دخلت المطاعم المدرسية الموسم الدراسي 2017/2018 في مرحلة جديدة من التسيير بعدما تنازلت وزارة التربية عنها لصالح البلديات و هو ما من شانه أن يزيد أوضاعها سوءا بالنظر إلى الأوضاع المالية الصعبة التي تشهدها الكثير من الجماعات المحلية حيث أن أغلب بلديات ولاية مستغانم مفلسة تعاني من أزمات مالية و صراعات سياسية و جاءت المطاعم المدرسية لتزيدها أعباء و هو ما حصل مع انطلاق السنة الدراسية . حيث كشفت مصادر عليمة أن نسبة كبيرة من التلاميذ بمختلف بلديات ولاية مستغانم محرومون من الإطعام المدرسي بسبب تأخير فتح المطاعم لانشغال البلديات في الوقت الحالي بإعداد القوائم لدخول معترك الانتخابات البلدية المزمع تنظيمها في ال 23 نوفمبر المقبل إذ لم تدخل عدة مطاعم مدرسية بالابتدائيات الواقعة على الخصوص ببلديات الصور و الحسيان و حاسي ماماش و نقمارية.. حيز الخدمة بعد مرور4 أسابيع عن انطلاق الموسم الدراسي الجديد. في حين يتناول تلاميذ آخرون وجبات باردة و ما تبقى من نسبة قليلة تستفيد من وجبات ساخنة و التي توجد اغلبها بعاصمة الولاية.. وأرجعت ذات المصادر تأخر فتح هذه المرافق إلى نقص التنسيق بين بعض البلديات ومديرية التربية ، خاصة بعد المرسوم التنفيذي الصادر شهر أوت الماضي، والذي منح حق تسيير المطاعم المدرسية للمجالس المحلية عن طريق مجلس استشاري يترأسه رئيس البلدية المعنية، مما أخر انطلاق العمل بالمطاعم المدرسية. مضيفا أن هذا المرسوم غيّر من نمط التصرف في الاعتمادات المالية المخصصة لعملية الإطعام المدرسي. إذ في السابق كان يتم اختيار الممونين عن طريق استشارة بسيطة، غير أن دخول المرسوم التنفيذي المذكور حيز التنفيذ أصبح وجوبا تنظيم مناقصة لاختيار الممونين بالمواد الغدائية للمطاعم، وهو إجراء يتطلب بعض الوقت انعكس جليا في بداية هذا الموسم الدراسي من خلال تأخر فتح بعض المطاعم. رغم أن بعض البلديات على غرار مستغانم ، مزغران ، سيدي لخضر قد انطلقت بها عملية الإطعام في المؤسسات الابتدائية بنسبة مائة بالمائة ، فيما سجلت بعض الاختلالات في بلدية أخرى التي لم تنطلق فيها العملية بعد. و في زيارة لبعض المؤسسات ببلدية حاسي ماماش أدركنا أن بعض المطاعم تكتفي بمنح التلاميذ وجبة بسيطة باردة تتمثل في الغالب في علبة ياغورت صغيرة مع حبات من الجبن و حبة من الفاكهة كالتفاح و هو ما صرح به التلاميذ خلال حديثنا معهم . إلى جانب هذا ، فان بعض المطاعم بمستغانم تفتقد للعمال المختصين في تحضير الوجبات إذ علمنا أن بعض المؤسسات تستنجد بعاملات النظافة لتحضير الوجبات ودون مراعاة الشروط الصحية للنظافة خلال عملية تحضير و تقديم الوجبات فيما لا تحرص مدارس أخرى على توفير الشهادة الطبية البيطرية للحوم و الدواجن، و عدم احترام سلسلة التبريد للمواد سريعة التلف ما قد يعرض التلاميذ لأخطار التسممات.