عمليات خاصة باستئصال الأورام السرطانية والأورام الليفية، الأمر الذي يجعل من هؤلاء النساء المقبلات على العمليات الخاصة بالولادة يفضلن الولادة الطبيعية، غير أن أوضاعهن الصحية تفرض على الطاقم الطبي المشرف عليهن إجراء العمليات القيصرية خوفا على الحامل المريضة والطفل معا، إلى جانب الجهود الكبيرة التي يقوم بها أعضاء الفرق الطبية، إضافة إلى أن خبرتهم تؤكد أنهم يعملون كل ما في وسعهم لإنقاذ الكثير من الحوامل عن طريق اللجوء إلى العمليات القيصرية في الحالات العسيرة والصعبة فقط. في هذا الإطار، أكدت خيرة خياطي، أن الحالات العسيرة العصيبة التي يلجأ الأطباء فيها إلى الولادة القيصرية تأتي كلها من خارج مصلحة التوليد بمستشفى بن زرجب، بسبب نقص الأطباء المختصين وقلة الفرق الطبية المختصة في هذا المجال، الأمر الذي يفرض استقبال المريضات وبرمجتهن لأية عملية استعجالية، حيث أكدت إحدى القابلات أن اللجوء إلى العمليات القيصرية يتم فقط عند التأكد من حالات المرض المزمن لدى الحوامل اللواتي يتم تحويلهن، مثل أمراض القلب والسكري والضغط الدموي أو تلك الحالات التي سبق لصاحباتها أن تعرضن لعملية قيصرية أو في حالات تقدم السن.