لا يختلف إثنان أن دور المنشآت الرياضية جد مهم في تطوير الرياضة ،وإنجاب المواهب الشابة خاصة في مجال كرة القدم التي ترتكز بالدرجة الأولى على وجود ملاعب ذات معايير عالمية ، وفي ظل غياب هذه البنيات التحتية لا يمكن للرياضة أن تتقدم إلى الأمام وهو المشكل العويص الذي أضحت تعاني منه جل مناطق الوطن بما فيها تلك التي أنجبت في الزمن الذهبي عدة لاعبين رسموا أسمائهم بأحرف من ذهب على غرار الفرق التلمسانية التي بدأ صيتها يتلاشى مع مرور السنين والدليل ما تعانيه الفرق التلمسانية على غرار الوداد الذي أرجع الكثير من التقنيين والمتتبعين معاناته إلى نقص الإمكانيات المادية وعلى رأسها نقص الهياكل الرياضية التي حدت من بروز المواهب وهو ما أثر جليا على النادي وجعله يتخبط ، مثلما هو عليه الحال هذا الموسم خاصة بعد غلق مركب العقيد لطفي وتحول الفريق لاستقبال منافسيه بملعب الإخوة زرقة مما صعب نوعا ما من مهمة أشبال خريس أمام المنافسين الذين يخدمهم ضيق الملعب في تطبيق الخطط الدفاعية ،زيادة على هذا فإن مدرجاته أضحت لا تكفي لجميع أنصار الزرقاء الذين ينتظرون بفارغ الصبر العودة إلى مدرجات مركب العقيد لطفي عقب انتهاء الأشغال الجارية به منذ شهر ماي الفارط بأمر من والي ولاية تلمسان السيد بن يعيش الذي قرر تحويل أرضيته إلى عشب اصطناعي من الجيل الأخير عقب تأكيد التقارير المنجزة من طرف التقنين والمهندسين أن إعادة زراعته بالعشب الطبيعي مستحيلة بسبب التربة غير الصالحة وكذلك نقص الإمكانيات المتطلبة للعناية به ومتابعته طيلة أطوار الموسم، إذ من المنتظر جدا أن يتم تسليمه قبل نهاية شهر ديسمبر المقبل مثلما علم لدى مديرية الشبيبة والرياضة ،مع العلم ان المقاولة المكلفة بإنجاز الأشغال قد انطلقت في وضع العشب الاصطناعي بحر الاسبوع الفارط وذلك عقب عمليات التزفيت،في انتظار إعادة تهيئة المضمار الذي تضرر بفعل الأشغال ،حيث كشفت مصادرنا أن الهيئات المختصة قد رصدت غلافا إضافيا يقدر ب 7 ملايير سنتيم لإعادة التهيئة الخاصة بجوانب الملعب ،ودكة البدلاء ،وغرف تغيير الملابس وكذا المدرجات التي تم صبغها. وحتى إن كانت أسرة فريق وداد تلمسان تترقب انتهاء أشغال إعادة زرع أرضية ميدان مركب العقيد لطفي بالعشب الاصطناعي وذلك وفقا للمهلة المحددة لتسليم المشروع والتي من الممكن أن تنتهي قبل انطلاق مرحلة الإياب ،وهو ما يتمناه الجميع بفارغ الصبر من أجل عودة الوداد للاستقبال به بالنظر إلى المعايير التي يمتلكها والتي تسمح للفريق باللعب بأريحية خاصة من ناحية طاقة استيعاب مدرجاته التي تقدر ب 25 ألف مناصر ،أو أرضيته التي كانت فأل خير على الفريق في الموسم الماضي حين حقق فوقها أشبال خريس العودة للرابطة الاحترافية الثانية مثلما كان عليه الأمر في موسم 2008 حين حقق النادي عودته إلى الرابطة الاحترافية الأولى فوق الملعب نفسه ،إلا أن قرار تحويل الأرضية من العشب الطبيعي إلى العشب الإصطناعي لم يلق الإجماع من طرف التقنيين التلمسانيين الذين اعتبروا أن هذه الخطوة بمثابة هدم البناء القاعدي للكرة بالولاية وذلك لعدة أسباب في مقدمتها تضييق الخناق على المواهب وإقصاء الكثير منها ،لأن العشب الإصطناعي من بين العوامل المؤدية إلى كثرة الإصابات عند اللاعبين ، مؤكدين أن الشيء الذي ينقص ملاعبنا الجزائرية هو الصيانة والاهتمام حتى تصبح ذات معايير عالمية ، وفي مقابل ذلك فإن المختصين والعارفين بخبايا ملعب العقيد أكدوا أن تحويل الأرضية إلى "الطارطون" أمر محتوم لأن الإبقاء على العشب الطبيعي أضحى أمرا مستحيلا في ظل عدم توفر الإمكانيات المادية والوسائل البشرية ووسائل الصيانة خاصة وانها مكلفة بما أن العشب أو الأدوية الخاصة به يتم استيرادها زد على ذلك أن وجود أرضيات ذات مقاييس عالمية تتطلب وجود كفاءات تتابع عمليات الصيانة بشكل دائم.