يواصل المتحف الجهوي للمجاهدين الواقع بأعالي هضبة "لالا ستي" بتلمسان جمع الشهادات من المجاهدين لدعم متاحف الولاية الخامسة و استرجاع حوالي 60 وثيقة و 283 صورة أصلية و مستنسخة وتسجيل أزيد 167 شهادة في ظرف سنة حيث تسارع إدارة المتحف الزمن لتسجيل اكبر عدد من الشهادات الحية من أفواه صانعي الثورة الجزائرية لأن الموت يغيّب الكثير منهم و ينبغي نقل الأحداث التاريخية للأجيال الصاعدة من مصدر حي يحمل مراحل النضال عن كثب لاستغلالها كمادة علمية تتضمن حقائق من وحي الذاكرة الجماعية و هذا ما يتم التكثيف منه بتسخير الإمكانيات المادية و المعنوية و البشرية التي تتابع مجريات النقل المباشر على لسان المجاهدين ب13 ولاية إدارية منضوية تحت جناح هذا المرفق الحساس للتاريخ طبقا لتعليمات وزارة المجاهدين الرامية لحفظ المجد المديد لحرب التحرير من لدن المناضلين المسبلين الذين لا يزالون على قيد الحياة من خلال استمرارية إطلاق إعلانات مباشرة عبر أثير إذاعات ذات الولايات لدعوة الأفداد ممن يتمتعون بالصحة لعرض أقوالهم و الإدلاء بشهاداتهم وفقا للتخصصات المختلفة التي خلقتها الثورة لإنجاح الإستقلال الوطني للجزائر . فالمتحف الجهوي للمجاهدين يسهر على توفير الشهادات و الأشياء التي كانت تستعمل إبان حرب التحرير وكذلك الوثائق و الإصدارات لعرض الحياة النضالية للجزائريين الذين ذادوا عن حرية و سيادة البلاد بمعرفة محدودة أتت أكلها من شتى الجوانب السياسية و العسكرية و المتصفح لهذا الهيكل الملم بجميع العناصر الحية للحرب يمكنه العودة بمخيلته إلى الوراء و يتمعن في كيفية إخراج الوطن من براثن الاستعمار الفرنسي و التي يلتمسه زائر المتحف و ما يضمه من زاد خلفته وطنية مجاهدينا الأحرار و المتمثل في المعلومة القولية و الوثائقية المستوحاة من الذاكرة الشعبية التي يسعى في شأنها مسيري المتحف لجمعها و دعم المتاحف الولائية التي تشمل الولاية الخامسة خاصة تلك المتواجدة بتلمسان و عين تموشنت و سيدي بلعباس ووهران و مستغانم و معسكر و غليزان و سعيدة و كذا النعامة و بشار و البيض و أدرار و تندوف كونها ارتقت من ملحقات فرعية إلى متحف ولائي و تنتظر نصيبها من الشهادات لأرشفتها و تقريب الطلبة و الباحثين من مضمونها التاريخي وهو ما تقوم به الإدارة الجهوية عن طريق المجهودات الكبيرة التي توليها للمجاهدين في دعوتهم و استقبالهم بالنسبة للقادرين على التنقل إلى تلمسان أما المرضى و المقعدون فقد تم تخصيص فريق يتوجه نحوهم لتسجيل شهاداتهم حسبما علم من الأستاذ يحي حماة المدير الجهوي لمتاحف الولاية الخامسة مؤكدا أن عملية جمع الشهادات تجري باتصالهم بالمجاهدين وقف بطاقية تم إعدادها لتنظيم التسجيل حسب السنوات ليتسنى للمتحف توظيفها في المناسبات الوطنية . و تم تسجيل في هذا المنوال عدد معتبر من الشهادات أثناء السنة الجارية ففاقت 167 شهادة ما يمثل 93 ساعة من التسجيل و من بينها 18 شهادة من تلمسان . كما استرجع المتحف في نفس الفترة حوالي 60 وثيقة تاريخية منها 29 أصلية و 23 مستنسخة وتم العثور على 55 صورة فردية و جماعية أصلية و ما يفوق 228 أخرى مستنسخة لمجاهدين و شهداء وما أكثرهم ممن تبين أنهم وحيدون ليس لهم أهل حسب جرد رسمي بالإضافة ل201 مادة متحفية من الأغراض المستغلة في الحرب و أضاف المسؤول أن الدور الذي يفعّلونه في الجمع و تحيين الأقوال يدفعهم لنشر التاريخ بالصوت و الصورة .