عادت أسعار المواد الغذائية الواسعة الإستهلاك للإرتفاع مجدّدا خلال الأيام الأخيرة، حيث وبعد أن شهدت أسعار الخضر والفواكه إرتفاعا مذهلا بمناسبة المولد النبوي الشريف الذي إنضم كغيره من المناسبات الدينية لقائمة الفرص التي يعرف المضاربون كيفية إستغلالها جيّدا. وبعد إلتهاب أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء مؤخرا إمتدّت المضاربة إلى »البيض« الذي لم يسلم بدوره من موجة الإرتفاعات التي مست المواد الإستهلاكية المذكورة التي نجح المضاربون على ما يبدو في تبرير إرتفاع أسعارها بمختلف الحجج والبراهين فيما إستغل البعض سوء الأحوال الجوية للتبرير أيضا، إلا أن البيض الذي »لا ناقة ولا جمل« للأحوال الجوية في تحديد أسعاره إنضمّ رغما عنه للقائمة الطويلة للمواد الغذائية التي أصبح إقتناؤها صعبا على ذوي الدخل الضعيف حيث تجاوزت أسعاره بالجملة 330 دينار لكل 30 حبّة بيض فيما فاقت أسعار التجزئة عبر مختلف الأسواق والبقالات 15 دينارا للحبّة الو احدة في مختلف أحياء الولاية مما يطرح تساؤلات حول دور الرقابة الميدانية لكافة المصالح المعنية. وتقربنا من أحد المربّين للإستفسار عن أسباب هذا الإرتفاع غير المسبوق لأسعار البيض حيث قال أن غلاء الأعلاف التي وصلت إلى حدود 5400 دينار للقنطار أصبح يعيق إستمرارهم في النشاط فيما يساهم نقص الأدوية الخاصة بمعالجة الدجاج المنتج للبيض في تفاقم الخسائر. ومن جهته أكد مسؤول الغرفة الفلاحية لمنطقة مسرغين أن ارتفاع أسعار البيض واللحوم البيضاء راجع بالأساس لنقص العرض جرّاء عدم قدرة المربّين على مسايرة الرّيتم الحالي لغلاء أسعار العلف الذي فاق في الأسواق الحرة 5000 دينار، توفير الأدوية للمربّين وهو ما يناقض لجوئهم إلى رفع الأسعار التي قال أنها تخدم بارونات المضاربة بالمواد الأساسية الواسعة الإستهلاك. ومن ناحية أخرى فقد كشف محدثنا أن بعض المربّين أصبحوا يتلقون توجيهات عبر الهاتف النقال إنطلاقا من أسواق الجزائر العاصمة »كالصفصاف« وغيرها والتي أصبحت تتحكم بشكل كلي بالأسعار المطبقة على العلبة الواحدة المتكونة من 30 حبّة بيض حيث يتم إعتماد سعر موحّد بين كل الولايات رغم المعطيات المختلفة لكل منطقة وهو ما يعدّ حسبه تواطؤ مع المضاربين المرتبطين بشكل أساسي بالمربّين غير الشرعيين الذين يشكلون نسبة معتبرة من حجم السوق الوطنية خصوصا وأنهم مقصيون من الإستفادة من الدعم الذي يستفيد منه نظراؤهم النظاميون في القطاع مما جعلهم يلجأون للطرق الأخرى لفرض قانونهم، مما أرغمهم على ترك النشاط مما أدى إلى حدوث تذبذبا في العرض نجم عنه إرتفاع أسعار الجملة التي وصلت إلى حدود 330 دينار أمس بسوق »الطحطاحة« بالمدينةالجديدة. وعلى عكس المعطيات السابقة التي تبّرر إلى حدّ معين إلتهاب أثمان البيض فقد فنّد تاجر جملة بسوق المدينةالجديدة ما أسماه »مزاعم« المربّين بغلاء أسعار الأعلاف حيث قال أن بعضهم إن لم نقل جلهم يستفيدون من تخفيضات على أسعار الأعلاف المتكونة أساسا من الدرة والصوجا حيث إستجابت السلطات المعنية لإنشغالاتهم السابقة من هذا الجانب بتطبيقها نظام »سيربالاك« الذي يقوده المجمع العمومي »أورافيو« حيث تمنح الوصاية للمربين النظاميين أسعارا تنافسية بتخفيض تصل إلى 30 بالمائة على الأسعار الحرّة للأعلاف فيما يتم تطبيق الأسعار التي تمكنهم من تغطية تكاليف الإنتاج وبين هذا وذاك يبقى المواطن البسيط من يدفع الثمن دائما خصوصا وأن السوق الوطنية قد عرفت عدة تقلبات أثرت سلبا على القدرة الشرائية للمستهلك الذي حُرم من اللحم والدجاج والسمك حيث فاقت أسعارها سقف المعقول بعد أن تجاوزت اللحوم الحمراء عتبة 1200 دينار للكيلوغرام! فيما أصبح الدجاج كذلك غائبا عن موائد الجزائريين بينما إختفى طبق الفقراء (السمك) منذ الصيف عن أغلبية موائد متوسطي الدخل.