تقع بلدية بوعينان الواقعة شرق ولاية البليدة وبوابة الدوائر الشرقية للولاية، تعرف كثافة سكانية عالية ومقارنة بالسنوات الماضية فقد شهدت هذه البلدية حركية كبيرة في المجال التنموي ساهمت بصورة كبيرة في تحسن الإطار المعيشي لسكان البلدية، لكن ورغم هذا تبقى متطلبات السكان غير مجسدة بعد على أرض الواقع. "الأمة العربية" التقت عددا من سكان هذه البلدية واستمتعت إلى انشغالاتهم وحملتها كاملة إلى رئيس البلدية، موسى زهرة، الذي استقبلنا بمكتبه بصدر رحب وكان لنا معه هذا الحوار: - "الأمة العربية": هلا حدتثمونا عن أهم المشاريع والإنجازات التي حققتموها منذ توليكم رئاسة المجلس؟ -- موسى زهرة: بعد عودتنا لرئاسة المجلس بعد سنوات عديدة سطرنا برنامجا تنمويا واسعا لفائدة بلديتنا في الفترة الممتدة على 5 سنوات ومنحنا الأولوية في هذا البرنامج لإنجاز المشاريع المتعلقة بشبكة الطرق وتوسيعها، فنحن نؤمن بأن الطريق هي شريان الاقتصاد وبدونها لا يمكن تحقيق التنمية، كما منحنا الأولوية لقطاع الري والتعليم والرياضة. هذه هي المحاور التي ركزنا عليها في إنعاش التنمية بالبلدية ودفع عجلتها إلى الأمام، فبخصوص شبكة الطرق عمدنا إلى شق الطريق الرابط شرقها بغربها جزء منها تندرج في إطار برنامج التنمية المحلية والثانية تندرج ضمن البرنامج الولائي وستكون هذه الطريق موازية للطريق الوطني رقم 29 وهذا بغية فك الاختناق عن المدينة وربط الطرق البلدية من شمالها إلى غاية جنوبها وكذا من أجل تسهيل التنمية بالمناطق الجنوبية، لأن توسع بلدية بوعينان سيكون في هذا الاتجاه. وباعتبار المناطق الشمالية بها هي مناطق فلاحية ومن أجل الحفاظ على الأراضي الفلاحية لسهل متيجة وهو المشروع الذي أنجز وأتمم الجزء الأول منه، أما الثاني لا يزال قيد الإنجاز كما تقوم مصالحنا بصيانة الطرق وتهيئها وتهيئة الطرق الجبلية التي تدهورت بشكل كبير وهي الطرق التي تربط بين ثلاثة طرق رئيسية مثل الطريق الولائي رقم 46 المؤدية إلى منطقة الشريعة السياحية وذلك بهدف مساعدة المواطنين على العودة إلى مناطقهم الريفية التي هجروها سابقا. وبخصوص قطاع الري وفي مجال المياه فهناك مشروع أساسي بالنسبة لهذا وهو إعادة تجديد القنوات الرئيسية التي كانت منجزة سابقا بمادة "الترنيت" والتي باتت غير نافعة جراء قدمها وخطورتها على صحة المواطنين، منها إنجاز قنوات مياه الشرب بمركز عمروصة ومركز الحساينية التي انتهت بها الأشغال وإنجاز أخرى بمركز بوعينان ومركز ملاحة ولا تزال بهاذين المركزين في طور الدراسة، إلى جانب صيانة شبكة مياه الشرب عبر مختلف مراكز ودواوير البلدية وهي عملية متواصلة ويومية. لكن للأسف، فإن مصالح البلدية تنفق أكثر من مليار ونصف سنويا في صيانة شبكة مياه الشرب والمواطنون لا يدفعون في المقابل فاتورة استهلاك هذه المادة الضرورية. وفي هذا الخصوص بادرنا إلى تحويل تسيير وتوزيع مياه الشرب إلى المؤسسة المختصة لكن هذه الأخيرة لم تقم بذلك لحد الآن رغم إلحاح والي البليدة على ذلك مرارا، بالرغم من تسخير البلدية لمقرات من أجل وضعها تحت تصرف هذه المؤسسة المختصة في توزيع المياه وتسييرها حيث خصصنا لهذا الشأن مقرين اثنين. ونشير إلى أن مصالحنا وتفاديا للمصاريف الكبيرة التي تنفقها سنويا في تجديد وإنجاز شبكة مياه الشرب فكرت في مشروع جديد تقوم من خلاله بجلب المياه الصالحة للشرب من المناطق الجبلية كحل أنسب لتزويد المواطنين بهذه المادة بدون أن يدفعوا فاتورة استهلاكها. ويذكر أن قنوات مياه الشرب عبر هذه المناطق قديمة ومخربة سيعاد تجديدها عن طريق استعمال أنابيب وهو المشروع الذي سينطلق عما قريب وخلال هذه السنة. أما فيما يخص قطاع التعليم فهدفنا هو الوصول إلى معدل 25 تلميذا داخل القسم الواحد بدل 35 تلميذا، ولدينا مرافق تربوية سيخفض فيها معدل التلاميذ داخل أقسامها عند استلامها. وبهذا الشأن لدينا حاليا عملية توسيع لمتوسطة مركز عمروصة وتوسيع ثلاث إكماليات أخرى، إكماليتين بمركز الحساينية وأخرى بمركز البلدية، ولدينا مشروع إنجاز مدرسة ابتدائية تحتوي على 6 أقسام وهي في طور الإنجاز بمركز الحساينية وأخرى ب 9 أقسام بنفس المركز هي الأخرى في طور الإنجاز، وهناك مشروع لتوسيع ابتدائية ب 3 أقسام بمركز ملاحة. وقد تلقت مصالحنا وعودا بتوسيع المدرسة الابتدائية ب 12 قسما بمركز الحساينية. أما فيما يخص الطور الثانوي فبلديتنا لا تتوفر إلا على ثانوية واحدة مما جعلها كل سنة تشكو عجزا في استيعاب الأعداد الكبيرة للتلاميذ في هذا المستوى وتشكو اكتظاظا كبيرا، علما أن وزير التربية الوطنية وخلال زيارته الأخيرة للبلدية وعد بتوسيع هذه الثانوية بإضافة 10 أقسام أخرى، كما أن هناك مشروع لإنجاز ثانوية جديدة بالحساينية لكن هذا المشروع لم يجسد بعد. وفي مجال ترميم وتهيئة المدارس استفادت البلدية من غلاف مالي معتبر من أجل ترميم 5 مدارس وستنطلق الأشغال بها خلال فترة العطلة السنوية. إلى جانب هذا، هناك عمليات ترميم وصيانة يومية. - اشتكى أولياء التلاميذ المتمدرسين بمدرسة الإخوة كانون بعمروصة من قدم هذه المؤسسة والنتائج التي بدأ يفرزها الوضع على صحة أطفالهم. ماذا تقولون في هذا الشأن؟ -- حقيقة لقد بات وضع هذه المؤسسة القديمة مقلقا ولقد قمنا نحن باقتراح تهديمها كونها لم تعد تصلح للتعليم، ولقد تلقينا وعودا بإنجاز أقسام أخرى جديدة خصصت لها البلدية قطعة أرضية لكن المشروع هذا لم ينطلق بعد، رغم الإلحاح الشديد لأولياء التلاميذ على تهديمها وتعويضها بأخرى جديدة. - ماذا بشأن المنشآت الرياضية التي قال عنها الشباب البوعيناني بأنها قليلة جدا؟ -- لقد خصصت بلديتنا من أجل سد هذا النقص في إنجاز مرافق رياضية جديدة وصيانة تلك المتوزعة عبر تراب البلدية وهذا بهدف تشجيع الرياضة بالمنطقة، حيث قمنا بتهيئة وصيانة الملعب البلدي وملعب مركز عمروصة وإنجاز ملعب للرياضة الجماعية بنفس المركز وإنجاز ساحة للعب بمركز البلدية، كما سنشرع مستقبلا في تهيئة وصيانة ملعب مركز ملاحة وإنجاز مسرح بلدي بمركز المدينة. ونشير إلى أن الغلاف المالي المخصص لهذا القطاع قليل جدا بالنظر إلى العدد الكبير من الشباب الذين يمارسون أنشطتهم الرياضية المختلفة خاصة على مستوى مركز الحساينية وهي المنطقة التي لا تتوفر لحد الآن، بل وتنعدم بها مرافق رياضية. ونشير أيضا إلى نقطة هامة وهي أن بلديتنا تسعى إلى إنجاز قطب رياضي وطني بمنطقة تافرانت المحاذية للشريعة وهو القطب الذي سيساهم في تفعيل وتنشيط الرياضة على المستوى المحلي والوطني أيضا وسيسهم أيضا في تحريك عجلة التنمية بالمناطق الرياضية المجاورة له. - لا يزال لحد الآن سكان مركز بوعنقود يطالبون بإنجاز شبكة صرف المياه القذرة، الأمر الذي دفعهم إلى إنشاء حفر للتخلص من فضلاتهم لتجميع المياه القذرة.. ما ردكم في هذا المطلب؟ -- لا يوجد مشكل في الشبكة، وإنما سكان هذا المركز كانوا قد اشتروا قطعا أرضية بالمنطقة من عند الخواص بعد إنجاز هذه الشبكة والتوسع الذي حصل في المنطقة لم يتبعه توسيع لشبكة التطهير لأنه كان بطريقة فوضوية. ورغم هذا، فإن مصالحنا سجلت مركز بوعنقود(1) و(2) في إطار المشاريع الاجتماعية حيث سيتم إنجاز شبكة صرف المياه القذرة إلى جانب إنجاز أخرى بحي الصفصاف. ويذكر أن إنجاز هذه الشبكة سجل لفائدة مركز بوعنقود في إطار المساعدة الاجتماعية لسنة 2009. - إلى أين وصل مشروع 100 محل مهني بالبلدية؟ -- لم يسجل هذا المشروع لفائدة بلديتنا مطلقا وحين استفسرنا عن سبب حرمان البلدية منه قيل لنا بأن نقص العقار يحول دون ذلك، لكن العقار متوفر بالبلدية عكس ما أُخبرنا به لدى تولينا منصب رئيس بلدية وهو الأمر الذي ننفيه كليا. - لاحظنا لدى زيارتنا للبلدية انعدام سوق مغطى وانتشار التجار بطريقة فوضوية، لماذا لا تتوفر بلديتكم على سوق مغطاة وهل من مشروع مماثل لتنظيم النشاط التجاري بالمنطقة؟ -- لقد طالبنا بإعادة فتح سوق الفلاح القديم وإعادته لصالح البلدية المالكة الأصلية له وذلك من أجل تحويله طبعا بعد ترميمه وتأهيله إلى سوق للتجزئة، وهو ما سيمكن من القضاء نهائيا على التجارة الفوضوية المتوزعة عبر أرصفة وطرقات البلدية. للتذكير فقط، فإن هذه السوق بنيت سنة 1983 من ميزانيتها وفوق تراب مؤمم في إطار الثورة الزراعية وقد قامت البلدية وقتها بتعويض أصحاب التراب من ميزانيتها عن طريق حكم قضائي نهائي. ومن الناحية القانونية، فإن هذه السوق تعتبر ملكا للبلدية ونحن لا زلنا نطالب السلطات الوصية بإعادته إلى البلدية من أجل وضعها تحت تصرف تجار المنطقة. - إلى أين وصلت نسبة التغطية بالغاز الطبيعي بالبلدية؟ -- تقريبا 80 بالمئة ولم تتبق سوى مراكز عزازنية والصفصاف وعزاويل التي وعدتنا مديرية الطاقة والمناجم بتوصيلها بهذه المادة خلال سنة 2009. - كم تحصون من بيت فوضوي بالبلدية؟ -- أحصينا أكثر من 500 بناية فوضوية بعد صدور حكم تجميد رخص البناء سنة 2003 من أجل إنجاز المدينةالجديدة التي تعد مشروعا بمثابة نعمة ونقمة على البلدية. - تفتقر بلديتكم إلى محطة برية والمتوجهون نحو نقاط عدة يضطرون إلى استعمال حافلات النقل العابرة على مستوى البلدية باتجاهها ،كما أن هذه الحافلات تتوقف بطريقة فوضوية داخل المحيط العمراني للبلدية. هل فكرتم في إنشاء محطة؟ -- بحكم تخطيط المدينة وتوسعها نحو الجهة الجنوبية نحن لم نجد مساحة لإنجاز محطة، وهناك مسافة لإنجاز هذا المشروع نود من خلالها اقتراح تحويلها إلى محطة وهو مقر التعاونية الفلاحية المتعددة الخدمات المتوسطة الواقعة بمدخل البلدية. - كلمة أخيرة؟ -- أشكر حضوركم إلى بلديتنا ونقلكم الصريح لانشغالات سكان البلدية ونتمنى للطاقم الصحفي المتميز لجريدة "الأمة العربية" مزيدا من النجاح والتفوق.