توفي، أمس، الجنرال محمد العماري رئيس أركان الجزائري السابق، عن عمر يناهز 75 عاما، بعد أصابته بسكتة قلبية، حيث تم نقله على جناح السرعة من مقر سكنه ببرج بن عزوز 40 كلم جنوب غرب ولاية بسكرة، إلى مستشفى محمد زيوشي بمدينة طولقة بنفس الولاية أين لفظ أنفاسه الأخيرة . ويعتبر، قائد أركان الجيش الشعبي سابقا، المولود يوم 7 جوان سنة 1939 بالجزائر العاصمة من عائلة تنحدر أصولها من بن عزيز بولاية بسكرة، يعتبر أول عسكري تقلد رتبة "فريق" في الجيش الجزائري، وهي أعلى رتبة في الجيش، في إطار التزامه الثابت بمكافحة الإرهاب جعل الجيش يلعب دورا هاما في الحفاظ على النظام وإرساء الأمن في الوقت الذي كانت تخوض فيه الجزائر حربا ضروسا ضد الإرهاب. وكان الفقيد من أبرز وجوه المؤسسة العسكرية، وهو خريج الأكاديمية العسكرية في الإتحاد السوفياتي، وقد تقلد أعلى الرتب ضمن المؤسسة العسكرية حيث تولى الفقيد منصب قائد أركان الجيش لناحية عسكرية من 1970 إلى سنة 1976 و قائد فرقة المشاة الميكانيكية إلى غاية سنة 1982 ورئيس قسم عمليات أركان الجيش الوطني الشعبي إلى غاية سنة 1988 ثم قائد الناحية العسكرية الخامسة إلى غاية سنة 1989، كما تولى قيادة القوات البرية إلى غاية سنة 1992 وهي السنة التي رقي خلالها الى رتبة فريق ليتولى بعدها منصب مستشار لدى وزير الدفاع الوطني إلى غاية سنة 1993 ثم قائد أركان الجيش الوطني الشعبي. ويقول المقربون منه إنه كان صمام الأمان داخل المؤسسة العسكرية لكونه شخصية محترمة ومتميزة أثبتت الكفاءة والالتزام في إدارة شؤون الجيش، وهو كان بذلك القائد الذي تجمعت فيه سلطة القرار في قيادة المؤسسة العسكرية. وكان محمد العماري قد قدم استقالته والتي قدمها لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في شهر أوت 2004 لأسباب صحية، كما، يشهد الجميع، أن الجنرال محمد العمارى كان قد قاد حربا ضد الجماعات المسلحة في سنوات التسعينيات قبل أن يصبح رئيس هيئة أركان الجيش عام 1993 بعد تعيين الجنرال اليمين زروال وزيرا للدفاع، وكان من أقوى رجال المؤسسة العسكرية خلال التسعينات. ولعل المسؤولية والمناصب الهامة التي تقلدها محمد العماري، هي ما كان يميز مسار محمد العماري الثري والثقيل، فهو الذي قاد عملية إنشاء قوة لمكافحة الإرهاب قوامها 15 ألف رجلا في عهد الرئيس الراحل محمد بوضياف . وكان الراحل يحرص على ضمان حياد الجيش الوطني الشعبي وعمل على إنجاح إحترافية القوات المسلحة .