أكد أعضاء جمعية “نعمة ت 21”، أول أمس، بمناسبة اليوم العالمي للتريزوميا 21، من خلال النشاطات التي نظمت بهذه المناسبة، أن الطفل التريزومي يملك قدرات كغيره من الأطفال، لكنه يتطلب صبرا ورعاية خاصة حتى يتمكن من إثبات ذاته. تمكنت جمعية “نعمة ت 21” التي تعتبر حديثة النشأة من إدماج 11 طفلا تريزوميا مدرسيا عن طريق تخصيص قسم خاص بهم في ابتدائية محمد عزون ببلوزداد، كما تعمل “نعمة ت 21” على مد يد المساعدة الطبية والنفسية لهؤلاء، بالإضافة إلى تكوين الأولياء في كيفية التعامل مع هذه الشريحة. التريزومي ليس مريضا عقليا ولا معاقا بنسبة 100 بالمائة في السياق، أكد رئيس الجمعية الدكتور زنتار سالم أن هذا المرض هو عبارة عن خلل في انقسام الكروموزوم رقم 21، ما ينتج عنه ثلاثة كروماتيدات بدل اثنين في الحالات الطبيعية، وهو ليس مرضا معديا على خلاف ما يعتقده البعض. وأوضح أن “الطفل التريزومي ينمو كبقية الأطفال وله نفس حظوظ الأطفال العاديين في الحياة، ولا يجب أن يتم عزله عن باقي أفراد المجتمع”. وأضاف الدكتور زنتار أن التريزومي ليس مريضا عقليا ولا يمكن اعتباره أيضا معاقا بنسبة 100 بالمائة، فهو طفل يمكنه التعلم والاستيعاب وإن عانى من بطىء في الكلام والمشي فهو يملك قدرات إيجابية كبيرة يمكن التكفل بها وتطويرها. وبخصوص مرض متلازمة داون أو التريزوميا 21، وما هو معروف عند العامة ب”المنغوليين” نظرا للشبه الجلي بسكان منغوليا، أكدت عليوان رفيدة، إدارية وعضو بالجمعية أن هناك عدة تريزوميين في العالم أصبحوا مشاهير في عدة مجالات، وهذا يؤكد أن الطفل التريزومي يملك طاقات يمكن استغلالها، وهو الشيء الذي يتحقق بدمجهم مع المجتمع” . وأوضحت محدثتنا أن هذا اليوم يعتبر يوم الطفل التريزومي، وقد نظمت الجمعية يوما كاملا من أجله، حيث نظمت الجمعية جولة إلى حديقة التجارب بالحامة، أين قام الأطفال بغرس شجرة لم يفوتوا الاحتفال بهذا اليوم المصادف أيضا لعيد الشجرة، أين ستكون هذه الشجرة رمزا لغد أفضل لهذه الفئة التي لاتزال تعاني التهميش. كما خصصت عرضا علميا تعريفيا للمرض وطريقة تطوره على المستوى الخلوي، والمستوى الظاهري للشخص التريزومي، وكذا عرض الصور والرسومات ومختلف نشاطات الأطفال، وكذا أشغال يدوية قام بصنعها الأطفال. وصاحب ذلك حفل موسيقي بساحة المركز الثقافي الذي تجاوب معه مختلف الأطفال، بالإضافة إلى حضور المهرج الذي طلب منهم أداء بعض الحركات التي استوعبوها بسهولة وتفاعلوا معها بشكل إيجابي. مختصون يؤكدون على ضرورة معاملتهم كباقي الأطفال خصصت الجمعية جلسة نفسية لمختصين نفسانيين مع أولياء الأطفال التريزوميين، من أجل تحسين كيفية التعامل مع الطفل التريزومي، حيث أكد الدكتور زنتار أنه من أجل النجاح في التعامل مع الطفل التريزومي لابد من الصبر، فما يتعلمه الطفل العادي في 5 دقائق يتعلمه الطفل التريزومي في 5 أيام. كما أكد على ضرورة تعليميهم كيفية تقبل الذات واختلافهم عن الآخرين. في السياق، أكدت النفسانية العيادية هرموش أمينة، على ضرورة تنشئة هؤلاء الأطفال على تقدير الذات وشددت على أهمية تنمية التواصل معهم في العائلة. ومن جهتها، أوضحت فارز أمال، المختصة في الأرطوفونيا، على ضرورة معاملة الطفل بطريقة عادية وتجنب الدلال الزائد مع ضرورة معاملته كأخوته العاديين. ومن جانبها عرضت سمية بوبكر، معلمة القسم الخاص لأطفال التريزوميا بمدرسة محمد عزون، نتائج الأطفال المدرسية، أين تحصل أحد التلاميذ على معدل 9 من 10، وقالت أنها نتائج أيجابية جدا. وأوضحت أن هذه الشريحة تحتاج إلى تكفل خاص إلا أن غياب برنامج مدرسي واضح لهذه الفئة يشكل عائقا في التواصل معهم . أولياء يطالبون بتعميم تمدرس المصابين بالتريزوميا من جهتهم يطالب أولياء المصابين بالتريزوميا بتعميم التمدرس في مختلف المناطق وليس في جهات معينة فقط، مؤكدين على ضرورة المساعدة المادية لهذه الشريحة، وكذا ضرورة فتح ثقافة تقاسم دور الرعاية داخل الأسرة من طرف الزوجين وليس المرأة وحدها من تتكفل بابنها، خصوصا أن الكثير من النساء يطلّقن بسبب إنجاب لطفل تريزومي.