لطالما شكل فيضان وادي مكرة الذي يمتد على طول 130 كلم ويعبر 20 بلدية بسيدي بلعباس هاجسا كبيرا لدى المسؤولين و سكان الولاية الذين عانوا لسنوات طويلة من هيجانه وحصده للعديد من الارواح . بحيث يشكل هذا الوادي 25 نقطة سوداء وهو ما دفع السلطات إلى ضرورة احتواء الوضع وذلك بتسجيل مشاريع كبرى تتعلق بإعادة هيكلة الوادي من جديد وذلك بتوسيعه وإعادة تهيئة مجاريه وتسريحها وتنقيته وتحسين جريان المياه من أجل تفادي أخطار تسربها خارج مجراه ،والأكثر من ذلك تم وضع جهاز إنذار يعد الأول من نوعه على المستوى الوطني وهو الجهاز المتصل بنظام الاتصال اللاسلكي «جي أس أم» والذي من شأنه تسجيل معلومات ومراقبة ارتفاع منسوب مياه الوادي في الوقت المحدد وتحديد درجة الخطر من أجل اتخاذ الإجراءات الوقائية قبل حلول الكارثة. وإن قللت هذه الإنجازات من حجم الكوارث الطبيعية التي تنجم عن فيضان وادي مكرة إلا أنها لم تقض عليها نهائيا فلا تزال بعض المناطق تكابد الخسائر في الأرواح والممتلكات بسبب هيجان هذا الوادي النابع من بلدية رأس الماء جنوب الولاية بحيث شهدت الولاية خلال الأيام القليلة الماضية هلاك امرأة وإنقاذ 5 أشخاص من موت محقق اثر ارتفاع منسوب مياه الوادي ببلدية الضاية جنوبا ،بحيث تسببت امطار رعدية بعد لحظات من تساقطها على المنطقة في هيجان الوادي وتسلل مياهه إلى داخل المساكن وغمرت المياه جميع أحياء وشوارع البلدية التي تحولت في وقت قصير إلى مصب للمياه مما تسبب في عزل المنطقة قبل أن يتدخل عناصر الحماية المدنية لفك العزلة عن المنطقة. وغير بعيد عن هذا المكان كانت بلدية رأس الماء قد شهدت منذ حوالي سنتين فيضان وادي مكرة عند نقطة تلاقي واد سكرانة التابع لولاية تلمسان ووادي مكرة بمنطقة «القور» حيث أسفر عن ذلك وفاة شخص يبلغ من العمر 60 سنة والذي جرفته مياه الواد إلى غاية بلدية مولاي سليسن على بعد 30 كلم . وأمام هذا الوضع يتسائل سكان الولاية عن ما مدى نجاعة وأهمية جهاز الإنذار إن لم يقم بمهمته الأساسية ؟