بات الغطاء النباتي بالجزائر مهددا أكثر من أي وقت مضى بالاندثار نتيجة عوامل طبيعية وأخرى إنسانية، تتطلب التصدي لها واستغلال إمكانيات بعيدة عن تلك التقليدية حفاظا على غاباتنا التي تبقى ترمز للاخضرار والحياة وتمنع التصحر الذي يهدد الشمال.. أكثر من 1700 هكتار من الغابات تلفت منذ بداية موسم الاصطياف بسبب الحرائق، في حين تشير آخر الأصداء إلى أن ظاهرة الحرق العمدي تتربع على عرش الأسباب، بالموازاة مع بروز "بارونات فحم الشواء" كلما حل الصيف واقتراب عيد الأضحى. رغم التجند الكبير لكل من مصالح الغابات والحماية المدنية لمواجهة الحرائق حفاظا على الحزام الأخضر، إلا أن الظاهر هذه السنة أخذت منحنى تصاعديا بالموازاة مع الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة التي تعتبر من بين أكثر أسباب اندثار الغطاء النباتي بالجزائر، في وقت تشير أغلب الآراء إلى أن بروز ظاهرة قطع الأشجار بشكل غير قانوني وغير مصرح به وحرقها لاستخلاص الفحم الموجه إلى الشواء من بين أكثر ما يهدد غاباتنا مع اتساع الظاهرة بحلول فصل الصيف وعيد الأضحى المبارك، وهي الفترة التي عادة ما يكثر فيها استغلال الشواء بازدهار تجارة بيع الفحم من طرف شبان يستغلون الفترات الليلية وغياب الرقابة بالغابات لقطع الأشجار وحرقها ثم تكسيرها إلى قطع ومن ثم بيعها فحما بالجملة وبالتجزئة إلى المطاعم والمحلات. من جهتها، لم تنف محافظة قسم الغابات لدى مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر إيمان سعيدي، بروز الظاهرة، مؤكدة في تصريح ل"الشروق"، خلال الأيام التحسيسية المنظمة مؤخرا من طرف مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر، أن ظاهرة قطع الأشجار وحرقها آفة يعاقب عليها القانون حسب النص القانوني رقم 12/84 الذي يوجه عقوبات صارمة إلى كل شخص يقطع الأشجار تصل إلى الجبس من 3 أشهر إلى 5 سنوات بالإضافة إلى دفع غرامة مالية.