"كدت أحفظ أزقة وهران من رواية "الزلزال إنطلقت أول أمس المحاضرات والندوات الفكرية، المسطرة ضمن برنامج الصالون الدولي ال 16 للكتاب بالجزائر العاصمة، وفي هذا الإطار نشط الناقد المصري الدكتور جابر عصفور لقاء لأول مرة في تاريخ هذه التظاهرة الثقافية، تطرق من خلاله إلى بعض المحطات الهامة من مسيرته الأدبية، وكذا الرواية الجزائرية، حيث صرح في هذا الشأن بأن معركة الجزائر ضد الإستعمار، ساهمت بشكل كبير في تكوينه الأدبي ، حيث درف الدموع عندما شاهد مسرحية »جميلة« على خشبة المسرح القومي، و زاد إعجابه بعظمة الثورة الجزائرية المجيدة وقوة مجاهديها من خلال فيلم »جميلة« ليوسف شاهين« وهو ما جعله يحرص على الإطلاع وقراءة الرواية الجزائرية التي كتبت أقلام الرعيل الأول من الأدباء، على غرار »رصيف الأزهار »مالك حداد« والثلاثية الشهيرة لمحمد ديب وهذا عن طريق الترجمة، ونظرا لإعجابه الكبير بالرواية الجزائرية، فقد إختار رواية »نجمة« لكاتب ياسين التي قرأها مترجمة إلى اللغة الإنجليزية ليدرسها بالجامعة. في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فكل هذا يقول جابر عصفور كان نابعا من إعتزازه بدور القصة الجزائرية في معركة الإستقلال، حيث واصل قراءته للرواية الجزائرية في جيل الراحل الطاهر وطار وهنا قال »كدت أحفظ شوارع وأزقة وهران من خلال قراءتي لرواية الزلزال وبعض الأعمال لواسيني الأعرج ، مؤكدا في هذا السّياق بأنه لا يزال متحمّسا لهذه التجربة الجزائرية المتميزة في تاريخ الأدب العربي، فمن لا يعترف بالرواية الجزائرية ، فهو مقصر في حقها يقول جابر عصفور ، فالأدب الجزائري يضيف المتحدث، هو امتداد للأدب المصري، والسوري و العربي. وفي سياق آخر أوضح جابر عصفور بخصوص كتابه »زمن الرواية الذي أثار جدلا واسعا في أوساط الأدباء ، حيث إكتشف بأنه تغيّر ، فالرواية تصعد وتلفت الإنتباه وتحقق مبيعات، عكس دواوين الشعر وكانت لكبار الشعراء، والسبت في ذلك يقول الناقد أن الرواية تمنح للكاتب الحربية في الكتابة والتجديد، دون التقيد بمعايير محددة، فالمجال فيها مفتوح، فعوامل الرواية هي المدنية المعقدة والطبقة الوسطى الصاعدة والإختلاف، أما الشعر يضيف المتحدث يشبه أحيانا الشيخ الذي يضغط على الرقبة في إشارة إلى الشعر العمودي. من جهة أخرى تحدث جابر عصفور في هذا اللقاء عن المشروع التنويري الذي إنطلق على يد رفعت الطنطاوي، حيث أكد بأن هذا المشروع لا يزال يصلح وينبغي الإلحاح عليه، طالما أنه يرتكز على أسس مهمة لا سيما الإحتكام إلى العقل. وبخصوص إستقالته من منصب وزير الثقافة الذي بقي فيه سبعة أيام، أنه حرص على حماية المتاحف والحفاظ عليها، باعتبار أنها كانت معرضة للنّهب والسلب، مضيفا بأن الأزمة التي تعيشها مصر في الوقت الراهن لا ينقدها في رأيه إلا جبهة إئتلاف وطني تضم القوى الوطنية والسياسية، فما يحدث في مصر يقول المتحدث هو أقل من ثورة وأكثر من إنتفاضة وهي اليوم في مخاض عسير سيسفر عن ميلاد دولة حديثة ، للعلم فقد شهد هذا اليوم أيضا عقد سلسلة من المحاضرات تطرق إلى مواضيع عدة لا سيما العلاقة بين الكاتب والناشر، نزاع أم تناسق الذي نشطه كل من عبد القادر جمعي والأزهر نهال وإسماعيل غومزيان، في حين ناقش كل من محمد ساري ومصطفى فاسي موضوع الكتابة والراهن العربي هذا فضلا عن اللقاء الذي نشطه الكاتب الحنون...