عندما زارتنا جميلة بوحيرد "الجميلة" منذ أسابيع في مقر جريدة "الفجر" روت لنا حادثة وقعت لها مع أحد أعوان شرطة المرور في العاصمة منذ سنوات، هذا الشرطي الذي اتهمها بانتحال شخصية الغير، عندما طلب منها وثائقها لما أوقفها في حاجز مروري وهي تقود سيارتها، ولما نظر إلى الوثائق قال لها يا سيدتي أنت تنتحلين شخصية جميلة بوحيرد، التي استشهدت إبان الثورة التحريرية ! نعم يا بني - قالت - أنا جميلة لكني لم يحصل لي شرف الشهادة، أعطيني يا ابني أوراقي الله يسترك••• ربما يكون هذا الشرطي معذورا، عندما اتهم المجاهدة الرمز جميلة بانتحال شخصية.. واللوم على القائمين على الشأن الثقافي بعد الإستقلال، الذين عمدوا الى إغفال دور المرأة في ثورة التحرير، وسدوا أمامهن كل المنافذ إلى الرأي العام، وإلى المناصب، والمشاركة في الحياة السياسية والإجتماعية للبلاد• وجميلة واحدة منهن، وباية حسين أصغر محكوم عليها بالإعدام في معركة الجزائر، توفيت في ماي 2000 في صمت تام، ولم يقرأ واحد من الرسميين كلمة تأبين على قبرها• وحتى لا يستمر هذا التعتيم حول دور النساء في الثورة والحركة والوطنية، وحتى لا نخطئ ونظن أن جميلة بوحيرد ماتت شهيدة، وكذلك جميلة بوباشا المجاهدة التي خلدتها جيزال حليمي محاميتها أثناء الثورة في كتاب قيم، نظمت الزميلة نعمة عباس مديرة "أوريزون" بمناسبة الثامن مارس حفلا كرمت فيه المحكوم عليهن بالإعدام أثناء الثورة، فكانت لحظات مؤثرة، ونحن نلتقي المجاهدة جاكلين قروج التي لم تعد تقو على السير، وجوهر أكرور، وغيرهن من المجاهدات اللواتي زرعن الرعب في أوساط المعمرين• وحتى لا ننسى، واعترافا منا بدورهن في تحريرنا وفي إعطائنا فرصة للحياة الكريمة، جاء هذا التكريم الذي أرادت به مديرة أوريزون أن يكون مساهمة ولو بسيطة في كتابة صفحات من تاريخنا المشرق•