لا تشكل تجارة الفحم عبر ولاية تيارت اهتماما إلا في مناسبة عيد الأضحى حيث تعرف رواجا كبيرا لدى المواطنين إذ يتجاوز حاليا سعر الكيلوغرام الواحد 150 دج إذا كان من الجودة العالية، ويختص حاليا باعة الأعشاب الطبية في عرض منتوج الفحم وبكميات محدودة جدا . وحسب أحد الباعة فقد أكد أن الفحم واستغلاله عبر تيارت ليس من الأولويات بدليل أن جلبه يكون من الولايات الشرقية كبجاية والمسيلة وبالأخص سطيف فخلال الثمانينات حتى بداية التسعينيات كان تجار الفحم من الولايات الشرقية يقومون بمقايضته ببعض المنتوجات الفلاحية أو ببعض الفواكه التي تعرف بالولاية كالخروب و«النبق» الذين يتم تسويقهما إلى جهات أخرى من الولايات و تعرف الآن تجارة المقايضة نوعا من الاندثار بسبب تراجع في طلب الفحم عبر الولاية إذ يكون متوفرا طوال السنة لدى باعة الأعشاب وربما السبب المباشر الذي ذكره محدثنا أن تيارت لا تتوفر على مطاعم تعرف ببيع «الشواء» باستثناء بلدية تخمارت والتي هي مركز عبور بين معسكر و وهران وبما أنها منطقة منتجة للبطاطا يختارها فلاحو الولايات الأخرى والقريبة منها كمعسكر لتناول الشواء حيث تكثر بها المطاعم و تختص في الأكلة الشعبية «الشواء» وبما أن تخمارت أيضا تتوقف بها حافلات نقل المسافرين القادمة من الجنوب والجهة الشرقية نحو وهران يفضلها المسافرون لأخذ قسط من الراحة. ومن جهة ثانية ففي سنوات ماضية كان يقتصر حرق أشجار لإنتاج الفحم على بعض البلديات كمشرع الصفا بعد ردم حطام الأشجار مدة من الزمن تحت الأرض وبالتالي استخراج مادة الفحم وتسويقها فقط عبر بعض المطاعم بعاصمة الولاية لكن مع مرور الوقت بدأت هذه المهنة تزول لغياب منافذ تسويقه مع العلم أن تيارت استثنيت هذه السنة من حرائق الغابات بفضل يقظة أعوان محافظة الغابات فيما أشجار الصنوبر التي تعرف بها الثروة الغابية في الولاية هي في بعض الأحيان مقاومة للحرائق والجفاف مع العلم أنه لم تسجل خلال هذه الصائفة محاولات مشبوهة لحرق الأشجار وبالتالي استخراج الفحم على غرار الولايات الشرقية التي تعرف باستعمال الفحم في تجهيز .