تعميم تجربة استرجاع الاوراق المستعملة عبر 54 مؤسسة تربوية - إبرام اتفاقيات للفرز الانتقائي مع 26 مؤسسة اقتصادية بالمنطقة الصناعية لارزيو، حاسي عامر و السانيا عرفت ولاية وهران خلال الأشهر الأخيرة ديناميكية في مجال تطوير الوعي البيئي من خلال تثمين النفايات بمختلف أنواعها و التي تعد ثروة ينبغي استغلالها و هذا اعتمادا على عملية الفرز الانتقائي لهذه المواد القابلة للاسترجاع من أجل رسكلتها على غرار الكرتون و الورق و البلاستيك الى جانب الزجاج و حتى بالنسبة للألواح الخشبية و النفايات الحديدية ، حيث تم في هذا الاطار انشاء مركز حضري فريد من نوعه على مستوى الوطن لفرز النفايات بحي المدينة الجديدة كان بداية لنظرة جديدة يهدف من خلالها الى انخراط المجتمع بكل أطيافه في تنمية و تطوير مبادئ الفرز الانتقائي للنفايات باستعمال كل الطرق المتاحة إما عن طريق الأبواب المفتوحة أو العمل التطوعي و كذا السعي الى تفعيل هذا الاجراء ببلديات أخرى و انجاز مراكز للفرز بكل التجمعات الحضرية بغية تعريف المواطن بهذه العملية في ظل عدم المحافظة على حاويات الفرز في الشوارع العمومية و الأحياء مثلما كان الشأن بالنسبة لحي العقيد لطفي الذي يعتبر من بين الأحياء الراقية بولاية وهران و الذي أخذ نموذجا لهذا الاجراء و لكن عملية الفرز الانتقائي للنفايات فشلت به بسبب سرقة الحاويات . مراكز حضرية جديدة للفرز الانتقائي قريبا بالكرمة ، ارزيو و قديل و هو ما اكدته السيدة شلال دليلة المديرة الولائية لمراكز ردم النفايات المشرفة على المشروع و التي صرحت بان عدم نجاح هذه التجربة بحي العقيد لطفي جعلهم يكثفون من حملات التحسيس و التوعية من أجل غرس الثقافة البيئية لدى المواطن حيث قاموا في هذا الصدد بإطلاق عملية أخرى على مستوى حي "عدل" و من المنتظر أن تشمل لاحقا مناطق أخرى ، و أوضحت بانه لحل مشكل سرقة الحاويات المخصصة للفرز ارتأوا تعميم انجاز مراكز للفرز الانتقائي على مستوى جميع بلديات ولاية وهران وأخذهم مركز المدينة الجديدة كنموذج ،و نوهت المديرة الى انه طبقا لتعليمات والي وهران السيد مولود شريفي قام العديد من رؤساء المجالس الشعبية البلدية و لجان البيئة اضافة الى مفتشي النظافة لكل من بلدية السانيا و سيدي الشحمي و الكرمة فضلا عن بلدية وادي تليلات و طفراوي و البرية و بوفاطيس و كذا وهران و عين الترك و بوتليليس و مسرغين و عين الكرمة ، ارزيو و سيدي بن يبقى بزيارة مركزفرز النفايات بالمدينة الجديدة للاطلاع على هذه العملية عن قرب بهدف تعميمها على مستوى بلدياتهم لا سيما و أن الولاية منحتهم اعانات مالية من أجل انشاء هذه المراكز و اقتناء الأجهزة الخاصة بالرسكلة والاستفادة من مداخيلها و كذا المساهمة ايضا في تشغيل اليد العاملة مع العلم بانه سيتم قريبا فتح مركز حضري للفرز بكل من بلدية الكرمة ووادي تليلات و قديل و التي اطلعت من خلال الشروحات التي قدمت لها على طرق الفرز و الرسكلة في انتظار ان تتوسع بباقي مناطق ولاية وهران. و في ذات الاطار أفادت السيدة شلال دليلة أن مصالحها قامت بإبرام اتفاقيات مع 26مؤسسة اقتصادية تنشط على مستوى المناطق الصناعية الثلاثة على غرار ارزيو و حاسي عامر و السانيا من اجل الفرز الانتقائي و استرجاع النفايات القابلة للرسكلة كالكرتون و البلاستيك و النفايات الحديدية و التي تسمح لهذه المؤسسات من رفع مداخيلها و تفادي التبذير في هذه الموارد الطبيعية و المساهمة ايضا في الحفاظ على نظافة المحيط . يأتي هذا دون أن ننسى الاشارة الى أن عملية الفرز الانتقائي لم تمس هذه المناطق الصناعية فحسب بل عممت عبر 54 مؤسسة تربوية و هذا في اطار الاتفاقية التي تم امضاؤها بين مركز الفرز و مديرية البيئة و مديرية التربية لتثمين الاوراق المستعملة و استرجاعها و رسكلتها بمركز فرز النفايات بحاسي بونيف الى جانب العمل على غرس هذه الثقافة لدى التلاميذ من خلال تنظيم خرجات ميدانية لزيارة مركز فرز النفايات بالمدينة الجديدة مساء كل يوم ثلاثاء لاطلاعهم على هذه العملية وتحسيسهم بأهميتها و مزاياها . العملية تنجح ب 5 أحياء سكنية هذا و قامت مديرية مراكز ردم النفايات بتوسيع هذا الاجراء أيضا عبر 5 أحياء سكنية للجيش الشعبي الوطني أين وضعت حاويات بها لفرز النفايات الورقية و الكرتون و البلاستيك و الالمنيوم و قد عرف نجاحا حسب المسؤولة نظرا لان هذه الاحياء بها حراس للعمارات و بالتالي لا يمكن لأي شخص ان يقوم بسرقة الحاويات و من المنتظر أن يتم توسيع هذه العملية بمجمعات سكنية أخرى لاحقا . هذا و نشير الى أن عملية الفرز الانتقائي للنفايات لا تزال بحاجة الى بذل جهد كبير عن طريق خطة عمل مدروسة يجب ضبطها بالتوجه نحو انشاء مراكز للفرز الانتقائي كما سبق الاشارة اليه باعتبار أن الحاويات معرضة للسرقة حتى تتمكن البلديات من جمع المواد القابلة للرسكلة و تحفيز المواطنين على المشاركة في هذا الاجراء بجلب النفايات القابلة للاسترجاع الى هذه المراكز و هذا حتى يتمكنوا من بلوغ الهدف المسطر و رفع نسبة الاسترجاع التي لا تتعدى حاليا ال 4 بالمائة الى 25 بالمائة . تجار المدينة الجديدة يثمنون الاجراء و يطالبون باشراك المواطنين في تثمين النفايات و في ذات السياق تجدر الاشارة الى ان العديد من التجار الناشطين على مستوى حي المدينة الجديدة استحسنوا انشاء مركز فرز النفايات حيث أكدوا بأنهم يقومون كل مساء بوضع الكرتون بالحاويات التي تتواجد بها بدل رميها في الشارع مثلما اعتادوا عليه سابقا و دعوا الى تعميم هذه الثقافة في يوميات المواطنين من خلال تكثيف حملات التوعية عبر وسائل الاعلام و خاصة عبر الاذاعة لتعريفهم بأهمية هذه العملية التي ستساهم خاصة في الحفاظ على نظافة المحيط . أما بالنسبة لزوار الطبعة الثانية للصالون الدولي للرسكلة المنظم غضون الايام المنصرمة فثمنوا تنظيم مثل هذه التظاهرات التي من شأنها أن تغرس الثقافة البيئية لدى سكان ولاية وهران خاصة لدى الاطلاع على المفاهيم التي كانوا يجهلونها بخصوص الفرز و الرسكلة حيث اتضح لهم بعد زيارة العديد من الاجنحة المنتجات الجديدة التي يتم الحصول عليها بعد رسكلة النفايات المسترجعة على غرار الاوراق المستعملة التي يمكن تحويلها الى مناديل و الجرائد الى كرتون لوضع البيض و استعمال الكرتون المسترجع في عدة مجالات مثلما تقوم به مؤسسة طونيك التي وسعت نشاطها عبر العديد من الولايات و من بينها ولاية وهران أين ابرمت اتفاقية مع بعض الخواص من أجل جمع النفايات الورقية و الكرتون و اخذها نحو الجزائر العاصمة لرسكلتها و الحصول على منتجات جديدة للتسويق هذا في الوقت الذي توجد فيه مؤسسات أخرى تقوم على اذابة المواد الزجاجية و تحويلها الى قارورات تسوق لاستغلالها في توزيع المشروبات الغازية . 20 مؤسسة جديدة تنشط في مجال الرسكلة بدعم من " أونساج" هذا وأوضحت وكالة "أنوساج" التي شاركت بهذه الطبعة مدى أهمية الرسكلة و أشارت الى انهم قاموا في هذا الصدد بتمويل 20 مؤسسة تنشط في مجال الاسترجاع و الرسكلة و الذي يعرف تطورا خلال الفترة الأخيرة و هو ما يستدعي المرافقة خاصة و انه يسمح بتثمين المواد القابلة للاسترجاع التي تعتبر ثروة ينبغي حسن استغلالها و الاستفادة من مداخليها ناهيك عن الحفاظ على المحيط و خلق مناصب عمل ، و دعت القائمين على قطاع البيئة بتفعيل حملات التحسيس لإشراك المواطنين في هذه العملية التي ينبغي حسبهم أن تعمم على مستوى جميع بلديات الولاية و لا تقتصر على بلدية وهران فحسب و وجهوا نداءهم الى الشباب الراغبين في انشاء مشاريع من هذا النوع الى التقرب من مصالحهم لانهم سيحصلون على المرافقة و الدعم للاستثمار في هذا المجال .