عرفها الجمهور بروحها الخفيفة وإطلالاتها الفكاهية عبر سلسلة الفهامة مند سنة 2003 أضحكت الصغير قبل الكبير وصنعت الفرجة لعشرية من الزمن، هي سالي بن ناصر التي فتحت لنا قلبها وتحدثت بكل طلاقة ورحابة صدر عن ما يلوج في خاطرها والبداية كانت مع شرح سبب غيابها الذي طال أو بالأحرى اختفاء حصة الفهامة فجأة التي أحبها الجمهور الجزائري واعتاد على مشاهدتها وكذا أمور أخرى.. أول سؤال نطرحه عليك لماذا توقّفت حصة الفهامة؟ انتهى مكتوبها الفهامة "تضحك" .. بركات لقد بقيت الفهامة واقفة على قدميها لأكثر من 12 سنة، وقد حان الوقت لتقديم البديل والجديد، لأن المجموعة الفنية بادي فيسيون bady vision بإمكانها خلق فسحة ترفيهية جديدة بأفكار غير مستهلكة وقالب هادف. .
ألا تخشى سالي أن تنطفئ شمعتها الفنية بعد توقف بث حصة الفهامة كونك اشتهرت في هذه الحصة التلفزيونية الهزلية. بودي أن أوضح للجمهور العزيز نقطة جد هامة، هي أن سالي لن تنتهي مدة صلاحيتها بمجرد توقف حصة الفهامة، بل سيشاهدني جمهوري في أعمال أخرى أقوى في المستقبل القريب، لاسيما أنني متحصلة على ليسانس في الفن الدرامي، منحت لي لأنني نجحت في تقمص عدة أدوار مختلفة طيلة 4 سنوات من التربص والتكوين الذي منحني الضوء الأخضر لأداء عدة أدوار فنية لتأتي بعدها تجربة الفهامة المميزة.
هل اخترتي الفكاهة بمحض إرادتك، أم أنها الصدفة التي صنعت لكي طريقا إلى خفة الظل والفكاهة؟ الفكاهة مجال جد صعب، خاصة في الجزائر، لأنه من السهل أن تبكي الجزائري وتكسب ودهه، لكن من الصعب جدا أن تضحكه، غير أننا تمكنا من رسم الابتسامة على محيا الجزائريين لأكثر من 12 سنة دون أن يملها المشاهد، بل كسبت شعبية ساحقة ليس في الجزائر فقط بل حتى بدول العالم الأخرى بفضل جاليتنا هناك.
ماذا تقولين عن زملاء مهنتك الذين كانوا معك في الفهامة، ثم تخلوا عنها وأضحوا ينشطون بصفة فردية؟ أقول أنه من حق أي فنان أن يختار وجهته ومستقبله بكل حرية، لكن المؤسف أن هناك أشخاصا جحدوا الخير وأطلقوا العنان لألسنتهم لسب اليد التي منحت لهم النجومية وانقلبوا على ذاتهم، وراحوا يقللون من شأن حصة الفهامة التي احتضنتهم وحملتهم على الأكتاف لغاية بروز نجمهم وفي الأخير لم يكلفوا أنفسهم عناء رد الجميل ولو بكلمة خير وعرفان.
حدّثينا عن جديدك؟ انتهينا مؤخرا من جولة فنية قادتنا إلى 10 ولايات لعرض مسرحية "رانا جيناك" سيناريو عبد الله خمار واقتباس براهيم شرقي، تروي المسرحية قصة حاكم إحدى المدن يتعرض لمؤامرة من طرف أقرب الأقربين منه الذي هو كما نقول نحن مدير مكتبه وتؤثر هذه الخيانة على نفسية الحاكم الذي يجد نفسه حائرا وحيدا لا يثق في أي أحد بعد أن غدر به أقرب الأقربين ويشاركني التمثيل كل من الفنانين ياسين زايدي ،فؤاد زاهيد ،شهلة ورشيد بلعقيل، فايزة أمال
في سياق الحديث عن المسرحية التي لها توجه سياسي، مارأيك في الاعتصامات التي تطالب الرئيس بوتفليقة بعدم الترشح لولاية رابعة؟؟ أولا أرى أن هؤلاء الذين خرجوا للساحات هم مدفوعون من قبل أحزاب أخرى منافسة للرئيس بوتفليقة، ومع ذلك فهناك عدة طرق أخرى للتعبير عن وجهات النظر، لأننا بمثل هذه التصرفات قد نجعل الجزائر أضحوكة العالم ونفتح شهية دول الشر للتفكير في ربيع عربي بالجزائر، ونرى ماذا حصد العرب من هذا الزفت العربي، وأتمنى من صميم الفؤاد أن لا نسقط في الفخ مرّتين.
من هي الوجوه الفنية التي تحبينها وتعشقين فنها؟ على رأس الفنانات اللواتي أعشق أداءهن شافية بوذراع، وبهية راشدي، أما من فارقونا فأهوى المرحومة وردية والمفتش الطاهر رحمهما الله، وأمنيتي أن ألعب جنبا إلى جنب مع الفنانة العملاقة شافية بوذراع ولم لا أتقمص دور ابنة بهية راشدي أو سيد أحمد أڤومي.
هل من مشاريع فنية في الأفق؟ أنا بصدد المشاركة في تصوير مسلسل اجتماعي من نوع الدراما لمخرجه عمر شوشان كما دعيت للانضمام لأسرة كاميرا كافي التي تبثها قناة الجزائرية رفقة مراد شعبان وعثمان بن داود ونخبة من الممثلين إلى جانب مشاريع أخرى لم تجسد بعد.
ماذا تقول سالي عن المهرجانات الفنية التي باتت تستنزف الملايير دون أن تضيف الجديد للفن المحلي، وكمثال حي على ذلك مهرجان الفيلم العربي الذي يقام بوهران ومهرجانات أخرى. أن تنفق ميزانية معتبرة على مهرجان فني بأرض الجزائر هذا شيء جميل، لأنه سيعرف بالفن المحلي ويسمح لممثلينا بالاحتكاك مع نظرائهم الفنانين العرب، وإنما الشيء الذي يعاب هو طريقة التسيير، فكيف أن يشرع في التحضير لمثل هذه المهرجانات الضخمة أسابيع فقط قبل إعطاء إشارة الانطلاق، وكان من المفروض أن ينصب الشخص المناسب في المكان المناسب ومنح الطاقم المنظم كل الوقت للتحضير الجيد وتحقيق الأهداف المسطرة.
أحسن ذكرى تحتفظين بها وأسوأها؟ لعلّ أحسن ذكرى أثلجت صدري هي يوم تكريمي نهاية العام الماضي من طرف والي ولاية سوق أهراس والتي أعتبرها بمثابة ثمرة سنوات من العطاء، أما أسوأ ذكرى فهي فقداننا للأب الروحي للمسرح المرحوم بن ڤطاف امحمد الذي فارقنا للأبد تاركا فينا جرحا لن يندمل بسهولة، لأنه كان بالنسبة لي الأب والمعلم والصديق والزميل وكل شيء، ألف رحمة ومغفرة على روح الفقيد.