أئمة المساجد نددوا بالعمل الجبان في خطبتي عيد الأضحى شيع سكان الناظرة بولاية تيارت، جثمان الشرطيين الشهيدين عيساوي الطيب وعلواوي بولنوار إثر "التفجير الإرهابي" لمقر الأمن الولائي لولاية تيارت في موكب حزين، ببلدية الناظورة، عصر الخميس، عشية عيد الأضحى، بحضور السلطات المحلية،المدنية والعسكرية ووزير الداخلية بمشاركة آلاف الأهالي. وقد خلف الشهيد عيساوي وراءه زوجة و05 بنات والشهيد علواوي 03 أولاد وبنتا. وحضر مراسيم تشييع جنازة الشهيدين وزير الداخلية والجماعات المحلية نورالدين بدوي والمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني الهامل والمدير العام للحماية المدنية مصطفى لهبيري، والسلطات المدنية والعسكرية والأمنية في جوّ مهيب، حيث تم تقديم التعازي لعائلة الشرطيين، وتمني لهم الصبر والسلوان في مصابهم الجلل هذا، متضرعا لله أن يجعلهما من أهل الجنة. حيثيات الواقعة التي تعود إلى صباح الخميس في حدود الساعة السابعة و55 دقيقة، حيث شهدت مدينة تيارت تفجيرا إرهابيا هزَ مديرية الأمن بالولاية، أسفر عن مقتل شرطيين، حيث إن إرهابي حاول التسلل إلى مقر مديرية الأمن، قبل أن يتفطن له الشرطي الذي كان في مهمة تأمين مدخل المقر، الذي فتح النار عليه، ليفجر الإرهابي الذي كان يحمل حزاما ناسفا نفسه، مما أسفر عن القضاء عليه ومقتل الشرطي وإصابة آخر توفي لاحقا متأثرا بجروحه بمستشفى يوسف دمرجي. من جهتها، شكلت مصالح الشرطة حزاما أمنيا حول موقع الانفجار، كما تم إعلان حالة استنفار قصوى بكل الولاية وإغلاق كافة المنافذ. وقد تمكنت مصادر الشرطة من التعرف على هوية الإرهابي ويتعلق الأمر ب "ب. ع« المكنى أبو جهاد الذي ينحدر من حي شعبي بتيارت، وقد صدرت حوله أوامر بالقبض في السنوات الأخيرة. في تصريح لوزير الداخلية والجماعات المحلية نورالدين بدوي بمستشفى الدمرجي خلال زيارته للجرحى، حيث قال "أعبر عن تقديري والعرفان لما تقوم به مصالح الأمن من عمل ليلا ونهارا على مستوى الوطن من الأمن الوطني والدرك الوطني وعلى رأسها الجيش الشعبي الوطني خدمة لأمن واستقرار وطننا وطمأنينة مواطنينا". وأكد أن الدولة الجزائرية بعزمها القوي ماضية في محاربة هذه الآفة الداخلة على مجتمعنا وهي آفة الإرهاب فهي عازمة على محاربتها والمضي في هذا الحرب حتى القضاء عليها نهائيا. ودعوته أطياف المجتمع من مواطنين، المجتمع المدني، الشركاء السياسيين لالتفاف جميعا حول أولوية الأولويات لهذا الوطن والمتمثلة أساسا في الحفاظ على أمنه واستقراره وطمأنينة مواطنيه وهذا بضرورة الرقي للحس المدني والحس السياسي وعلى أن يكون هذا العمل هو مبتغى الجميع، مذكرا أنه دون أمن ودون استقرار ودون طمأنينة لا يمكن لأي مشاريع أن تتجسد ولا لأي عمل أن يقام، مطالبا من كل المجتمع الجزائري ان يتضامن حول هذا المبتغى الأساسي والأول ألا وهو الحفاظ على طمأنينة المواطنين وأمن الوطن. من جهته، قدم اللواء المدير العام للأمن الوطني عبد الغني الهامل تعازيه لأسرة الشهيدين، مشيدا بتضحياتهما وبخبرة الأمن الوطني للتصدي لمثل هذه الاعتداءات الإرهابية. أئمة المساجد نددوا بالعمل الإرهابي في خطبتي العيد وفي خطبتي العيد والجمعة، ندد أئمة المساجد والخطباء بمساجد الولاية بالعمل الإرهابي الجبان الذي استهدف مديرية الأمن للولاية في يوم عرفة الذي راح ضحيته شرطيان وجرح اثنان آخران، مطالبين بضرورة محاربة الفكر الإرهابي المتشدد المتطرف الخارج عن قواعد الشريعة الإسلامية ومنطلقاتها السمحة. وأكد الأئمة أن الدين الإسلامي جاء لسعادة الإنسان وبناء مجتمع آمن يسهم في تقدم الحضارة الإنسانية، وأن صورة الإسلام الحقيقية تهدف إلى نشر قيم العدل والمساواة والتسامح اقتداء برسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم. وقال الأئمة والخطباء إنه يجب الوقوف جنبا إلى جنب مع الأجهزة الأمنية في محاربة الإرهاب والتطرف القائم على التدمير والقتل وترويع الآمنين، مشيدا بمهنية وحرفية الأجهزة الأمنية الباسلة التي أدت واجبها على أكمل وجه وقدمت الشهداء شهيدا تلو الآخر في سبيل حماية الوطن ومواطنيه ورفعت شأنه عاليا. وعبروا عن تعازيهم للأسرة الجزائرية ولأسرة الشهيدين البطلين محافظي الشرطة عيساوي الطيب وعلواوي بولنوار رحمها الله. وتوالت ردود الفعل الرافضة للعمل الإرهابي الخسيس، الذي استهدف مقر أمن ولاية تيارت واستشهد شرطيان وأصيب اثنان بجروح، حيث شددت تيارات وجمعيات المجتمع المدني على ضرورة التكاتف خطوات جادة لمحاربة الإرهاب وتوحيد الصف وتفويت الفرصة على من يريدون إعادة إشعال نار الفتنة التصدي للمنظمات الإرهابية، فمواجهته مسؤولية الجميع. وأن هذا العمل الإرهابي الجبان لا يستهدف جهة دون أخرى، بل غايته المساس بأمن واستقرار البلاد. كما استنكر سكان تيارت التفجير الإرهابي الذي استهدف مقر أمن الولاية، مؤكدين أن الهدف من هذا العمل الإجرامي الخسيس هو النيل من أمن البلاد واستقرارها وزرع الفتنة بين أبنائها، مشددين على ضرورة تفويت الفرصة على من يريد أن يزرع بذور الرعب والإرهاب بين ابناء الشعب والتمسك بالوحدة الوطنية وتوحيد الجبهة الداخلية، وتفويت الفرصة على أعداء الوطن والدين لتنفيذ مخططاتهم القذرة.