كانت ومازالت قضية القدس، والقضية الفلسطينية، ملف كل الضمائر الحرة في كل أنحاء العالم، لما تربطهم بها ومن وشائج وقيم إنسانية، تجعل دائما المطالبة بنصرة الفلسطينيين وإنصافهم من أولويات الأجندات السياسية فالفلسطينيون، ناضلوا وما زالوا، مستميتين في الدفاع عن حقوقهم المشروعة، لأنهم يواجهون احتلال استيطاني، عنصري ، إجرامي زرع عنوة في صدر الأمة العربية (...) لكن قرار ترامب الجائر، بتحويل سفارة بلاده الى القدسالمحتلة، استنفر كل محبي العدل، والحق والمناصرين للقضية حتى وإن عارضت الجمعية العامة للأمم المتحدة، القرار ، فإن الهبة دلت على أن ضمير الشعوب الحرة ما زال حيا لكن حال القدس، يستدعي الرثاء على حال الأمة العربية، والإسلامية، من صراعاتها البينية، و تشابك مصالحها الإستراتيجية المرتبطة مع الغرب، من ولايات متحدة أمريكية، وبريطانيا، وحتى الكيان الصهيوني، المهم أن بؤر التوتر العربية في اليمن، وسوريا ولبنان (القلاقل التي يعرفها بين الفينة والأخرى) وإنقسام السودان الى جمهوريتين كلها عوامل تزيد في إثخان الجراح الغائرة وإضعاف الموقف العربي الموحد أمام الهيآت الدولية، التي من المفروض أن يلجوها متحدين كالبنيان المرصوص وليسوا كالعدو المدسوس في ثنايا الخطابات.