صحفية المونت كارلو ، القاصة الجزائرية فايزة مصطفى : باريس صالحتني مع الحياة ...! إلى أبي ... عاش غريبا و مات غريبا " ... ملفت لما في جعبة القلب و الذاكرة معا هذا الاهداء الأول الذي طبع مايلي من المجموعات القصصية التي حملت اسمها :" البراني "... " أزرق جارح " ..." حوريات فوكو " ... " عطر الكاليتوس" ... " ديار الشمس"ومسرحية " مدن الكرتون " التي نالت أصداء واسعة ... تقول : " صحيح أن أشد المنافي ضراوة هو الوطن، لكن الهروب ليس حلا للمشاكل التي نواجهها داخل الديار لأننا نحملها معنا بطريقة أخرى إلى المهجر، يكفي أن ترى الشعوب الأخرى كيف تعيش وتبني بلدانها حتى ينتابنا الأسى والحسرة، لذلك على كل واحد فينا أجبرته الظروف على المنفى ألا يقطع الحبل السري الذي يربطه بمجتمعه، عليه أن ينقل إلى مجتمعه الأصلي ما تعلمه من تجارب في كل المجالات خاصة العلمية والثقافية، يستثمر فيه اقتصاديا ورياضيا، الحدود اليوم أصبحت شبيهة بخيط هش رفيع بفضل روابط الشبكة الرقمية، وهكذا أزيلت الحواجز ولم يعد مفهومٌ المهجر مرتبطا بالمكان " . ثم تعود الى العلاقة الأزلية التي تربط المرء بمرايا الأمكنة ... "علاقة الانسان بالمهجر تختلف من شخص الى شخص، لقد صادفت فرنسيين من أصول مهاجرة منغلقين على أنفسهم، تماما مثل بعض المهاجرين الجدد للدراسة أو العمل يرفضون الإنفتاح على الآخر، ويحملون تلك الصور النمطية عن الجنسيات الأخرى، ويجدون صعوبة في التخلص من الرواسب والتراكمات فتجدهم يعيشون إزدواجية وصراع داخلي، نحن نسافر لا لنتخلص من ذواتنا بل لنصقل شخصيتنا ونثري تجربتنا ونوسع ثقافتنا، نبحث عن أفق أوسع وفرص أكبر..." و عن المرأة فلابد لها ان تستفيد من هذا الإرث لتساعد نساء مجتمعها الأصلي والمساهمة في ترقية حقوقهن والأهم هو نشر الوعي وأعتقد أن الأمر صعب بسبب ما تعرفه مجتمعاتنا من تعصب. اما عن تجربتها الشخصية : " فقد صالحتني مدينة باريس مع الحياة، حررتني من مخاوفي كإمراة.، منحتني الثقة والإحساس بالجمال والأنوثة، كما أني أقضي وقتا وفيرا في زيارة المتاحف والمعارض ... المكتبات حبها الأول : " لم تمض على اقامتي في فرنسا اشهر قليلة حتى التحقت بالعمل في اذاعة مونت كارلو الدولية، قادمة من التلفزيون الجزائري حيث كنت اسعى الى التخصص في انتاج الأفلام الوثائقية...العمل الإذاعي مختلف لاسيما في تحرير الأخبار، أعتبرها تجربة جيدة في مسيرتي المهنية التقيت خلالها مع زملاء رائعين ومن مختلف الجنسيات. كما أني استفدت كثيرا من تجربة انضمامي إلى اتحاد الصحفيين المستعربين في فرنسا حيث ننظم لقاءات وندوات سياسية وفكرية مهمة جدا.و أواظب على القراءة والكتابة، كما أشتغل في الآونة الأخيرة على مشروع كتاب جديد سيصدر قريبا "... وعودة إلى ظلال الحياة الشخصية تتحدث بدفء عن عائلتها ... " أم سليان ": زوجي هو رجل حياتي الذي منحني الحب في أبجل وأسمى معانيه، هو سندي في هذه الحياة ، ملهمي ومصدر فخري، أما عن الأمومة، فمنذ ميلاد ابننا سليان تتملكني مشاعر لا يقدر على وصفها إلا شاعر في هذه الحياة فاتتني فرص ضاعت مني، أو مشاكل فشلت في مواجهتها، أو أصدقاء لم أحسن اختيارهم، لكن اعتبر تلك الإخفاقات والخسارات تجارب مهمة تمهد لغد آمن، وعلى الإنسان أن يمضي قدما ولا يستسلم لعثرات القدر .