صباح أول أمس بمنزل إبنته وصهره قاسم عبدان القاطنين بشارع الصومام بوهران هذا الأمر إن دل على شيء فإنما يدل على المكانة التي ما زال يحظى بها عمي بوشعيب لدى جميع الجزائريين الذين لأوا فيه ذلك الرمز الخالد والزعيم الوطني الذي ضحى بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة وبعد مواراته الثرى ألقي على مسامع الحاضرين كلمة تأبينية تم من خلالها التذكير بالمسار النضالي الطويل للمجاهد بلحاج بوشعيب المدعو أحمد وكيف أنه إستطاع تدريب العديد من الشباب الجزائري الذي إلتحق بالثورة بعد تفجيرها في الفاتح نوفمبر من 1954 بل وحتى مشاركته البطولية والأسطورية في السطو على مركز بريد وهران في أفريل من سنة 1949 ونشاطه النوعي في الولاية الرابعة التاريخية إلى أن ألقي عليه القبض في سنة 1955 بعد إشتباكات مع الإستدمار الفرنسي والتي إنتهت بإستشهاد البطل سويداني بوجمعة وقد شيع ظهيرة أمس جثمان الفقيد والمجاهد التاريخي الكبير أحمد بوشعيب بمقبرة عين تموشنت في جو جنائزي مهيب سيبقى خالدا إلى أبد الأبدين وقد حضر جنازة المرحوم العديد من الوزارء ورفقاء الدرب والمسؤولين السياسيين والعسكريين، حيث أبووا إلا أن يلقوا عليه نظرة الوداع الأخيرة عرفانا بما قدمه من تضحيات جسام لهذا الوطن المفذى وقد سادت أثناء مراسم الدفن أجواء لا يمكن وصفها من الحزن والأسى خصوصا وأن الجزائر فقدت ثوريا عظيما كان من بين صناع تاريخ بلادنا الملحمي وأحد مفجري الثورة التحريرية المباركة وقد أكد العديد من المجاهدين الذين حاورناهم أمس أن بوشعيب كان ورغم عظمته إنسانا متواضعا لا يحب البروز والظهور بين الناس هذا الأمر لاحظناه صراحة بمقبرة عين تموشنت التي كانت أثناء عملية الدفن ممتلئة عن آخرها، حيث جاء الجميع ومن معظم ولايات الوطن لحضور جنازة الفقيد الذي توفي صرح بعدها وزير المجاهدين السيد شريف عباس على هامش مراسم الدفن بأن الفقيد بوشعيب كان قدوة حسنة وزعيما محنكا سيبقى رمزا خالدا لجميع الجزائريين قاطية وأضاف الوزير بأن المرحوم »رحل عنا ونحن على أبواب الإحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين لعيد الإستقلال وأنه رحل عنا وهو مرتاح البال مثله مثل باقي الشهداء والمجاهدين، لا سيما وأنهم إستطاعوا أن يحققوا الهدف والغاية والوسيلة وأن ينام هنيئا مطمئنا لأن أبناء وبنات الجزائر على العهد باقون وعلى الأمانة لحافظون« هذا وقد أقيمت صلاة الجنازة على روح المرحوم الطاهرة في مسجد طلحة بن عبيد الله بولاية عين تموشنت بحضور العديد من المجاهدين والمواطنين الذين توافدوا بكثرة لأداء صلاة الجنازة عليه وقبلها ومباشرة بعد نقله من وهران إلى مقبرة عين تموشنت رافقت عملية إخراج نعش الفقيد سي بوشعيب من منزله في شارع الصومام زغاريد »الفرحة« من قبل النسوة اللائي إعتبرنه عريس الجزائر القوية العزيزة برجالها الأشاوس لأ العظام لا يستحقون إلا مثل هذه الوقفات الشامخة فبالرغم من أن بلادنا فقد زعيما ثوريا كبيرا وأحد الفاعلين الأبطال في مجموعة ال 22 التاريخية إلا أنها ربحت رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه بلغوا الرسالة وأدوا الأمانة وما على الشباب إلا حمل المشعل ومواصلة الكفاح المستميت والجهاد الأكبر بعدما أدى أسلافنا وبنجاح جهادهم الأصغر . وتجدر الإشارة أن من بين الوفود الحاضرة وزير المجاهدين الشريف عباس ووزير الصحة جمال ولد عباس ووزير العمل طيب لوح ووزير الإتصال ناصر مهل ونائب الوزير الأول يزيد زرهوني وقائد الناحية العسكرية الثانية سعيد باي ووالي وهران ووالي معسكر والناطق الرسمي للأرندي ميلود شرفي وبقية ممثلي الأحزاب والمنظمات