تشهد كرة القدم الإفريقية إجراء أحد أسوأ الدورات النهائية لكأس الأمم عبر تاريخها بسبب غياب منتخبات عريقة في القارة السمراء عن دورة الغابون وغينيا الاستوائية، وذلك راجع للنظام الذي اعتمدته الإتحادية الإفريقية لكرة القدم في التأهل... إن كان بلوغ المنتخبات المتصدرة مجموعاتها لنهائيات كأس إفريقيا أمرا مفروغا فيه، فإنّ ما خلف الإستياء لدى الكثيرين وتسبب في غياب منتخبات ذات صيت كبير، يرجع إلى اعتماد تأهل أفضل منتخبين يحتلا المركز الثاني في مجموعتهما بنظام عشوائي وهو عدد النقاط بخصم أيضا الحصيلة أمام المنتخب الذي تذيل ترتيب المجموعة. التأهل في أوروبا بنظام الملحق وهو الأنسب عكس نظام القارة السمراء، يعتمد الإتحاد الأوروبي لكرة القدم على طريقة عادلة لجميع المنتخبات لتحديد بقية المتأهلين لكأس الأمم الأوروبية بعد نهاية مباريات التصفيات، حيث تتنافس المنتخبات التي تحتل المراكز الثانية في ملحق في شكل مباريات فاصلة، وإن نظرنا إلى نظام التأهل إلى "أورو 2012"، نرى أن 9 منتخبات الأولى في مجموعتها تتأهل مباشرة، فيما يتأهل أحسن منتخب من بين أصحاب المراكز الثانية في 9 مجموعات، لتبقى 8 منتخبات أخرى تتبارى فيما بينها في لقاءات فاصلة تحددها القرعة وتلتحق 4 منتخبات أخرى ببقية المتأهلين إضافة إلى البلدين المنظمين بولونيا وأوكرانيا ويصبح العدد 16 منتخبا. الخاسر الأكبر هي إفريقيا وغياب نيجيريا، الكامرون، مصر، جنوب إفريقيا، الجزائر يجبر "الكاف" على إعادة حساباتها خروج منتخبات معروفة وكان لها شرف التتويج بالكأس الإفريقية في مرات سابقة مثل نيجيريا، الكامرون ومصر بطلة إفريقيا في آخر 3 مناسبات، إضافة إلى جنوب إفريقيا وأيضا الجزائر التي تحتاج لمعجزة للتأهل، ما هو سوى خسارة كبيرة للكرة الإفريقية وعشاقها الذين لن يروا نجوم القارة السمراء في الدورة القادمة، كما ستجبر الإتحادية الإفريقية لكرة القدم دون شك على إعادة حساباتها في قادم الاستحقاقات، لأن هذا النظام ليس عادلا لجميع الأطراف. الدورة المقبلة ستكون الأضعف منذ سنوات ونجوم كبار غائبون إذا نظرنا إلى غياب هذا الكم الهائل من المنتخبات المعروفة، فمن دون شك سننتظر أن تكون النسخة القادمة من كأس الأمم الإفريقية هي الأضعف طيلة السنوات الماضية، لأنها أيضا ستعرف غياب نجوم معروفين على الساحة الإفريقية مثل الكاميروني صامويل إيتو ومواطنه ألكساندر سونغ لاعب أرسنال إلى جانب نجوم نيجيريا على غرار تاي تايوو مدافع ميلان وجون أوبي ميكال نجم تشيلزي أو المصري أبو تريكة والجنوب إفريقي ستيفن بينار وحتى نجوم "الخضر" أمثال بودبوز والبقية.