يسجل نقص فادح في عدد الأقسام المخصصة لأطفال التريزوميا عبر مختلف البلديات حيث لا يتجاوز عددها بالولاية 18 فوجا موزعا على 10 مؤسسات تربوية من بين ازيد من 300 مدرسة و هو ما يعتبر غير كاف نهائيا ولذلك فإن المسجلين بهذه الأقسام محظوظين مقارنة ببقية الأطفال الموجودين في نفس الوضع و هو ما صرح به لنا السيد محمود من حي اللوز ولي تلميذ تريزومي يدرس بمدرسة بن بولعيد بحي العثمانية و التي يتوفر بها قسم مخصص لهذه الفئة حيث قال أن ظروفه تسمح له بنقل ابنه يوميا لهذه المدرسة غير أن اولياء آخرين قد يتعذر عليهم ذلك لبعد المدارس المخصصة لهؤلاء الأطفال كونها غير متوفرة بالعدد الكافي و من ثمة فإن الحاجة ملحة لتعميم تدريس أطفال التريزوميا لاسيما و أنهم يتعلمون و يتميزون بحب الاكتشاف كما أن تدريسهم يساعدهم في التأقلم و العيش بسهولة و هو الأمر الذي لطالما دعت إليه الكثير من الجمعيات و ممثلي المجلس الشعبي الولائي و هو ما تمت الإشارة إليه خلال في آخر اجتماع خصص بالولاية للدخول المدرسي الحالي تم من خلاله طرح مشكل عدم توفر العدد الكافي للمختصين القادرين على تعليم هذه الفئة حيث أن خلق أقسام جديدة يتم فعلا إنما بمعدل يبقى غير كافي كون المؤطرين لا يتوفرون لاسيما و أن الحاجة لهم موزعة بين تشغيلهم بالأقسام المفتوحة بالمدارس العادية و بين مراكز المتابعة المفتوحة لهم خصيصا بمختلف الولايات لتبقى معاناة هذه الفئة يتحملها أكثر الأولياء إما بعدم تعليم أبنائهم أو بتحمل مشقة نقلهم نحو مدارس بعيدة إن وجد مقعدا خاص لهذه الفئة علما ان عدد أطفال التريزومي بولاية وهران المتمدرسين يقدر ب 168 تلميذ . كما أشار أولياء هؤلاء الأطفال ممن حاورناهم إلى نقص التكفل المادي و النفسي بهذه الفئة لاسيما فيما يتعلق بنقص المختصين في تصحيح النطق و المشرفين على التوجيه تفاديا لبعض السلوكات العدائية غير إرادية التي قد تصدر عن هؤلاء الأطفال كما أن تأهيلهم النفسي يساعد على تسهيل إدماجهم بتمكينهم من المهارات والحركات و الاتصال الجيد بالغير و هذا كله بتدخل عائلات الأطفال . كما أن عدد الجمعيات المهتمة بهذه الفئة يبقى قليل و إن كان بعضها يؤدي دورا جيدا مقارنة مع محدودية إمكانياتها المادية و البشرية