تشهد الكثير من المؤسسات التربوية المتواجدة بإقليم ولاية مستغانم وضعية كارثية بسبب عدم تهيئتها وقدمها، وقد تحوّل البعض من هذه المرافق إلى مصدر خطر على التلاميذ ، وهي الوضعية التي يعيشها تلاميذ المناطق النائية كبلديات السور و سيدي بلعطار و عشعاشة و النقمارية ... حيث تعاني تلك المدارس من اهتراء الأسقف نتيجة لقدمها ، خاصة الابتدائيات العتيقة التي يعود تاريخ إنجازها إلى العهد الاستعماري، إذ وبمجرد سقوط قطرات من المطر تمتلئ أقسام بكاملها بالمياه، ما يدفع بالأساتذة إلى التوقف عن إلقاء الدروس وإخراج التلاميذ حفاظا على صحتهم. كما تعيش مدارس أخرى وضعا كارثيا لاسيما على مستوى الجدران التي باتت عرضة للتصدع والانهيار إضافة إلى ساحتها الترابية التي تزيد الوضع تأزما خاصة خلال فصل الشتاء أين تتحول إلى برك من الأوحال متسببة في عرقلة تنقل التلاميذ للالتحاق بالأقسام . ناهيك عن الخراب الذي تشهده العديد من المراحيض لانعدام الماء و الأبواب . وقد أعرب الطاقم التربوي لبعض هذه المؤسسات ل "الجمهورية " عن سخطهم الشديد من الصمت الذي تبديه الجهات الوصية لذات الوضع رغم شكاويهم المتواصلة. و استنكر غياب أدنى المرافق الضرورية على غرار التدفئة والماء و امتداد تسربات المياه القذرة الناجمة عن غياب التهيئة بسبب قدم قنوات الصرف الصحي وهو المشكل الذي يزيد من خطورة الوضع إضافة إلى تزاحم التلاميذ على الكراسي بسبب النقص الفادح في التجهيزات. مدرسة بمزغران تغرق في المياه امتدت جولة "الجمهورية " عبر مختلف المؤسسات التربوية لتصل أول أمس إلى مؤسسة تربوية بحي شمومة التابع اقليميا لبلدية مزغران تعرضت لتسربات مياه الأمطار التي سقطت على ولاية مستغانم في ال 48 ساعة الماضية و التي غطت الأرضية . من جانب آخر ، اشتكى أولياء التلاميذ من عدم وجود الإدارة و الأساتذة بمدرسة توجد ببلدية حاسي ماماش خلال انطلاق السنة الدراسية حيث بقي التلاميذ بالأقسام بمفردهم . النقل بدواوير السور للفتيات و المشي للفتيان إلى جانب هذا كله ، فان تلاميذ المناطق النائية يعانون كثيرا من مشكل النقل و هو ما وقفنا عليه بالنسبة لمتمدرسي بلدية السور ، حيث أن هناك من يقطن بالدواوير التابعة لهذه البلدية و يأتون مشيا على الأقدام قاطعين مسافة 3 كلم و بعضهم يستنجد بالسيارات المارة . و تكون معاناتهم اشد خلال فصل الشتاء فهناك حافلة واحدة للنقل المدرسي تنقل فقط الفتيات دون الفتيان من مختلف الدواوير صوب البلدية الأم . أضف إلى ذلك النقص الفادح في التجهيزات وعدم صيانتها على غرار الكراسي ومكاتب الأساتذة، ناهيك عن النوافذ المحطمة. من جهتها ، أعربت جمعية أولياء التلاميذ عن سخطها الشديد من الوضعية الكارثية لعديد المؤسسات التربوية من مختلف الأطوار التعليمية والتي رصدتها الزيارات الميدانية للجمعية ، مؤكدة أن هناك عددا من المؤسسات باتت لا تصلح لمزاولة الدراسة إذ تعود للحقبة الاستعمارية. و استفسرت الجمعية عن مصير الميزانية التي خصصتها كل من الوزارة أو الولاية أو البلدية لإعادة ترميم المؤسسات التربوية. و طالبت بضرورة إيفاد لجان تحقيق للوقوف على الوضعية التي باتت تتربص بسلامة التلاميذ.