ارتأت الجمعية الجاحظية فرع سيدي بلعباس بالتعاون مع دار الثقافة كاتب ياسين تخصيص موضوع الطبعة الرابعة من الملتقى الوطني للأدب والشعر الذي انطلقت فعالياته أمس للحديث عن منزلة الشهداء ومكانتهم تزامنا واحياء اليوم الوطني للشهيد وذلك تحت شعار " الشهداء في ذاكرة الشعراء " حيث عرف اليوم الأول تقديم زخم من القراءات الشعرية المتنوعة بشقيها الفصيح والملحون تفضل بها شعراء وأدباء قدموا من مختلف مناطق الوطن من الشلف وجيجل وسطيف والعاصمة وبومرداس وبسكرة وأم البواقي وقسنطينة وتلمسان ووهران ... بالإضافة الى سيدي بلعباس وحتى من تونس حيث شنفوا أسماع الحضور بمقاطع شعرية مؤثرة بعثوا من خلالها الحماس في النفوس والوجدان وهم يمجدون و يتغنون بخصال و مكانة الشهيد التي لاتضاهيها منزلة في هذه الدنيا ذلك أنه ضحى بروحه في سبيل تحرير الوطن من براثن المحتل الغاشم . وهكذا افتتح الشاعر عرابي عبد القادر وهو بن شهيد من ولاية مستغانم الملتقى بقصيدة في منتهى الروعة شد اليه اعجاب الحضور ومما ورد فيها : كيف ننسى أبطال صناع الثورة وكيف ننسى رجال وقفوا يوم الفر يوم كنا نخاف من حس الشخرة ونتحسس وثبات العصاب المتوتر وعزك ياشهيد أعز من الشهرة وكل العز أنت العز الموقر وقدرك يبقى فوق عثرة عن عثرة وستبقى الأجيال بكم تفخر تلاه فضيل حضري من تلمسان الذي ألقى مقتطفات من قصيدته المعنونة " مواطن وحنين " ثم جاء دوا الشاعرة حنان العياري من تونس التي أمتعت الجميع بمقتطفات من شعرها الملحون يقول مطلعها " جيتك نشكي ضاقت بي هذا الدنيا واش فيها مر " أما بومدين زناي من سيدي بلعباس فأمتع بمقطع من قصيده الطويل الذي يتناول فيه ملحمة 132 سنة من الاحتلال والمعاناة فيما سلطت الشاعرة والإعلامية فائزة مليكشي من بومرداس الضوء على الأحداث البارزة التي شهدتها فترة الاستعمار الفرنسي كمجازر8 ماي 45 ومظاهرات 11 ديسمبر... في قالب شعري مميز وتغنى الأستاذ الطيب كرفاح من الشلف بالوطن من خلال ترديده لأبيات شعرية راقية فيما تناولت نادية العياطيشاعرة و إعلامية تشتغل باذاعة تلمسان في قصيدتها " وطني الجريح " الرمزية الوطنية وضرورة التشبث بالهوية الوطنية مشيرة الى الراهن لأجل الوفاء الصالح من خلال التحلي بصفة حب الوطن . وقدم بالمناسبة الأستاذ نور الدين مبخوتي من مغنية مداخلة تحدث فيها عن الثورة الجزائرية في الشعر العربي مركزا على جميلة بوحيرة في عيون مصر كنموذج ذلك أن ثمة 17 شاعرا مصريا تحدثوا في أشعارهم عن هذه البطلة المغوارة ولخص سمير دعاس من سطيف في مداخلته قصة واقعية حكاها له جده حول مجاهد معروف بمنطقته حيث كتبها بأسلوب قصصي جذاب يبين فيها كيف أن هذا المجاهد الذي يعاني وضعا معيشيا صعبا وقع في صراع مع نفسه أيهجر الى فرنسا كما فعل الكثير من الناس حتى لايكون الاستثناء أم يمكث في بلده ؟ لكن حب الوطن غلب عليه قبل أن ينتقل الى دار الحق بدل دار الهجرة.