زارت الجمهورية مساء أول أمس عائلتي شهيدي الواجب الوطني ببلدية الناظورة والتي تبعد عن عاصمة الولاية تيارت بأكثر من 70 كلم ففي حدود الساعة الثانية بعد الزوال وصلنا إلى منزل الشهيد عيساوي الطيب فقمنا بواجب العزاء لكن ما شهدناه جو من الحزن على فراق الإبن و الأخ فالفاجعة كانت كبرى . و كان لنا حديث مع شقيقه الذي روى لنا الكثير عن الشهيد و عن شهامته و انضباطه في العمل فقد إلتحق بعناصر الشرطة سنة 1996 بالبرواقية مدة سنوات و كان مكافحا للإرهاب ففي العديد من المرات تعرض لغدر الإرهابيين بدليل أن صديق له يقطن بالبلدة استشهد بمدينة البرواقية ثم التحق بأمن ولاية تيارت سنة 2006 وهو اب لأربعة بنات أشواق 12 سنة و وفاء 9 سنوات و سجود وريحاب 9 أشهر فهو الشقيق الأكبر من عائلة تتكون من 4 ذكور و أخر ما تذكره شقيقه هو تلقي خبر استشهاده في ذلك اليوم بما انه كان في عمله بالوحدة الرئيسية للحماية المدنية لولاية تيارت عبر جهاز الراديو ليقع تحت الصدمة بعد أن أخبره بخبر استشهاد شقيقه و أضاف أن أمنية أخيه كانت أن يشارك العائلة أجواء العيد فقد قضى ليلته الأخيرة بجانب أسرته الصغيرة ليلتحق بعمله في تلك الليلة التي سبقت الفاجعة الشهيد يستأجر شقة متواضعة ببلدية الناظورة و إنه طالب شقيقه بتسوية الوضعية للسكن لدى زوجته و مساعدته فهو أودع ملفا لدى وكالة عدل و ربما الشيء الذي تفاجأنا منه كثيرا أننا التقينا بأخ أخر للشهيد وهو شرطي بولاية غرداية ما زال يعاني من أثر على مستوى العينين بسبب اعتداء خلال أحداث غرداية أما أخرين فأحدهما متزوج و أب لثلاثة أطفال والثاني شاب يبلغ من العمر 25 سنة بطالان. ثم بعدها توجهنا إلى القرية الاشتراكية المتواجدة ببلدية الناظورة والمسماة ضاية الترفاس أين يقيم الشهيد علواوي بولنوار من مواليد 1974 و هو اب لأربعة اطفال (أية ومحمد و عبد إله و ياسين سيف الدين ) وينحدر من عائلة تتكون من أربعة ذكور التقينا بوالدته السيدة بوحركات سعدة في حالة نفسية يرثى لها لفقدان فلذة كبدها فمنذ 8 أيام لم تلتقي به فهي تتذكر فقط أنه رافقها إلى مهدية أين تناولت معه وجبة الإفطار ومنذ تلك الفترة لم تلتق به. ففي حدود الساعة 10 صباحا من ذلك اليوم المشؤوم تلقت خبر إستشهاده فهي تبكي فراقه فإبنها البار معروف عنه بحسن الخلق وكان صديقا مقربا جدا من الشهيد عيساوي الطيب فقد تربيا ببيتها و عملا معا إلى أن أستشهدا معا في سبيل الوطن فهي لن تنسى ابنها الذي لم يتخل عنها يوما واحدا فهي فخورة به فقد ضحى من أجل الوطن أما شقيقه مراد فقد أكد لنا أنه يتحمل مسؤولية أبناءه وإنه طالب بتوفير مسكن لأبناء الشهيد و إنه طالب من السلطات العليا بتوفير مسكن لائق له و منصب عمل لشقيقه الأكبر الذي يعاني من البطالة فالشهيد قدم نفسه فداء للوطن بعد إن احتضن الإرهابي ليمنع الكارثة الكبرى و يسقط شهيدا في ساحة الوغى.