أصدر المعهد العالي العربي للترجمة كتابا تراثيا فنيا تحت عنوان "نور على نور" يتضمن العديد من القيم الأخلاقية تتقاسمها الإنسانية على اختلاف مشاربها جاءت بها نصوصا قرآنية. ومن بين هذه القيم الأخلاقية التي يتناولها هذا الاصدار الإحسان و التسامح و العدل و السلم و العمل و المساواة والمحبة والكرم والوفاء بالعهد والاخوة حسب ما أوضحه اعضاء المجلس الأعلى العالي العربي للترجمة أول أمس في ندوة صحفية بالجزائر العاصمة. ويأتي الكتاب على شكل صندوق فاخر يحتوي على جزأين يتكون الجزء الأول الفني من 31 مطوية خصصت الأولى لسورة "الفاتحة". وتتالف سائر المطويات من ثلاث صفحات متصلة حيث ترد في الصفحة الأولى لوحة زخرفية منمنمة تشغل كامل المساحة ويرد في الصفحة الثانية التي تتوسط المطوية النص القرآني محاطا بزخارف مستوحاة من لوحة الصفحة الأولى . أما الصفحة الثالثة فتحتوي على ترجمة النص القرآني الوارد في الصفحة الوسطى إلى خمس لغات (الإنجليزية والإسبانية والفرنسية و الألمانية و الإيطالية). أما الجزء الثاني فهو عبارة عن كتاب ملحق يتضمن عددا من النصوص تبرز الجوانب الفنية والفكرية للموضوع بقلم مختصين كبار في ميدان الدراسات والفنون العربية الإسلامية بالإضافة إلى مقدمة بقلم الأمين العام لجامعة الدول العربية و توطئة بقلم المدير العام للمعهد العالي العربي للترجمة. ويحفظ هذان الجزءان في الصندوق المذكور أعلاه بطريقة تسمح بتصفح الكتاب والمطويات بسهولة. ويعد الكتاب ثمرة تعاون عدة دول عربية و عملا هاما يقدم للثقافة العربية حسبما اكده الدكتو ممدوح محمد الموصلي ممثل الامانة العامة للجامعة العربية بمجلس المعهد العالي العربي للترجمة. وبخصوص توزيع الكتاب يقول السيد الموصلي انه سوف يتم الاتفاق مع إحدى مؤسسات النشر و التوزيع التي تعمل في العالم العربي و اوروبا و حتى آسيا بهدف انتشار الكتاب بشكل واسع. وكانت الدكتور أنعام بيوض المديرة العامة للمعهد العالي العربي للترجمة قد قدمت عرضا مفصلا عن إنجازات المعهد ومشاريعه الثقافية وكذا اهدافه ومنها إعداد مترجمين أكفاء وتاصيل الترجمة الصحيحة و نشر الترجمات الثقافة العربية. كما أبدا عدد من أعضاء المجلس الأعلى للمعهد تفاؤلهم بمستقبل هذه المؤسسة رغم الإمكانيات والوسائل المادية المحدودة لها مشيرين إلى ضرورة التعاون العربي والتنسيق الثقافي والعلمي خاصة فيما يخص توحيد المصطلح العلمي والحاجة إلى ببليوغرافيا. الجدير بالذكر انه ستعقد لقاء ثقافيا خلال سنة 2011 سيعمل على ايجاد حلول للمشاكل التي تواجهها حركة الترجمة في العالم العربي و تطويرها.