تشهد بلدية بوڤيراط التابعة لولاية مستغانم، حركة ونشاط غير عاديين، وذلك نظرا لكونها منطقة فلاحية محض، إذ تعتبر الفلاحة أهم عنصر ترتكز عليه المنطقة، وذلك نتيجة توفرها على كل الشروط الملائمة لذلك، والتي تسمح لبوڤيراط أن تكون بلدية فلاحية محض، تتكل على منتوجاتها معظم الولايات الموزعة عبر التراب الوطني، وبالرغم من أن القطاع الفلاحي يعتبر رئة هذه البلدية إلا أن ذلك لم يسمح لها بأن تولي إهتماما بالتنمية عبر مختلف المجالات الأخرى بما فيها قطاع السكن، الصحة، التعليم، الأشغال العمومية.. إلى غير ذلك من القطاعات الأخرى، وهو الأمر الذي دفع بجريدة »الجمهورية« لتسليط الضوء على بلدية بوڤيراط، التي خصصنا مجالا للتحدث عنها على لسان رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية بوڤيراط السيد ولد الشارف محمد، الذي كان في السابق نائبا ثالثا ضمن تشكيلة المجلس، ليتم إنتخابه بعد ذلك رئيسا للبلدية. هذا هو إذن نص الحوار الذي أجريناه مع المسؤول الأول عن بلدية بوڤيراط المستغانمية: الجمهورية: بادىء ذي بدء، نرحب بكم سيدي على صفحات جريدتنا؟ - رئيس م.ش.ب: شكرا، أنا من عليه أن يرحب بكم وبجريدتكم المحترمة، هنا ببلدية بوڤيراط وأتمنى أن نفيدكم بالمعلومات التي سنقدمها إليكم. الجمهورية: نعلم بأن بلدية بوڤيراط منطقة فلاحية محض، فهل استطاعت أن تزاوج بين طابعها الفلاحي والتنموي، وبلغة أخرى هل استطعتم من خلال عهدتكم أن تخرجوا هذه البلدية من عزلتها؟ - رئيس م.ش.ب: إن بلدية بوڤيراط وكباقي بلديات الولاية، إستفادت من عدة مشاريع وذلك على مستوى كل القطاعات، وبخصوص قطاع الريّ الذي يعتبر أهم عنصر في المجال الفلاحي، فهو يرهن تطور الفلاحة، وذلك لأن الفلاحين أضحوا في الوقت الراهن يعانون من جراء النقص الكبير الذي يسجلونه من حيث المياه الجوفية، فالأراضي الفلاحية بتربتها الخصبة موجودة، إلا أن المياه غائبة، وليكن في علمكم أن بلديتنا تمتاز بانتاج الحمضيات، هذه الأخيرة التي تحتاج إلى كمية كبيرة من المياه، هذا فضلا عن أشجار الزيتون.. ومن خلالكم أناشد السلطات العليا لا سيما منهم المسؤولين عن قطاع الري للتدخل العاجل لحلّ هذا المشكل العويص الذي يقف أمامهم، فسكان البلدية يشربون حاليا من مشروع تحلية مياه البحر، بالإضافة إلى تزويدهم من مشروع »الماو«.. أما الفلاحين فلديهم مصدر واحد ووحيد يستفيدون منه والمتمثل في الآبار، ومن المفترض أن تموّلهم السلطات من مشروع الماو وتحلية مياه البحر، ويتم وضع لهم عدادات وهذا حتى يتمّ ضمان بقائهم بأراضيهم، وهذا لكون الفلاحين سئموا من غياب هذه المادة الحيوية التي ترهن نشاطهم، لأنهم وحتى إن تم الترخيص لهم بحفر الآبار، فإنهم لا يتحصلون على مرادهم، وبالتالي لو تمّ تخصيص إلتفاتة لهذا الجانب فسيكون هنالك حتما توازن بين قطاع الفلاحة والتنمية المحلية، لأن الفلاح أصبح يستفيد من جميع البرامج التنموية بما فيها السكن الريفي، الطرقات، فضلا عن المياه الصالحة للشرب، ولكي نثبت الفلاح في أرضه علينا أن نوفر له كل الإمكانيات بما فيها العنصر الرئيسي المتمثل في المياه، وبهذا سنحلّ أكبر مشكل وما ينجرّ عنه من ظواهر أهمها البطالة، وأنبهكم أن مدير الري أعد تقريرا مفصّلا عن الوضعية وقام بإرساله إلى الوزارة المعنية، وإن شاء الله ستكون هنالك إستجابة. الجمهورية: وهل من مشاريع تنموية لتغطية جميع احتياجات سكان البلدية، فيما يخص التزويد بالمياه الصالحة للشرب؟ - رئيس م.ش.ب: قبل أن أشرف على ترؤس بلدية بوڤيراط كان كلّ دوّار يموّل لوحده، بحيث كان كل دوّار يضم خزان مائي واحد، إلا أن هذا الخزان لما يجفّ فإن الدوار بأكمله يبقى بدون ماء، ومن خلال ذلك تم التوصل إلى حلّ هام والمتمثل في وضع مخطط مديري، ورئيسي بمنطقة أولاد بوعبسة، التي تضم عدة مناطق، أين تم إنشاء خزان كبير ذو سعة 3 آلاف متر مكعب وذلك بمنطقة موزاية، والذي يموّل كل المنطقة على طول مساحتها المقدرة ب 30 كلم2، فضلا عن ذلك فهو يغطي 70٪ من إحتياجات سكان عرش بوعبسة، ولعلمكم أن هذا الخزان يعتمد على مياه الماو وكذا تحلية مياه البحر، وسوف نصل خلال سنة 2012 إلى تغطية بنسبة مائة بالمائة بالنسبة لهذا العرش، لأنه ومن خلال مشروعي »الماو« و»تصفية مياه البحر«، فلا يسعنا سوى الربط من خلال الميزانية التي يتم تخصيصها للبلدية، أما عن العرش الثاني والذي يطلق عليه إسم أولاد شافع فهو عبارة عن منطقة لا يستهان بها من حيث عدد السكان، والذين يتزوّدون حاليا بمياه الآبار ولإيجاد حل للقاطنين بهذا العرش، فإنه تم عقد إجتماع خاص مع المدير الولائي للرّي، وتم تعيين 5 مكاتب دراسات، هذه الأخيرة التي تم تكليفها بدراسة عملية لربط منطقة أولاد شافع بالمياه النابعة من مشروع تحلية مياه البحر وذلك في أقرب وقت ممكن حتى يتم الإنطلاق في المشروع، وحسب مدير الري، فإن منطقة أولاد شافع وخلال عام 2013 لن تعاني من غياب مادة الماء، وبالتالي ومع خلال عام 2014، لن يكون لدينا أي مشكل مع المياه الصالحة للشرب. وأنا من خلالكم أجدد تأكيدي على ضرورة إهتمام المسؤولين بالفلاحين فيما يخص توفير مياه السقي. الجمهورية: وفي إطار القضاء على السكن الهش على أزمة السكن بجميع البلديات الموزعة على مستوى القطر الجزائري، هل استفادت بلدية بوڤيراط من مشاريع سكنية في هذا الجانب؟ - رئيس م.ش.ب: نعم وللقضاء على السكنات القصديرية، قمنا بتوزيع 20 وحدة سكنية على بعض العائلات، التي كانت تقيم بمحاذاة النسيج العمراني، والتي كانت معرضة للخطر من حين لآخر، وهناك برنامج آخر هو في طور الإنجاز، والمتمثل في بناء 120 وحدة سكنية، للقضاء على السكن الهشّ، ولعلمكم أن معظم السكنات المتواجدة ببلديتنا قديمة، ويعود تاريخ تشييدها إلى العهدة الفرنسية، ولذا تجدر الإشارة إلى أننا نعطي الأولوية للعائلات التي تسكن داخل منازل هشّة، أما فيما يخص الصيغ السكنية الأخرى والمتمثلة في السكن الإجتماعي الإيجاري، فقد تم توزيع خلال عهدتي 10 وحدات سكنية، فضلا عن 60 مسكنا آخرا، فضلا عن ذلك لدينا 70 وحدة سكنية هي طور الإنجاز ولم يتبق منها سوى الرتوشات الأخيرة وسننتهي منها خلال الأيام القليلة المقبلة، هذا بالإضافة إلى مشروع إنجاز 620 وحدة سكنية، تم إختيار لها الأرضية من طرف البلدية وسيتكفل ببنائها ديوان الترقية والتسيير العقاري، ناهيك عن ذلك لدينا حصة سكنية أخرى من صيغة السكن الترقوي المدعم والتي يقدر عددها ب 200 وحدة سكنية، وخلال الأيام المقبلة وحسب رئيس الدائرة سنضع قائمة ب 100 سكن، وفيما يخص البرنامج المتمثل في السكن الريفي فقد نجح بنسبة مائة بالمائة، وذلك لكون بلديتنا ذات طابع ريفي، فلاحي بالدرجة الأولى فلحدّ الآن لدينا حصة كبيرة تتمثل في 1080 سكن، منها 200 وحدة تم توزيعها، بالإضافة إلى حصة أخرى، تتمثل في 20 حصة، وكذا 60 تمّ توزيعها أما الشطر المتمثل في 130 سكن فيتم توزيعه على الدواوير التابعة للبلدية وذلك حسب الكثافة السكانية لكل منطقة وكذا إحتياجاتها، ولعلمكم أن السكن الريفي متواجد بقوة ببلدية بوڤيراط، بحيث يستفيد الفلاح من دعم للدولة يصل إلى 70٪. الجمهورية: تحتضن بلديتكم كثافة سكانية عالية، الأمرالذي يتطلب توفير لها جميع الضروريات، بما فيها التغطية الصحية، فما تعليقكم سيدي فيما يخص هذا الجانب؟ - رئيس م.ش.ب: فيما يخص قطاع الصحة فلا يخفى عليكم أن بلديتنا، إستفادت من مستشفى ذو سعة 60 سريرا وقابل للتوسيع ولم يتبق له سوى الرتوشات الأخيرة، ومن المفترض أن تنتهي الأشغال به خلال السنة المقبلة 2012، وحاليا نحن نعتمد على عيادة متعددة الخدمات تعمل على مدار 24 ساعة على 24 ساعة وهي مجهزة بنسبة كبيرة، كما تمتلك بلديتنا 3 قاعات للعلاج موزعة بالدواوير. الجمهورية: وهل يعاني قطاع التربية من أي مشاكل أو عراقيل تُذكر؟ - رئيس م.ش.ب: نحن لا نسجل أي عجز، لأننا وفي كل مرة نقوم بإحصاء فيها الضغط داخل المدرسة، فإننا نقوم بدعمها بقسم أو قسمين، ولعلمكم أننا نمتلك 22 مدرسة إبتدائية في الوقت الحالي، و5 متوسطات، هذا فضلا عن ثانوية واحدة، وقد استفادت بلديتنا من مشروع إنجاز ثانوية إضافية سيتم الإنطلاق في إنجازها قريبا. الجمهورية: تشهد بلدية بوڤيراط حركة ونشاط كبيرين، كونها تستقطب آلاف التجار يوميا لا سيما منها الناشطين في تجارة الخضر والفواكه، فهل من برامج خاصة بشق الطرقات وتعبيدها تسهيلا لحركة التنقل؟ - رئيس م.ش.ب: لقد عرفت بلديتنا قفزة نوعية في مجال الأشغال العمومية، سواء تعلق الأمر بشق الطرقات أو تعبيدها، بالرغم من كونها فلاحية، ففي كل دوار أو قرية لدينا طريقا معبّدا، فقد تم تعبيد الطريق الوطني على مسافة 8 كلم. وهناك دواوير انتهت أشغال التعبيد بها، فيما هناك أخرى هي طور التهيئة حاليا، أما عن البقية فقد تمت عملية برمجتها للتعبيد وعلى سبيل المثال نذكر الطريق المؤدي إلى دوار قوابرية القدايمية، بحيث تم الإعلان عن المناقصة الخاصة به، كما لدينا المسلك المؤدي إلى دوار المخاطرية، فيما تبقى 3 دواوير أو أقل تمت عملية برمجة طرقاتها للتهيئة وربما ستنطلق الأشغال بها خلال السنة المقبلة. الجمهورية: هل تعاني بلدية بوڤيراط من ظاهرة الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي.. وفي حالة وجود ذلك ما هي الحلول التي تحوزون عليها؟ - رئيس م.ش.ب: نعم، نعاني من ظاهرة الإنقطاعات المتكررة للكهرباء وفي ذات الشأن كان لنا لقاء مع مصالح سونلغاز، هذه الأخيرة التي أكدّت بأنها ستدعم المنطقة بالتيار الكهربائي، ولعلمكم أن هذا الإنقطاع يسجل بكثرة خلال فصل الصيف، أين يكون هناك ضغطا كبيرا سواء من طرف الفلاحين أو حتى السكان ذاتهم، وقد استفادت بلديتنا في هذا الإطار من محوّلين كهربائيين، أحدهما متواجد بمنطقة الدالية، واللّذين سيدخلان حيّز الخدمة خلال السنة المقبلة. الجمهورية: وماذا بشأن ربط البلدية بمادة الغاز الطبيعي؟ - رئيس م.ش.ب: إنطلقنا في العملية منذ مدة ولم يتبق لنا سوى حي الترفاس لتبلغ نسبة التغطية المائة بالمائة. الجمهورية: نعلم أنه بكل بلدية بالجزائر إلا ويعاني شبابنا من البطالة، ونفس الأمر بالنسبة لبلديتكم، فهل تعتبر الفلاحة المجال الوحيد الذي يساهم في توفير مناصب شغل لأبنائكم؟ - رئيس م.ش.ب: بلدية بوڤيراط تمتاز بأراضيها الخصبة وأشجارها الكثيفة، لا سيما منها تلك الخاصة بالحمضيات، وبالتالي لو تم حلّ مشكل مياه السقي، نستطيع أن نقضي على شبح البطالة بصفة تدريجية، لذا ومن خلالكم نطالب السلطات المعنية بضرورة التدخل العاجل، لحلّ معضلةمياه السقي، لأن البطالة موجودة بكثرة لدينا وبتوفير الإمكانيات لقطاع الفلاحة، فأكيد أن شبابنا سيجدون ضالتهم وخصوصا خلال فترة الجني. الجمهورية: ما هي المنشآت الثقافية والرياضية التي تحوز عليها بلديتكم، والتي تهدف إلى الترويج عن شباب بلدية بوڤيراط؟ - رئيس م.ش.ب: فيما يخص المنشآت الرياضية فبلديتنا استفادت من مسبح نصف أولمبي، ولم تتبق له سوى الروتوشات الأخيرة، على أن يتم تسليمه مع نهاية السنة الجارية، هذا فضلا عن قاعة متعددة الرياضات، التي تعتبر هي الأخرى على وشك الإنتهاء، هذا فضلا عن إختيار الأرضية لإنجاز ملعب ب 500 متر مربع بغية تخفيف الضغط عن ملعب الطارطون الذي تحتضنه البلدية، وهو الذي يعتبر عمليا في الوقت الراهن.. أما عن المجال الثقافي فقد تم إعادة تهيئة مؤخرا المركز الثقافي الذي تم تخصيص له غلافا ماليا يقدر ب 1 مليار سنتيم، فيما يعتبر تجهيزه ناقصا نوعا ما نظرا لنقص التمويل المادي، كما تحوز البلدية على مكتبة بلدية، واستفادت مؤخرا من مشروع إنجاز بلدية من الحجم الكبير، هذه الأخيرة التي تم إختيار الأرضية الخاصة بها. الجمهورية: هل لديكم مشاريع إستثمارية في الأفق؟ - رئيس م.ش.ب: نعم هنالك إستثمارات ببلدية بوڤيراط، بحيث هنالك مشروع لإنجاز مصنع خاص بإنتاج مادة الزيتون، هذا فضلا عن رغبة أحد الخواص في إنجاز مصنع خاص بتحويل الطماطم وبالتالي بإمكان هذه المشاريع أن تقلص من شبح البطالة. الجمهورية: ما هو جديد البلدية إذن؟ - رئيس م.ش.ب: جديدنا هو أنه خلال السنة الجارية 2012، ستتحوّل بلدية بوڤيراط إلى ورشة حقيقية، لنغيّر من وجهها الحالي بحيث في البداية، كان لدينا مشكلا مع شبكة الصرف الصحي، وقد تم تجديد هذه الأخيرة كما سيتم الإهتمام بمجال الطرقات وتزفيتها، كما سنقوم بتجديد الإنارة العمومية، زيادة على ذلك سيتم ربط حي الترفاس الجديد بالغاز الطبيعي، كما يوجد هنالك مشروع لإنجاز سوق أسبوعي منظم، فيما يتم استغلال مساحة السوق الحالية لإنشاء مشاريع جديدة تعود بالفائدة على المواطن بالدرجة الأولى. الجمهورية: ما رأيكم في الإستحقاقات المقبلة؟ - رئيس م.ش.ب: إن عملية إدماج العنصر النسوي في هذه الإستحقاقات يعتبر مهما جدا، وبلدية بوڤيراط بدأت تتحضّر في هذا الجانب وبإمكانها، أن تساهم بقوة فيما يخص هذه النقطة التي صادق عليها البرلمان بغرفتيه، وإن شاء الله ستكون هناك مشاركة قوية للجانب النسوي. كلمة أخيرة من فضلكم.. سيدي؟ - الشعب الجزائري بصفة عامة وسكان بوڤيراط بصفة خاصة، يعيشون في نعمة يحسدون عليها، وهذا من ناحية الإنجازات التي يستفيدون منها من حين لآخر، بما فيها السكنات الريفية، المدارس، المطاعم... والتي ينبغي أن نحافظ عليها، كما ينبغي أن نعمل على الإهتمام بالجانب التوعوي والتحسيسي، وهذا من خلال وسائل الإعلام التي تعتبر همزة الوصل بين المسؤولين والشعب، هذا فضلا عن الجمعيات التي تلعب دورا كبيرا هي الأخرى.. كما أشكركم جزيل الشكر على منحي الفرصة للتحدث عن بلدية بوڤيراط.