- تكريم مميز لمجاهدات الجزائر أكد والي ولاية وهران السيد مولود شريفي أمس لدى حضوره «منتدى الجمهورية» حول مجاهدات الولاية الخامسة التاريخية أكد على حساسية موضوع إعادة كتابة تاريخ الثورة الجزائرية المظفرة داعيا المثقفين والمؤرخين ورجال الإعلام إلى إيلاء الاهتمام المطلوب لهذا الموضوع، مشدّدا في نفس الوقت على وجوب إقتداء شباب اليوم بالمسيرة المتميزة للمجاهدين والمجاهدات اللذين أعطوا زهرة شبابهم من أجل تحرير الجزائر من براثين الاستعمار، كما أثنى الوالي على مثل هذه المبادرات التاريخية التي تعتمدها جريدة «الجمهورية» مجدّدا دعوته إلى تشجيع مثل هذه اللقاءات التي تميط اللثام عن نضال وتضحيات نساء ورجال لم ينالوا حظهم من التعريف بهم وبمآثرهم. جمع «منتدى الجمهورية» مجاهدات بارزات بالولاية التاريخية الخامسة، نحن في غمرة الإحتفالات المخلدة للذكرى ال 63 لثورة الفاتح نوفمبر الخالدة، وكان اللقاء فرصة لتصفح صفحات حرب التحرير المشرقة، والوقوف على كفاح و نضال وتضحيات، حرائر الجزائر و سليلات جميلة بوحيرد، بغرب الوطن لاسيما بوهران، ممن سجلن حضورهن بقوة في هذه الندوة، للإدلاء بشهادتهن الحية، حول جهادهن ونضالهن في سبيل تحرير الوطن. واستعرض المؤرخ صادق بقادة، الذي نشط هذه الندوة، رفقة الكاتبة صاري فضيلة، أبرز المحطات التي بصمت المسار النضالي للمرأة الوهرانية، إبان حرب التحرير الوطني، ودورها الريادي والبطولي خلال الثورة، حيث كشف بقادة أن المرأة الوهرانية ولجت الساحة السياسية لأول مرة، حسب ما هو مدون في الأرشيف، بعد الحرب العالمية الثانية، أي بعد أحداث 8 ماي 1945، وقد برزت مع الحركة الوطنية، ومدرسة الفلاح لجمعية العلماء المسلمين، وأيضا الكشافة الإسلامية الجزائرية، عدة أسماء فاعلة، إجتماعيا وسياسيا، ومنهم نور الهدى، التي كان يشهد لها بنشاطها ونضالها المستميت منذ 1946. وأضاف المؤرخ بقادة أن أحداث أول ماي 1946 بوهران، التي شهدت بروز حركة من أجل المسجونين، كانت تضم أيضا فرعا نسويا، حيث سجلت المرأة الوهرانية فيه حضورها بقوة، من خلال انخراط جزائريات وأوروبيات، على غرار فاطمة مراني، التي كانت نائبة رئيس بلدية قديل في 1948، وكذا السيدة بن مرزوقي وبن علو وصبان وخرفي و نوار يامينة، والسيدة مزهودي ونميش وقادري وبن عمر وبن قادة خيرة، و أيضا السيدة رحال وسليمان وجميناس وكازيميل وماسيرا والسيدة سعدون علال والسيدة استر، وغيرهن ممن انجرطن في الحراك السياسي خلال حرب التحرير الوطني. كما عرج الأستاذ في مداخلته إلى سنة 1955، حيث ذكر بعض الأسماء التي أمضت على البيان الخاص بالنداء من أجل السلم في الجزائر، الذي حمل توقيعات جزائريين و فرنسيين على حد سواء، ومن النساء اللواتي وقعن على هذا البيان يقول المحاضر، نجد تهامي يمينة التي كانت قابلة، هذا فضلا عن أسماء كثيرة لمعلمات و مناضلات معروفات على الساحة آنذاك، وفي سياق متصل أشار المتحدث أن من بين النساء اللواتي مارسن النشاط الثوري، كانت هناك ممرضات، ممن تكون في مدرسة التمريض الفرنسية، أو بعيادة الدكتور الراحل نقاش سنة 1949، و كلهن التحقن بالجبال سنة 1956، على غرار المجاهدة قطاف التي حضرت هذه الندوة، و المجاهدة خيرة بن داود، التي لعبت دورا إنسانيا و وطنيا يشهد له على مر الزمن، باعتبار أنها جمعت عشرات يتامى مجاز خراطة و قالمة، و جاءت بهم إلى وهران رفقة ستي ولد قاضي، حيث تكفلتا بتربية هؤلاء الأطفال اليتامي، بمساعدة العديد من العائلات الوهرانية، كما ذكر أيضا المناضلة فضيل عباسية و الأخوات زوليخة و زهور بن قدور و زعلان يمينة و فطومة ولد بوعظمة، و الأخوات بن سليمان و غيرهن كثيرات، و كلهن سجن و تعرضن لأبشع التعذيب. و قد كان هذا اللقاء فرصة للتذكير بانجازات عدد من جميلات الجزائر، على غرار المجاهدة جميلة بوعزة و جميلة بوحيرد و جميلة بوباشا، التي ألفت محاميتها جزال حليمي مع الروائية سيمون دو بوفوار زوجة الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر، كتابا سنة 1961 يحمل عنوان "جميلة بوباشا"، هذه المجاهدة الرمز، التي رسمها الرسام العالمي بابلو بيكاسو، و تعاطف معها سياسيو و مثقفو العالم برمته.