سطع نجم الفنانة سالي بن ناصر في سلسلة « الفهامة » الفكاهية ، وبالتحديد في «هو وهي»، وهي الحصة التي قدمتها للجمهور وكانت بوابة نجاحها وشهرتها في عالم الكوميديا سنة 2003 ، حيث لفتت ابنة مدينة سوق أهراس انتباه المشاهد الجزائري من خلال الأدوار الفكاهية التي قدمتها، ولم تكتف بذلك بل اقتحمت مجال الدراما ، فظهرت في مسلسلات اجتماعية هامة رغم أن بدايتها الفنية كانت قد انطلقت من المسرح سنة 2001 . - الجمهورية : حدثينا عن انطلاقتك الفنية ؟ - سالي : تعلقت بالفن منذ كنت طالبة في المعهد الوطني للفنون الدرامية ، حيث تخرجت بتقدير جيد جدا سنة 2005 ، وتحصلت على شهادة ليسانس ، لألج مباشرة عالم، حيث شاركت بعد حصة « الفهامة » في عدة أعمال مسرحية وتلفزيونية وسكاتشات وبرامج كوميدية ، منها مسلسلي « أحلام مؤجلة «سنة 2014 للمخرج عمر شوشان ، « فصول الحياة « ، «الغايب» ، و« دوار الشاوية «. كما كنت دائما حاضرة في البرامج الرمضانية على غرار سلسلة « سبعة في الدار « سنة 2016 ، وسلسلة « أنا ومرتي « للمخرج نزيم لعرابي التي ظهرت فيها كضيفة شرف، وآخر ظهور لي في رمضان الفارط كان في مسلسل « صمت الأبرياء»، إلى جانب سيت كوم « لاباس « للمخرج نزيم قايدي والذي شاركني فيه الفنان عمر ثايري .أما فيما يخص المسرح الذي بقيت وفيّة له فقد شاركت في مسرحية «طرشاقة»، « الكوستيم الأبيض» للراحل محمد بن قطاف و« صاحي من النوم» للمخرج عبد الكريم بريبر. اكتساب المزيد من التجارب في الدراما و السينما - هل شكلت حصة « الفهامة » قفزة نوعية في مسارك الفني ؟ - في الحقيقة حصة «الفهامة » حصة لا مثيل لها ،وكانت لها شعبية كبيرة على مدار سنوات من العطاء ، وهي بالفعل قفزة نوعية في مساري الفني ، حيث أنها أعطتني الكثير وأكسبتني مهارات وأبجديات عميقة، لأني تقمصت أدوارا اتسمت بالعفوية و الموضوعية ، كما لا أعتبر أن أختي نورة التي سبقتني في المجال الفني هي أساس ولوجي عالم الفن وبالضبط في برنامج « الفهامة»، لأني شاركت عبر الكاستنيغ، وتم اختياري بفضل موهبتي ومجهودي الخاص، كما أن حبي للتمثيل ساعدني على النجاح في المجال ، لكن لا أنكر أن أختي كانت سندا لي وساعدتني كثيرا في الدراسة بالمعهد الذي تكونا فيه معا، وما عدا ذلك فأنا أرى أن الوساطة معيار زائف وليست أساسا لنجاح أي فنان، بينما النجاح يكون بالاعتماد على الذات وحسن الأداء والمثابرة والفكير في كيفية تقديم أدوار فنية تعجب الجمهور وبالتالي يصنع الفنان اسما له بمجهوده الخاص . - برزت أيضا في الدراما وقدمت أدوارا اجتماعية لفتت انتباه الجمهور، كيف كانت هذه التجربة ؟ - والله ما أتوق إليه هو الأعمال الاجتماعية والدرامية ، وما أطمح إليه والذي لم أصل بعد إليه هو تمثيل دور امرأة شريرة ، لأنني أريد أن أعكس جوانب متعددة من شخصية حواء، وفي نفس الوقت أبرز قدراتي في الجانب الدرامي ، فأنا أحب التغيير والعمل الجاد، لأن الأعمال الفكاهية بكل صراحة أصبحت مهضومة بالنسبة لي وسهلة، لذلك كنت أريد أن أجرب نفسي في أدوار مغايرة، خاصة إذا كانت أعمالا قوية تتطلب جهد وأداء كبيرا، رغم أن الفكاهة تطغى كثيرا على شخصيتي إلا أن هذا لن يمنعني من المشاركة في أعمال درامية مثل التي شاركت فيها كمسلسل « فصول الحياة « و « صمت الأبرياء « . - بما أنك ذكرت مسلسل « صمت الأبرياء» الذي بُث في رمضان الفارط، ما هو تقييمك لباقي الأعمال التي عرضت في ذات الشهر ؟ - نتأسف كثيرا لربط العمل الفني برمضان فقط ، أنا أندهش فعلا من تصرفات بعض المنتجين المنتجون قبيل شهر رمضان الكريم ، فهم لا يعطون أهمية كبرى لما يقدمونه من أعمال فنية ، بدليل أنهم يعملون في الوقت بدل الضائع ، ما ينتج عنه عرض أعمال ربما لا تكون في المستوى، ولهذا فالإنتاج الرمضاني عليه أن يكون مُتقنا ويتم التحضير له بكل عناية، كما يجب أن تكون النصوص مدروسة لتفادي أية ثغرات، و الأهم من ذلك نتمنى أن لا تكون أعمالنا الفنية مرتبطة فقط بشهر رمضان بمعنى ألا تكون مناسباتية حتى لا يكون هناك ضغط، فمن غير المعقول كتابة سيناريو في 15 يوما فقط، وعن تقييمي لأعمال رمضان الفارط ، فأعتقد أن مسلسل «الخاوة» هو عمل مشرف جدا ، وقد لقي إقبالا كبيرا من قبل الجمهور وأهل الفن ، وبهذا فالذكاء والدقة مطلوبان لتقديم أعمال راقية، خاصة في ظل غزو المسلسلات التركية السورية و هيمنة الانترنت ، فيما يخص مسلسل « صمت الأبرياء » ، فقد أديت فيه دور الخادمة زوجة « بوحوش « . - هل تلقيت دعوات للمشاركة في أعمال فنية خارج الوطن ؟ -إذا كانت عروض العمل هذه نظيفة وتخدم توجهاتي وشخصيتي، و يكون النص فيها محترم أقبلها و أفتخر بالمشاركة فيها، خاصة أنني أريد اكتساب المزيد من التجارب، لاسيما خارج الوطن، علما أنني تلقيت مؤخرا عرضا للمشاركة في مسرحية بتونس لكني اعتذرت لأسباب شخصية، ويبقى طموحي أن تكون لي أعمال أخرى اجتماعية درامية ولم لا؟ سينمائية .. !! . - من هي الوجوه الفنية التي @تطمحين للظهور معها في عمل مشترك ؟ - هناك وجوه فنية رائعة فرضت ظهورها سواء في الجانب الكوميدي أو الدرامي، وأنا شخصيا كان لي الحظ أن شاركت إلى جانب الكثير من عمالقة الفن بالجزائر ، على غرار الفنانة بهية راشد، أحمد بن عيسى و محمد عجايمي، و يبقى أملي كبير في التعامل مستقبلا مع وجوه أخرى مثل الفنان القدير عثمان عريوات والفنان حسان كشاش، وفي الجانب الدرامي كنت أحلم بالعمل مع الفنان الراحل حميد رماس . الثقافة وأثرها على مسار الفنان - ما هي في رأيك معايير النجاح والنجومية ؟ - الفنان يجب أن يتحدى و يُثابر ويكسر القيود ليبلغ النجومية ، لأن المثابرة أساس النجاح، فضلا عن امتلاك الموهبة وتدريبها عبر الجانب النظري، فبغض النظر عن الموهبة أعتقد أن الفنان عليه أن يكون مثقفا ذو مستوى تعليمي مشرّف ، كي يستطع تشريف بلده في المحافل الدولية والتظاهرات الثقافية الأجنبية ، على الأقل يكون حاملا لشهادة البكالوريا أو تكوين في مجال الفن والتمثيل، ليستطيع التعامل مع مخرجين من خارج الوطن ومع صحفيين وغيرهم ، فالثقافة والمثابرة والإبداع معايير أساسية لتحقيق النجومية وكسب الجمهور . - ما هي طموحاتك كفنانة جزائرية ؟ - طموحي أن يعلو الفن الجزائري ، ويتألق في المشهد العربي والعالمي، خاصة عالم السينما، أتمنى أن يكون فنا مشرفا و قائما بذاته، بعيدا عن الرداءة ،كما آمل أن تكون هناك مدينة للإعلام السينمائي، أو ما يسمى ب « البوكس أوفيس» ، وأن تكون هناك المزيد من المهرجانات التي تفتح شهية الفنانين على غرار مهرجان وهران للفيلم العربي، شرط أن تكون مرفوقة بتنظيم محكم من شأنه أن يخلق جو المنافسة النزيهة والتميز، إلى جانب فتح تكوينات لفائدة الفنانين و الشباب الصاعد ، وكذا خلق ورشات تكوين في ميدان الفنون الدرامية ، كما يجب إعادة النظر في أبعاد تنظيم « الكاستينغ» و انتقاء الوجوه الفنية، مع الابتعاد عن مركزية الفن الذي بات ينحصر في أي العاصمة، لأن هناك طاقات شابة كبيرة ووجوه لا يستهان بها في الغرب و الشرق والجنوب، لا أدري لم لا يتم استغلالها للنهوض بالفن، فأنا شخصيا أتابع بعض الأعمال الشبابية في مجال المسرح عبر « اليوتوب »، وهي فعلا طاقات تنتظر التشجيع و الاهتمام ..