يعد مشروع ترامواي واحد من الاستثمارات التي تراهن عليه السلطات المحلية بمستغانم لتعزيز قطاع النقل بالمنطقة و إعطاء صورة راقية للولاية ، غير أن العراقيل التي تعرضت لها عملية الانجاز أفسدت فرحة السكان الذين لازالوا لحد اليوم يتساءلون عن مصير هذا المشروع المتوقف منذ افريل الفارط و الذي أصبح عبئا ثقيلا على شبكة الطرقات ببلدية مستغانم لما يسببه من غلق بعض منافذ الطرق و تضييق بعضها الآخر. و لعل أكثر الطرقات تضررا من توقف هذا المشروع هو نهج بن يحي بلقاسم الذي يمتد من محطة القطار بحي بايموت إلى غاية شارع بوزيد قدور بحي 5 جويلية على مسافة 650 متر . حيث كان هذا الشارع قبل عملية الانجاز يعج بالحركة سواء للراجلين أو بالمركبات بالنظر إلى كونه احد الأماكن التجارية الهامة بالبلدية من خلال توفره على محلات تجارية عديدة و إدارات و مقرات لمؤسسات خدماتية ، ليتحول بين عشية و ضحاها من مكان حي إلى شبح بعدما أصبح ورشة مغلقة في وجه الحركة ما جعل المتاجر تغلق أبوابها لقلة الزبائن و اجبر بعض السكان على الرحيل من هذا الشارع لاستحالة السير حتى على الرصيف الذي تم غلق نصف بسياج حديدي . أضف إلى ذلك انتشار النفايات الصلبة في وسط الطريق الذي أصبح عبارة عن سكك حديدية خاصة بمسار الترامواي . ممرات ضيقة و نفايات منتشرة في كل مكان التجار و السكان المحاذين لهذا الطريق عبروا عن كامل استيائهم لدى حديثنا معهم ، حيث أكد (خ.ب) صاحب مكتبة متواجدة في قلب الشارع انه يعاني من تكدس تجارته منذ أن تم الشروع في انجاز المشروع نتيجة عدم إقبال الزبائن ، بخلاف ما كان عليه الحال قبل الأشغال أين صرح بأنه كان يستفيد من إيرادات معتبرة و الآن حسبه تراجعت المداخيل بشكل كبير . أما عن التعويضات فقد كشف المتحدث انه لم يحصل عليها من طرف السلطات المحلية لحد الآن بحجة انه لم يصرّح في بادئ الأمر برأس مال تجارته . كاشفا أن الذين استفادوا من تعويض الولاية يعدّون على أصابع اليد. محلات مغلقة و أخرى تبحث عن زبائن أما بائع آخر للمواد الغذائية رفض الكشف عن هويته فذكر أن مشروع ترامواي بات نقمة على تجار شارع بن يحي بلقاسم بالنظر إلى ما خلفه من آثار سيئة عليهم ، مضيفا أن العديد من جيرانه التجار أغلقوا أبواب محلاتهم و هم ينتظرون انتهاء الأشغال لاستئناف النشاط ، بينما غادر آخرون دون رجعة. و القي باللائمة على السلطات المحلية التي وعدتهم بالتعويضات عن الخسائر التي تكبدوها جراء الأشغال و لكنها حسبه لم تعطهم لحد الآن و لا سنتيم واحد . و أكد أن الكثير من التجار سارعوا لعرض محلاتهم للكراء أو البيع و لكنهم لم يجدوا الزبائن لغاية هذه اللحظة. تشققات على مستوى الجدران والبيع بأرخص الأثمان في حين قال احد سكان الشارع و المدعو ( م.ب) أن انجاز الأشغال حوّل المكان إلى ورشة يصعب المرور حولها ، مضيفا أنهم باتوا يلقون صعوبة كبيرة لاجتياز الممر الضيق عبر الرصيف للدخول إلى بيوتهم و أكد أن العديد من الجيران قرروا الرحيل من سكناتهم التي بعضها انشق نتيجة الأشغال لقدمها إذ يعود تشييدها إلى الحقبة الاستعمارية و هي قابلة للانهيار في أية لحظة . مشيرا أن هذه الأشغال تسببت في خسائر فادحة لمن يقطن في هذا الشارع قائلا:« انظروا إلى محطة البنزين لقد أغلقت تماما بفعل قطع الطريق و أصبحت هيكلا بلا روح و حتى المحلات التجارية التي كانت تستقبل الآلاف من الزبائن قبل انطلاق المشروع و الآن تحولت إلى خراب ". كوسيدار و الأتراك و الصينيون يعتذرون عن خلافة الإسبان مشروع ترامواي مستغانم الذي انطلقت عملية انجازه في 4 أوت 2013 من طرف المجمع الفرنسي الاسباني "الستروم و كورسان ايزولوكس" بميزانية إجمالية قدرت ب 26.5 مليار دج و لفترة انجاز محددة ب 40 شهرا ، عرف تأخر كبيرا في وتيرة الأشغال ما تسبب في عدم احترام آجال التسليم التي كانت محددة في بادئ الأمر يوم 15 جانفي 2017 لكن بحلول هذا التاريخ كان مشروع الترام في حدود ال 40 في المائة من نسبة الانجاز . ليتوقف لعدة شهور بسبب أزمة مالية مرت بها المؤسسة الاسبانية التي اجتمع مسئولوها بوزير الأشغال العمومية السابق في افريل الفارط بالعاصمة بحضور مسيري ميترو الجزائر و السلطات الولائية لمستغانم و هناك تم الاتفاق على استئناف الأشغال بعدما خصصت المؤسسة الاسبانية المكلفة بانجاز المشروع 10 ملايين دولار و مددت فترة الانجاز ب 20 شهرا . غير انه سرعان ما توقفت الأشغال مجددا بعد شهر من عملية الاستئناف و بالضبط في ماي الفارط و لم تنطلق لحد الآن عقب إفلاس هذه المؤسسة الاسبانية نتيجة الديون الكثيرة المتراكمة عليها. ورشة مجمّدة إلى حين و بعد هذا الآمر، سارعت صاحبة المشروع مؤسسة ميترو الجزائر للبحث عن البدائل لإتمام الأشغال و اتصلت بكوسيدار لكن هذه الأخيرة اعتذرت ثم تفاوضت مع المؤسسة التركية "يابي مارزاكي" التي أنجزت ترامواي بلعباس ، بيد أن التزامها بانجاز ترامواي سطيف جعلها تعتذر هي الأخرى و لم يبق سوى شركة صينية التي رفضت العرض لانشغالها بانجاز ترامواي ورقلة . تأجيل آجال التسليم إلى غاية السداسي الأول من 2018 السلطات المحلية من جهتها و بعدما كانت قد حددت فترة ثانية لتسليم الترام في جوان 2017 ، قررت مرة أخرى تعديل آجال التسليم إلى غاية السداسي الأول من 2018 . ليبقى المشروع عبارة عن ورشات مجمدة تعرقل من حركة المرور سواء بصلامندر أو خروبة أو وسط المدينة و بشارع بن يحي بلقاسم ما أثار استياء السكان كثيرا الذين عبروا عن آرائهم في شبكة التواصل الاجتماعي حول هذا الأمر و اجمعوا أن المشروع تسبب في مشاكل مرورية بعاصمة الولاية . علما أن مسار الترامواي حددت مسافته ب 14.2 كلم و يشمل على 24 محطة بدايتها من صلامندر و الأخيرة بجامعة خروبة و يمر على وسط المدينة و الأحياء العتيقة كتيجديت و كلية الطب .